كما كل عام، تحيي مدينة النبطية (الامام الحسين) مراسم عاشوراء، ويشارك بها ابناء المدينة والقرى المجاورة، ولعل ما يميزها هذه السنة، ما يدعي بعضهم حضور الشيخ عبد الحميد المهاجر كخطيب على منبرها.
ُوجهت بعض كلمات ناعمة، تنتقد المهاجر لما يطرحه من أفكار ومواقف تطال رموزاً تخص الطائفة الشيعية في بُعدها المبطن، وهنا بيت القصيد.
لست بوارد تبرئة المهاجر، ولكن علينا أن نكون منصفين بعض الشيئ.
فمن المعروف، وما هو شائع عن المهاجر أنه يحي شعيرة عاشوراء ضمن اتجاهه والذي -كما أظن بل اعتقد- لا يُخفى على أحد (فكره وثقافته وتوجهاته وعقيدته)..
لن أدخل في تفاصيل كلماته التى اجتازت بعضها الخطوط الحمراء بالنسبة لفئة كبيرة من أبناء جبل عامل و المنطقة والشيعة عموماً،من موضوع الولاية، الى ما قاله أمس عن أسبوع الوحدة الاسلامية بين قوسين، الى والى والى..
لكن، أن يختزلَ عقيدةَ أرض، جبلت ترابها بدماء الشهداء لتصنع نصراً تلو نصر، ومياهها احمرت بقاني أجساد أبنائها المجاهدين دفاعاً عن الكرامة والعزة والقداسة ضد الكيان الاسرائيلي الغاصب وأتباعه، فهذا أمر يمنحنا البراءة لنكتب ما نشاء..
انت في الارض المباركة التى تجاور الأقصى، انت في جبل عامل، بين شيعة علي وفاطمة والحسن والحسين و أبي ذر الغفاري..
الم تدر من نحن؟!
نحن أبناء مدرسة أبي عبدالله الذين نهلوا من معين كربلاء جوهر الشهادة..
نحن أبناء مدرسة أبي عبدالله الحسين الذين لا يصافحون ولا يرضخون للذلة..
نحن أبناء تلك المدرسة الذين استلهموا من العباس بأسه و غيرته..
نحن أبناء تلك مدرسة الذين تعلموا من ابن مظاهر كيف لا نبخل بالعطاء في محراب القداسة..
نحن أبناء روح الله الامام الخميني
نحن أبناء الامام السيد موسى صدر
نحن أبناء السيد عباس الموسوي
نحن أبناء الشهداء
نحن أبناء أحمد قصير و بلال فحص
نحن أبناء الحرب راغب والموقف سلاح
نحن ابناء محمد سعد وخليل جرادي على امتداد الجليل
نحن ابناء عبدالرحمن حوماني وهاشم فخرالدين في امتداد بحر موسى..
نحن أبناء الشهيد تلو الشهيد، وعلى خُطى الشهيد.. ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا.
ومع هذا لا ألومه، لأنه يجاهر بمعتقده في دنيا الحريات، ولا تقع على عاتقه المسؤولية..
أما الملامة والسؤال و المسؤولية تقع على عاتق من استدعاه، وليس مخفياً على احد -النادي الحسيني،النبطية- الشيخ "عبدالحسين صادق".
إن كان "المهاجر" يجهر بمعتقده ويعتبره حقه، فكيف لك أن تقبل بذلك والدار دارنا والارض أرضنا والشهداء آباؤنا وآباؤنا..
أهو انصياع لما يريد أن يمليه على الملأ دون السماح بالاعتراض؟
أو هي مساحة ودعم منكم لغاية في نفس يعقوب؟!
أم هي استهزاء بمسيرة و خط الشهداء، الذين لولاهم لما كانت نبطية وما كان احياء لعاشوراء فيها و جوارها؟!
لم نعارض حضوره، ففي جعبته كثير كثير مما نتفق عليه، ولكن نعارض ما يسيئ الى ثوابتنا، وقيمنا ومعتقداتنا،وانت مسؤول وتدعي موقع المسؤولية.. فأين المسؤولية في ذلك؟!!
لن نقاطع المجلس، ولكن.. سننتظر.
محمد نزيه ايوب