منتخب لبنان في ورطة أين الحل؟.. من يتابع السؤال لا بد أن يستغربه بعد اكثر من سنة على تولي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش مسؤولية الاشراف عليه، لكن الأمور التي افرزتها المباريات الودية قد تدعو الى طرح الكثير من الأسئلة في ظل العقم الفني والتهديفي، وغياب الإبداع والتفوق التكتيكي والمهاري.
في الايجابيات فان كل الإمكانيات باتت بتصرف الجهاز الفني ومديره اذ لم يبخل الاتحاد على المنتخب بشيء، وهو عمل مؤخرا على تأمين العائدات والاحتياجات الفنية والمادية، وترك لـ «رادولوفيتش» الحرية في ان يختار بمعرفته وخبرته أي لاعب يمكن ان يستفيد منه ويؤثر مباشرة في تدعيم مجموعته، كما انه نفذ كل متطلباته القاضية باقامة مباريات ودية على المستوى الخارجي، لما فيها من مصلحة للاعبين وما يمكن ان تعود عليهم من فائدة فنية عالية وترفع من منسوب اللياقة والتكتيك والأداء.
بين أمس واليوم
ويكفي انه في عهد الاتحادات السابقة فان المنتخب كان ينام في سبات عميق ولا يستقيظ افي المناسسبات والسبب ان هذه الاتحادات كانت تعزو السبب الى التكاليف الباهظة والانفاق من غير طائل وهو ما يمكن توفيرها من خلال ايقاف نشاط المنتخب حتى تحين الساعة لذلك تكررت الإخفاقات في جميع المناسبات، وكان لبنان ضمن لائحة البلدان الهابطة كرويا والتي لم تدخل يوما قائمة الحسابات.
اما اليوم فقد تغير الحال وبتنا نشهد منتخبا ينافس بقوة في تصفيات»المونديال» ويصل الدور الحاسم على حساب منتخبات اخرى تفوقه ماديا بملايين الدرجات، وهذا سببه الاهتمام الخاص المبني على خطة وضعها الاتحاد الحالي ووفر لها كل الإمكانيات للوصول الى مرحلة يمكن معها مواجهة اقوى المنتخبات الآسيوية، والتفوق عليها ولا احد ينسى الفوز على كوريا الجنوبية وايران والكويت، لذلك بدا للجميع دخول لبنان بفعل ذلك، قائمة الذين يحسب لهم ألف حساب.
قد يكون هذا الكلام خارج الموضوع في مثل هذه العجالة لكنه مهم لاستخلاص العبر والتذكير بما يفعله الاتحاد الحالي تجاه منتخباته في جميع الفئات خصوصا ان المنتخب «اللبناني» الأول يستعد لخوض مباراته الودّية الرابعة في غضون شهرغدا ضد «غينيا الاستوائية» المصنّفة 81 بين الدول، وهو امر جيد يشكر عليه الاتحاد وعلى التكاليف التي يتكبدها في هذا السبيل.
وبرأي الجميع أنه على رادولوفيتش ان يثبت قدرته على التنوع والاجادة والتجديد فكل مباراة لعبها حتى الساعة يظهر ان المنتخب في ورطة ويعاني جديا من نقص لم يكتشفه المدير الفني و انه عاجز عن ذلك.
وقد بدا بعد مشاهدة مباراة المنتخب مع»قيرغيزستان» التي انتهت بالتعادل انه ما زال بحاجة الى السرعة وتبادل الكرات وايجاد صانع العاب مميز يمكن من خلاله تفعيل حركة المهاجمين، وهذا كله غير موجود في ظل تمويت الكرة في وسط الملعب واعادتها الى الوراء وعدم تحريك الظهيرين وحتى الجناحين وغياب الفعالية. والسؤال ايضا اين تلك المتعة التي تشبه ما كان يقدمه المنتخب في تصفيات «مونديال 2014» في الأداء؟.. انها غير موجودة، والدليل المباراة الودية الأخيرة، اذ لم تشهد طيلة 60 دقيقة هجمة واحدة منظمة وفاعلة او ما يشد المتابع ما يعني ان هناك موتا سريريا قد يستدعي حالة طارئة يجب ان يرفع فيها رادولوفيتش كل التدابير الآيلة الى تجميل صورة المنتخب في المباريات الودية، للاستفادة من ذلك في المباريات الرسمية والا فعلى الدنيا السلام.
وقد تكون مباراة «الأردني» السابقة على ملعب المدينة الرياضية شاهد على ذلك اذ لم يقدّم المنتخب خلالها ما يرضي تطلعات المتابعين والاتحاد نفسه.
اخيرا فان الجهاز الفني لم يحل مشكلة المهاجم الصريح الذي يمكن ان يسجل ولديه كل المهارت التي تمكّنه من ذلك، وحتى اللحظة فان هلال الحلوة لم يثبت جدواه وهذا يتطلب البحث من جديد عن لاعب قادر على ذلك قبل فوات الاوان.
نحن نعرف ان هناك لاعبين يتمتعون بامكانيات عالية واثبتوا وجودهم مع فرقهم المحلية وكانوا ورقة رابحة في مبارياتهم واكبر دليل فريق «العهد» لكنهم مع المنتخب ما زالوا بعيدين عن هذا المستوى، والسبب ان مدربي الفرق المحلية يعرفون جيدا كيف يوظفون هؤلاء فلماذا لا يفعل رادولوفيتش ذلك؟
ستكون مباراة «الغيني الاستوائي» فرصة مهمة كي يبدل الجهاز الفني النظرة الى المنتخب ويعرف كيفية ادارة المباراة بطريقة يمكن ان يستمتع الجميع بها خصوصا ان الصفوف باتت كاملة بوجود المحترفين حسن معتوق وباسل جرادي وعدنان حيدر وعلي حمام والمحليين ربيع عطايا وعمر الكردي ومحمد حيدر وهيثم فاعور ونور منصور وغيرهم ويجب على المنتخب ان يؤكد على الثقة التي منحه اياها الاتحاد وان يتحمل المسؤولية كاملة قبل ان يحين الوقت ويدخل الفريق التصفيات الآسيوية وهو بحالة غير مطمئنة وعلى رادولوفيتش ان يؤكد جداراته اليوم وغدا وبعد غد، وهو يقود الفريق ويبحث عن حلول ناجحة والا فانه سيجد الجواب..
23 لاعباً في المعسكر استعداداً لـ «غينيا الاستوائية»
انتظم 23 لاعباً لمنتخب لبنان لكرة القدم في معسكر داخلي حتى الثلاثاء 11 تشرين الأول موعد المباراة الدولية الودية مع «غينيا الإستوائية»، المقررة عند الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر على ملعب المدينة الرياضية.
واللاعبون هم: مهدي خليل، أحمد تكتوك، علي حلال، عباس حسن، معتز بالله الجنيدي، وليد إسماعيل، نور منصور، ماهر صبرا، نصار نصار، محمد زين طحان، هيثم فاعور، غازي حنينه، أحمد جلول، محمد حيدر، ربيع عطايا، سرج سعيد، محمود كجك، عمر الكردي، حسن المحمد، حسن معتوق، عدنان حيدر، هلال الحلوة، وباسل جرادي.
وكان منتخب لبنان عاد إلى بيروت من بيشكيك ليل الجمعة، بعد تعادله ودياً مع نظيره «القيرغيزي» من دون أهداف .
واعتبر المدير الفني المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش المباراة مهمة لا سيما أن المنتخب المضيف يلعب بقتالية عالية وقد ظهر ذلك جلياً حتى في ظل النقص العددي بعد طرد أحد عناصره، ما جعل المجريات الميدانية التي سادت شبيهة بلقاءات التصفيات الحاسمة، لافتاً إلى أن هذا الإيقاع مطلوب لأهميته على صعيد الجهوز البدني وارتفاع وتيرة التحرّك، وقد سنحت للاعبيه فرصتان خطرتان، ونوّه بتماسكهم وتطوّرهم التدريجي، وهذا «ما ننشد تحقيقه من خلال المباريات الودية المقررة».
ووصلت أمس، الى بيروت بعثة المنتخب الغيني الاستوائي وتضم في صفوفها لاعبين من أندية أوروبية عدة في إسبانيا وإنكلترا واليونان فضلاً عن المغرب، أمثال ايفان سالفادور(بلد الوليد) وروبن نيسوي (ميدلزبره)، ويدرّبه استيبان بيكر.