قلق من نوع آخر يخيّم على أهالي وطلاب بلدة الحويش مع بداية انطلاق العام الدراسي..
هذا القلق لا يتعلق بالأوضاع المادية الصعبة، وبكيفية تدبر احتياجات الطلاب، بل بسبب الحرمان المفروض على أهالي البلدة التي تفتقر إلى طريق آمن يكفل انتقال الطلاب من أحيائهم السكنية إلى تكميلية الحويش الرسمية، والى المدارس الخاصة في المنطقة.
حفر متنوعة الأشكال والأحجام تجتاح الطريق العام، والوحول تشكل مصيدة للأطفال الذين يحتارون في كيفية عدم الانغماس فيها، والمحظوظون هم الذين يصلون الى صفوفهم من دون إصابتهم بأضرار ناتجة إما من انزلاقهم في الحفر، أو في مستنقعات المياه والوحول.
تتمسك سارة، تلميذة صف الروضة الثانية، بالكيس الذي تحمله بيدها، فبداخله حذاؤها الجديد الذي سترتديه بعد العبور الى ضفة الأمان ونجاحها في اجتياز الحفر والوحول الواقعة على طريق منزلها قبل أن تصعد في الباص للتوجه الى المدرسة.
حال سارة كحال غالبية الطلاب الذي يرتدون (الجزمة) في مشهد يعود بأبناء عكار الى الثمانينيات.
ويستغرب المواطن أحمد الزعبي الازداوجية في تعاطي الوزارات مع المواضيع الانمائية الخاصة بمحافظة عكار، ففي الوقت الذي تصدر فيه المراسيم لشق وتأهيل طرق عدة في مناطق محظوظة، يرفع عشرات الأطفال ومئات المواطنين الصوت للمطالبة بتعبيد طرق رئيسة تؤدي الى مرافق حيوية وتصل الأحياء بعضها ببعض، علما أن الطريق المذكور هو الوحيد الذي يربط منطقة الجومة بمنطقة جرد القيطع.
ويناشد المربي أحمد مهتدي وزير التربية الياس بو صعب التدخل لحل مشكلة الطلاب وإنقاذ العام الدراسي، مؤكدا «أن الطريق غير آمنة لعبور الطلاب وتحديدا خلال فصل الشتاء المعروف بقساوته في عكار، بسبب كثرة الحفر والانزلاقات»، لافتا الانتباه الى أن ثلاث مدارس تقع على هذا الطريق ولكن أحدا لا يهتم.
بدوره، يشير رئيس البلدية علي الأكومي الى "أننا نأمل أن يعطي وزير الأشغال توجيهاته ويكلّف المتخصصين لاستكمال الطريق وتأمين التمويل اللازم، ما من شأنه حل مشكلة أهالي البلدة وتحديدا الطلاب"، مؤكدا "أن الطريق الممتد على مسافة كيلومتر ونصف كان ضيقا للغاية وقد قمنا بتوسيعه منذ أربع سنوات على أساس أن يتم استكماله، وللغاية طلبنا موعدا من وزير الأشغال لعرض الواقع القائم ونحن مؤمنون بأنه سينصفنا".
( السفير)