تتميز كل أمة وتقاس فتوتها بعنصر الشباب فالأمة الفتية هي تلك الأمة الناهضة التي تعيش زهو الشباب.
يمكن أن تقاس كل أمة بأعمار شبابها فالأمة الألمانية تعيش أزمة الشيخوخة وكذلك أمم كثيرة تعيش نفس المِحنة وذهبت منظمة الكومنولث الى طرح إستراتيجية ما يسمى "مراعاة المنظور الشبابي " الذي يتضمن السياسات العامة للوزارات والحكومة في كيفية توليها لملف الشباب وأن تراعي آراء الشباب وأن تناقش قضاياهم في قطاعاتها المتعددة : اقتصاد سياسة زراعة وغيرها.
والشباب هم قوة التغيير الإجتماعي والحضاري للأمة و لديهم من الإبداعات والحيوية ما يبهر المراقبين فالثورات عمادها الشبان حتى ثورة أصحاب الكهف وصفهم عز وجل { نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } .
فالشباب يشكلون التحدي الكبير لأي قائد أو حزب،
كيف يتم استقطابهم وجذبهم وتوجيهم ،ومن هنا سنفهم قول الحسين (ع) في سؤاله عن شباب العرب فهو يدرس عملية تأثيرهم وكيفية تأطيرهم والإستفادة من خبراتهم ويحاول الدارسون دراسة سلوكيات الشباب المتوترة أحيانا والثائرة على الواقع والطموحة للتغيير .
فهذه أحد الأمثلة عن الإمام الحسين(ع) عن جعيد همدان قال: " أتيت الحسين بن علي (ع) وعلى صدره سكينة بنت الحسين فقال: يا أخت كلب! خذي ابنتك عني.
فسألني فقال: أخبرني عن شباب العرب أو عن العرب؟ قال: قلت: أصحاب جلاهقات ومجالس! قال: فأخبرني عن الموالي؟ قال: قلت: آكل الربا أو حريص على الدنيا! قال: فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون والله! إنهما الصنفان اللذان كنا نتحدث أن الله تبارك وتعالى ينتصر بهما لدينه "
يسأل الإمام السياسي وذلك القائد الاجتماعي عن عناصر التغيير وهما الشباب العنصر الكادري والدافع الجهادي المباشر عن أهم طبقة في اي ثورة و هو رأس المال الممول لكل حركة تغييرية والتجار الذين هم الموالي أي اصحاب المؤسسات.
وهكذا فإن قيادة الثورة الحسينية تستكشف قوى التغيير الحقيقية: العنصر الإقتصادي والعنصر الشبابي .
ثم يقول كنّا نتحدث أي نتشاور ونتحاور حول هؤلاء أي كنّا نفكر ونستلهم الأراء ونجول ونصول لنصل الى التشخيص الدقيق للأمور الاجتماعية والسياسية .
ويستفاد من كلام الإمام أن مصطلح شباب العرب كان متداولاً بين المجتمعات آنذاك ومن خلال هذه الملاحظة نفهم حركة بني أمية في طرح مبدأ العروبة في مواجهة الحسين عليه السلام حتى أشاعوا أنه وأهل بيته من الترك والديلم .
فإستخدام كلمة شباب العرب تحمل في حد ذاتها عنصرين على الأقل :
١-عنصر إجتماعي أي فئة الشباب لأنهم عنصر التغيير والدفاع عن دين الله .
٢-وعنصر سياسي أي هذا مصطلح سياسي كانت القوى آنذاك تأخذه بعين الاعتبار فقد كان الصراع على موازين التأثير الفعلي من يمثل العرب آنذاك الحسين ابن علي أم يزيد ابن معاوية؟
والامام الحسين استخدم كلمة العرب في أكثر من موضع وهي جديرة بالدراسة لتفهم التطورات السياسية في عصر الحسين عليه السلام.
وهناك أدلة كثيرة حول هذا المفهوم السياسي بحيث يمكن البحث عن كلمة عربي ومعانيها ومشتقاتها لفظاً ومعنى وكانت متداولة في بكثرة في تلك الحقبة.
السلام عليك يا ابا عبد الله.
كربلائيات ٧ : الشباب في فكر الإمام الحسين (ع)
كربلائيات ٧ : الشباب في فكر الإمام الحسين...حسان أمين الزين
NewLebanon
التعريفات:
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
10069
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro