في أواخر التسعينيات كنا نسمع من الشيخ المهاجر كل سنة تنبؤه أن المهدي سيظهر هذا العام، فتتوهج القلوب شوقاً لاقتراب الظهور وحباً بهذا البشير الذي لم نسأله عن مصدر معرفته سوى حسن ظننا بكل خطيب حسيني يومها. 
وبعد أن تمر السنة ولا يظهر المهدي فيها نرجع ونصدق نبوءته على السنة التالية.
وكررالمهاجر بالتبشير كل عام وكررنا التصديق كل عام.
وكان السيد الشهيد الصدر يقول: (لولا شخصيتان لظهر المهدي: الأولى المهاجر، والثاني...) ويقصد السيد الشهيد الصدر ما ذكره في الموسوعة من أن الإعلان عن الظهور سيؤدي إلى تأجيله، واستدل عليه بالرواية.
وفي عام 2005 تحول من التصريح بظهور المهدي إلى التلميح، فقال في الزيارة الشعبانية في صحن الإمام الحسين عليه السلام وسمعته بنفسي إذ كنت يومها في الصحن الشريف للزيارة فقال: 
(في العام القادم سيشهد العراق حالة من الأمان يحسده عليها جميع شعوب العالم).
ولم أصدقه طبعاً بعد تكرار تنبؤاته الفاشلة، ولكن في عام 2006 و2007 اشتعلت الحرب الطائفية التي شهد العراق فيها حالة من الذكر أشفقت عليه جميع شعوب العالم.
وعرفت يومها لماذا يتأخر ليس بسبب المهاجر وأمثاله فقط، بل لأننا لا ننتفع بالتجارب ويسهل خداعنا بالعناوين المقدسة التي لا يكلف انتحالها جهداً إلا الادعاءات.
ولم نلتزم بوصايا الأئمة التي تكشف لنا مواضع الداء، قال الإمام الصادق عليه السلام في صدد عدم تحديد موعد للظهور المبارك: إنّا أهل بيت لا نوقّت، فمن جعل لهذا الأمر وقتاً فلا تهابن أن تكذبه.
ولعل الإمام عليه السلام بقوله (فلا تهابن) يشير إلى وجود أناس سيوقتون للشيعة لهم هيبة دينية..
وتلك الهيبة الدينية المزيفة هي سبب الداء. والله المستعان.

 


الاستاذ الدكتورعماد علي الهلالي