جولات وصولات من أجل الرئاسة الضائعة بين طموحات الداخل وبين مصالح الخارج
السفير :
مسكينة هي السياسة في لبنان. صارت يتيمة وبلا رجال سياسة إلى حد كبير. الأدلّة أكثر من أن تحصى وتعد، ولا بأس أن يترحم البعض، ومنهم وليد جنبلاط، على زمن «الوصاية السورية».
لم يقم غازي كنعان بواجباته اللبنانية على أكمل وجه. كان ينبغي له، وقبل وضع مسدسه في رأسه، أن يُعدّ كتيباً يتضمن أصول انتخاب الرئيس في لبنان وتشكيل الحكومات وإجراء الانتخابات النيابية وتعيين المديرين العامين.. واتخاذ القرارات في الكثير من مزارع الجمهورية الثانية.
قام «حزب الله» بواجباته مع حليفه المسيحي الاستراتيجي ميشال عون. سدّد له فاتورة الوفاء بأجمل مما كان يتوقعها، وذلك بمجرد أن قرر سعد الحريري أن يضع اسمه على لائحة خياراته.. وصولاً الى تبنّيه نظرياً من دون أي سند سياسي معلن حتى الآن.
بالنسبة إلى «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصرالله، ليست مسألة استبدال اسم بإسم. إنها معركة خيارات كبرى في المنطقة. بهذا المعنى، يشكل الإجماع أو شبه الإجماع على ترشيح «الجنرال» أفضل كسب استراتيجي لحزب مندفع، وبلا أدنى تردد، في معركة إقليمية ودولية ستترك بصماتها ليس على مستقبل لبنان وسوريا والمنطقة وإنما النظام العالمي الجديد.
هذه هي حصة «حزب الله» الاستراتيجية، لكن ماذا بعد؟
منذ الطائف حتى الآن، «انتخب» السادة نواب الأمة في لبنان، ثلاثة رؤساء للجمهورية، اثنان منهم، كان السوري هو الضامن لهما، ومن خلالهما الضامن لمجمل التوازنات الداخلية، والضابط لإيقاعها والمتحكم بمعظم مساراتها، طيلة عقد ونصف من الزمن. أما ميشال سليمان، فقد كان اتفاق الدوحة، بما شكّله بظروف انعقاده ومجرياته ونتائجه، هو الضامن الخارجي (قطري ـ فرنسي ـ تركي بالدرجة الأولى).
إذا كان ميشال عون أو سليمان فرنجية أو حتى سمير جعجع يريد أن يصبح رئيساً للجمهورية بالشروط والظروف والضمانات الخارجية نفسها، ينبغي أن ينتظروا طويلاً.. وطويلاً جداً.
عندما طلب سعد الحريري موعداً رسمياً من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تجاوبت دوائر الخارجية الروسية بسرعة معه، لأسباب متعددة، منها «تشعّبات» مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان، و «المكانة» التي يحتلها الحريري شخصياً بوصفه نجل رفيق الحريري، من دون إغفال «الوزن السعودي» ذلك أن زعيم «المستقبل»، كما والده وإخوته، يحمل الجنسية السعودية!
بدت المعادلة واضحة قبل وصول الحريري. إذا كان الرجل يريد رئيساً للجمهورية على الطريقة التقليدية التي أنتجت كل الرؤساء في لبنان بعد الطائف، فالجواب واضح قبل أن ينزل سلم طائرته الخاصة في مطار موسكو: المعطيات الخارجية تشي بأن لا رئيس للجمهورية في لبنان لا الآن ولا في المستقبل القريب أو البعيد. العكس صحيح، ففي ظل الاشتباك الإقليمي ـ الدولي في سوريا والمنطقة بأسرها، وبعد الانتقال من ضفة «التفاهم» في سوريا الى ضفة قرع طبول الحرب الإقليمية، لا إمكانية لأن تكون هناك إرادة خارجية تفرض على اللبنانيين رئيساً كما جرت العادة، منذ ربع قرن من الزمن، بل على اللبنانيين أن يحنوا رؤوسهم في انتظار انتهاء «لعبة الكبار» في المنطقة.
هذا الكلام لم يقله أحد من المسؤولين الروس للحريري، ولكنهم أسرّوا به في آذان بعض المقرّبين منه. هم يفهمون أن يبادر زعيم «المستقبل» الى الطلب منهم أن يضغطوا على دمشق وطهران ومن خلالهما على «حزب الله» وباقي حلفائه من أجل انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. حصل ذلك قبل نحو سنة، وثمة محاضر رسمية في وزارة الخارجية الروسية تؤكد ذلك. وبالفعل، تجاوب الروس وقتذاك، وأوفدوا ميخائيل بوغدانوف الى العاصمتين السورية والايرانية، ولكن من دون جدوى.
قالها بوغدانوف بالحرف الواحد: نحن لا نفهم اسباب العراقيل التي تضعها بعض الاطراف اللبنانية المؤثرة لمنع تسهيل انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، رافضا الذريعة التي يسوقها البعض بأن مبادرة الترشيح جاءت من السعودية وحلفائها في لبنان!
كان للمسعى الحريري ما يبرره آنذاك، لكن عندما أقدم زعيم «المستقبل» على تبني ترشيح ميشال عون (نظريا)، استنادا الى معادلة داخلية (شخصية الى حد كبير) لا تمت بصلة الى المعطيات الخارجية، هل كان لزاما عليه أن يطلب موعدا من القيادة الروسية؟
حتى الآن، لا يملك الروس تفسيرا لزيارة لم يكن يجب أن تحصل، فمن يريده الحريري رئيسا للجمهورية، يريده «حزب الله» منذ اللحظة الأولى للفراغ الرئاسي. في هذه الحالة، هل يجوز للحريري أن يستغل منبر الخارجية الروسية من أجل اطلاق الاتهامات ضد «حزب الله» جزافا؟
يدرك الروس أن دورهم الرئاسي في لبنان محدود في هذه اللحظة. هم يضعون سيناريوهات لاحتمالات حرب إقليمية، وبرغم ذلك، يكررون أنهم مستعدون للعب دور مساعد رئاسيا، لكن منطق الضمانات أصبح مختلفا. لم يعد ممكنا الهرب من «تفاهمات شاملة تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة المقبلة وصلاحياتها وبقية البنود الخلافية»، على حد تعبير بوغدانوف، من قبل أن يطلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري معادلة السلة السياسية المتكاملة.
لم تتبدل المعادلة الروسية. غداة عودة الحريري من موسكو، قالها السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين لكل من راجعوه: «المطلوب ضمانات وتفاهمات متبادلة».
لم يعد بمقدور «الجنرال» أن يتلطى وراء بكركي التي ربما كانت تقصد بموقفها «تسهيل» وصوله الى القصر الجمهوري، ولكنها فعليا لم تخدمه برفع سقفها الى هذا الحد.. غير المطلوب.
اليوم، وفي غياب الضامن الخارجي، سورياً كان، أم روسياً أم أميركياً أم قطرياً أم سعودياً أم إيرانياً، وطالما أن المبادر هو سعد الحريري، لا بديل من ضامن اسمه المرشح لرئاسة الجمهورية.
ومن عادة المرشح أن يسعى الى كسب أكبر عدد مكن من الأصوات من أجل ضمان فوزه. في رحلة الحج الرئاسية، عليه أن يعطي ضمانات لكل من يطالب بها، فكيف اذا كانت تتعلق بقانون الانتخابات وتوازنات السلطة وادارتها طيلة ست سنوات؟
للمرشح أن يمتلك حس المبادرة. أن يسعى إلى تسويق نفسه. أن يطمئن الخائف والقلق والمتهيب والرافض وحتى المتحمس له. لا يجوز أن يعطي انطباعا أنه يأتي بزخم سعد الحريري وسمير جعجع و «كفى الله المؤمنين شر القتال». عندما يكون للزخم الرئاسي مصدر أساس مثل ولي العهد «المعرابي» وولي ولي العهد الحريري، يصبح من حق نبيه بري ووليد جنبلاط وطلال إرسلان ونجيب ميقاتي وسليمان فرنجية و «القومي» و «البعثي» وبطرس حرب أن يتحفظوا.
أقلّه، لا يقدّم «حزب الله» نفسه ضامناً لحلفائه، وهو ليس في وارد أن يتولى مهمة من هذا النوع.
هل يكون سعد الحريري هو الضامن؟
الجواب حتما لا. تكفي شبهة «الاتفاق الثنائي» بين «المرشحين» لإحداث نقزة سياسية هنا أو هناك، برغم النفي المتكرر.. وغير المقنع.
للمرشح الرئاسي وحده أن يكون الضامن قبل الانتخابات، خصوصا إذا كانت الثقة محصورة به وتكاد تكون شبه منعدمة بجزء لا يستهان به من محيطه.
بعد وصول المرشح إلى القصر الجمهوري، يمكنه أن يتبنى خطاب بكركي. لم يعد مسموحاً التفريط بما يملك الرئيس الماروني من صلاحيات. على العكس، المطلوب أن تؤدي كل الصياغات إلى تعزيز دوره والأهم ضمانته للجميع.
بكل الأحوال، لا يُصنع الرئيس بتمدد «مناخات كربلاء» سياسياً، الى الرابية، كما تبدت الصورة في الساعات الأخيرة. يُصنع الرئيس بدينامية سياسية وبامتلاك عنصر المبادرة، لا بالتشاطر أو الاشتراط ألّا ينزل إلى مجلس النواب إلا مرشح وحيد وضمانة سحب كل المرشحين مسبقاً، مخافة تهريبة رئاسية في اللحظة الأخيرة.
ما هكذا تُورد الإبل يا.. «جنرال»
النهار :
يدخل مطلع الاسبوع المقبل استحقاق بدء العقد الثاني لمجلس النواب في الثلثاء الاول بعد منتصف تشرين الاول على خط المسار الرئاسي الذي يبدو واضحاً ان تعقيداته أعادت فرض فرملة الاندفاعات التي ذهبت بعيداً في توقعات متسرعة. ذلك ان الاجتماع الذي ستعقده هيئة مكتب مجلس النواب برئاسة رئيس المجلس نبيه بري الاثنين المقبل لعرض لائحة المشاريع الطويلة لجدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها الرئيس بري بعد انتخاب المجلس لجانه لدى بدء العقد السنوي الثاني، سيشكل اول الغيث في عملية جس النبض السياسي "القديم – الجديد" حيال مسألة تشريع الضرورة التي اصطدمت سابقا بالشروط والشروط المضادة وجعلت انعقاد الجلسات التشريعية للمجلس احدى القضايا الخلافية الاساسية التي تداخلت فيها الحسابات السياسية والرئاسية مع المعايير الدستورية.
واذا كانت مواقف القوى السياسية في معظمها لا تزال تقف عند حدود المواقف السابقة ولا سيما منها تلك التي تشترط ادراج ملف قانون الانتخاب بنداً أول في الجدول للموافقة على انعقاد جلسة تشريعية، فان مصادر نيابية وسياسية بارزة لفتت عبر "النهار" الى ان المناخ القائم حاليا في البلاد سيحتم رصد أثر المتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي في الاسابيع الاخيرة جراء التحرك الذي اطلق في شأن الملف الرئاسي وامكان تمددها الى الاستحقاق التشريعي. ولاحظت المصادر في هذا السياق انه اعتباراً من الاسبوع المقبل قد يكتسب المشهد السياسي والدستوري سواء بسواء مفارقة تتمثل في عدّ تنازلي للجلسة الانتخابية الرئاسية في 31 تشرين الاول التي يسبغ عليها طابع مفصلي مبدئيا لجهة حسم مصير خيار انتخاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون. كما ينطلق عد تنازلي آخر مواز للاول في شأن بت مصير الجلسات التشريعية العائدة كاستحقاق داهم وأولوية من أولويات الشأن الوطني والدستوري. وأشارت المصادر نفسها الى ان هذين التطورين يجعلان الاسابيع المتبقية من الشهر الجارية فترة استثنائية بكل المعايير الموضوعية التي ترسمها اولا تطورات التحرك الذي يتولاه الرئيس سعد الحريري في شأن استكمال جولاته الخارجية والداخلية قبل ان يقول كلمته النهائية في شأن الخيارات الرئاسية التي يتناولها هذا التحرك وخصوصاً خيار العماد عون، ومن ثم التطورات المرتقبة على المسار النيابي في استحقاق بدء العقد الثاني للمجلس. وقالت المصادر إن مناخ التهدئة السياسية هبط في شكل لافت في اليومين الاخيرين على مجمل الوضع السياسي وكان من ترجماته عودة مجلس الوزراء الى عقد جلساته من غير ان تفوتها الاشارة الى ان السرعة التي اتسمت بها عملية ازالة الغيوم بين بكركي وعين التينة شكلت معلماً بارزاً في نزع فتيل توتر بين المرجعية الكنسية المارونية والرئاسة الثانية كان يمكن ان يعقد المأزق السياسي اكثر فاكثر وسط مسعى متقدم لاختراق الازمة الرئاسية الامر الذي لا يرغب فيه أي فريق أو مرجع في هذا المعترك المفصلي. لكن ذلك لا يعني تقليل التعقيدات التي لا يستهان بها في المسار الرئاسي بدليل ان النتائج التي خلص اليها اجتماع كتلة "المستقبل" أول من أمس بدت بمثابة رشة مياه مبردة على الرهانات المندفعة التي ذهبت الى حدود بعيدة لم تتطابق مع آمال اصحابها.
وأوضحت المصادر ان الاسابيع الفاصلة عن آخر تشرين الاول ستكتسب طابع حبس الانفاس ولو ان بعض الجهات السياسية بدأ يردد من اليوم ان موعد 31 تشرين الاول لا يجب احتسابه كنهاية لمسار "الانفتاح" على الخيارات الرئاسية ولا سيما منها خيار عون. غير ان الواقع يشير الى ان العماد عون الذي بدأ نهجاً مهادناً ومرناً واعتمد خطاباً يعكس جدية رهانه على تحرك الحريري في اتجاه ترشيحه لن يكون موقفه مضموناً بعد مرور جلسة 31 تشرين الاول من دون تغيير جذري وان يكن بات مستبعداً ان يتبدل واقع العلاقة الدافئة الناشئة بينه وبين الحريري. وفي أي حال، يبقى من المبكر الحكم على نتائج تحرك الحريري ما دام مستمراً في جدولة تحركاته خارجياً وداخلياً بما يعكس مضيه في استنفاد هذا التحرك قبل ان يطلق الاشارات المتصلة بموقفه النهائي.
بكركي وبري
وسط هذا المناخ شكلت زيارة المعاون السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل لبكركي أمس مؤشراً لازالة غيوم التوتر الذي نشأ بين بكركي وعين التينة منذ الاحد الماضي. وصرح الوزير حسن خليل عقب لقائه والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: "نحن والبطريرك متفقون على معظم الامور المرتبطة بملف انتخاب رئيس الجمهورية وغيره من الملفات ولم أشعر على الاطلاق ان هناك تبايناً في الموقف بيننا". واكد الحرص الكبيرللرئيس بري على بقاء التواصل مع بكركي، مشيراً الى تأييده لبيان مجلس المطارنة. وأفاد ان الرئيس بري "لم يعبر عن الموقف النهائي من انتخاب العماد عون " وليس لدينا مواقف شخصية فالامر يتعلق بمجموعة تفاهمات طرحها الرئيس بري ولا تعني أي تقييد لرئيس الجمهورية ولصلاحياته... ونحن نحضر كل الجلسات ولم نعطل نصابا ولم نقاطع جلسة وسنبقى نحضر الجلسات، أما من ننتخب فهذا أمر نعبر عنه في أوانه".
ايطاليا "وثقافة العيش"
ولم تغب السياسة عن حفل افتتاح الطبقة السفلى في المتحف الوطني أمس للمرة الاولى بعد الحرب والذي أعيد تأهيله بمبادرة ايطالية حضر من أجلها الى بيروت وزير الخارجية والتعاون الايطالي جنتيلوني. واشاد رئيس الوزراء تمام سلام بهذه المبادرة مؤكداً ان "اللبنانيين صاروا يقيمون اعتباراً كبيراً لفن العيش الذي برعوا فيه". أما الوزير الايطالي فنبه الى ان "الارهاب تهديد للثقافة ويسعى الى محو العيش المشترك".
المستقبل :
لم يتوقف التراشق الكلامي بين الولايات المتحدة وروسيا مع استمرار قاذفات الصواريخ والقنابل المتفجرة الروسية - الأسدية في حصد المزيد من أرواح المدنيين في سوريا ولا سيما في حلب، حيث أوقع الثوار خسائر في الأرواح في الميليشيات التابعة لإيران، على الرغم من استمرار موسكو في تعزيز ترسانتها العسكرية.
إلا أن هذه المبارزة الكلامية بين الدولتين العظميين ازدادت حدة، ففيما طالبت واشنطن بالتحقيق في جرائم حرب يقترفها الروس وبشار الأسد، رأت باريس أن تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار حول سوريا سيشكل «لحظة الحقيقة» بالنسبة الى روسيا، التي لوحت بسلاح الفيتو ضد مشروع القرار هذا.
ففي الولايات المتحدة طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتحقيق حول «جرائم حرب» يستهدف النظام السوري وحليفته روسيا بعد ضربة جديدة لمستشفى في مدينة حلب.
وقال كيري «الليلة الماضية هاجم النظام مجدداً مستشفى حيث قتل 20 شخصاً وأصيب مئة. على روسيا والنظام أن يقدما للعالم أكثر من تفسير لأسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية الى جانب أطفال ونساء».
وطالب كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت «بتحقيق ملائم في (حصول) جرائم حرب».
وقال الوزير الأميركي الذي صعّد لهجته في الأيام الأخيرة منذ وقف الحوار بين واشنطن وموسكو حول سوريا، إن «من يرتكبون (ذلك) ينبغي تحميلهم مسؤولية أفعالهم. هذا الأمر ليس مجرد حادث. إنه استراتيجية محددة الهدف لترهيب المدنيين وجميع من يقف في وجه (تحقيق) أغراضهم العسكرية».
ورداً على كيري، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية قالت إنها ترى عواقب قانونية لتعليقات وزير الخارجية الأميركي الذي قال إنه ينبغي التحقيق في أفعال الحكومتين الروسية والسورية في سوريا باعتبارها جرائم حرب محتملة.
ويزور وزير الخارجية الفرنسي واشنطن بعد موسكو حيث بحث مشروع قرار دولياً أبدت روسيا استعدادها «للعمل» عليه مع شروط. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر لصحافيين قبل بدء جلسة مغلقة لمجلس الأمن لبحث النزاع السوري إن «الأولوية هي لوقف حمام الدم في حلب».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن تصويت مجلس الأمن الدولي السبت على مشروع قرار حول سوريا أعدته باريس سيشكل «لحظة الحقيقة» بالنسبة الى روسيا.
وصرح آيرولت للصحافيين في مقر الخارجية الأميركية في حضور كيري «غداً ستكون لحظة الحقيقة، لحظة الحقيقة بالنسبة الى جميع أعضاء مجلس الأمن: هل تريدون، نعم أم لا، وقفاً لإطلاق النار في حلب؟ والسؤال يُطرح خصوصاً على شركائنا الروس».
ويصوت مجلس الأمن على مشروع قانون يطالب بإنهاء فوري للضربات الجوية والطلعات الجوية العسكرية فوق مدينة حلب، لكن يبدو أن روسيا ستلجأ للفيتو لمنع صدوره.
ويناقش أعضاء المجلس الخمسة عشر منذ أسبوع مسودة القرار التي أعدتها فرنسا وإسبانيا.
ودعي الأعضاء للتصويت بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي لموسكو وواشنطن.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «هذه ليست مسودة تصلح لتبنيها. لدي شك في أن الدافع الحقيقي هو دفع روسيا لاستخدام الفيتو.. لا أرى كيف يمكننا أن نترك مثل هذا القرار يمر».
ويحتاج أي مشروع قرار لتأييد تسعة أعضاء من دون لجوء أي من الأعضاء الخمسة الدائمين للفيتو.
وقال آيرولت إنه يعتزم الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في التصويت وقال للصحافيين في واشنطن «لا يزال يحدوني الأمل في أن يحظى مشروع القرار بالموافقة ويقبل التنفيذ».
ويحث نص مشروع القرار على الوقف الفوري للقتال ونقل المساعدات الإنسانية بأمان ومن دون معوقات في سوريا و»يطالب كل الأطراف بإنهاء القصف الجوي والطلعات الجوية العسكرية فوق مدينة حلب على الفور«.
ودعا مشروع القرار أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى طرح خيارات لرقابة تحت إشراف الأمم المتحدة للهدنة ويهدد «باتخاذ إجراءات إضافية» في حال عدم التزام «أي طرف من أطراف الصراع داخل سوريا» به.
وقال تشوركين «لم يسبق أن طلب أعضاء المجلس من عضو دائم الحد من أنشطته«. وأضاف «من المفترض أن أصوت على أمر يجب على جيشنا بعد ذلك الامتثال له. هذا لا يعني أن بعض الأمور لا يمكن أن تحدث، لكنها لا يمكن أن تحدث عبر عملية بعينها، وهي بالتأكيد ليست طرح قرار بهذه الصيغة على الطاولة».
وتعبّر مسودة القرار عن «الغضب إزاء العدد المقلق من الخسائر بين المدنيين نتيجة تصاعد مستوى العنف وحملات القصف الجوي العشوائي المكثفة على حلب في الأيام الأخيرة».
وحثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل روسيا على استخدام نفوذها على الأسد لإنهاء القصف المدمر لحلب، كما فتحت حكومتها الباب أمام إمكانية فرض عقوبات على روسيا لدورها في الصراع.
وفي واحد من أشد تصريحاتها حتى الآن، قالت ميركل إنه لا يوجد في القانون الدولي ما يبيح قصف المستشفيات، وإن موسكو يجب أن تستخدم نفوذها على الأسد لوقف قصف المدنيين.
وقالت لحزبيين في مدينة مغدبورغ إن «لروسيا كثيراً من النفوذ على الأسد. لا بد أن نوقف هذه الجرائم الفظيعة».
وفي سياق مقارب، أظهر تحليل أجرته «رويترز« لبيانات معلنة أن روسيا عززت قواتها في سوريا منذ انهيار وقف إطلاق النار في أواخر أيلول الماضي حيث أرسلت قوات وطائرات وأنظمة صاروخية متطورة.
وتشير البيانات إلى تضاعف حجم الإمدادات عن طريق الجو والبحر مقارنة مع فترة قاربت الأسبوعين قبل الهدنة.
وهذا أكبر نشر عسكري روسي في سوريا على ما يبدو منذ أن قال الرئيس فلاديمير بوتين في آذار الماضي إنه سيسحب بعضاً من قوات بلاده من هناك.
وقال محللون عسكريون إن القوة البشرية الإضافية ربما تشمل متخصصين لتشغيل نظام إس-300 لصواريخ أرض - جو الذي نشر في الآونة الأخيرة. وأضافوا أن ذلك النظام سيحسن قدرة روسيا على السيطرة على المجال الجوي في سوريا حيث تدعم قوات موسكو بشار الأسد وقد يكون الهدف منه ردع أي تحرك أميركي أكثر صرامة.
وقال الباحث في المعهد الملكي لدراسات الدفاع في لندن جاستين برونك إن «النظام إس-300 يمنح روسيا بالأساس القدرة على إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا. كما يجعل أي محاولة أميركية لفعل ذلك مستحيلة. يمكن لروسيا أن تقول فحسب: سنواصل الطيران وأي شيء يحاول تهديد طائراتنا سيعتبر معادياً وسيدمر«.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة مكتوبة. ورفض مسؤول كبير بسلاح الجو الحديث عن زيادة شحنات الإمدادات. لكن بيانات جمعها مدونون أتراك لمشروعهم الإلكتروني (بوسفور نافال نيوز) وراجعتها «رويترز« تظهر أن إرسال التعزيزات عبر خط «سيريان إكسبريس» الملاحي الروسي من البحر الأسود زاد خلال أيلول الماضي وبلغ ذروته الأسبوع الماضي.
وأوضحت البيانات أن عشراً من سفن البحرية الروسية مرت في البوسفور في طريقها إلى سوريا منذ أواخر أيلول مقارنة مع خمس في الثلاثة عشر يوماً التي سبقت الهدنة (من 27 آب حتى السابع من أيلول).
ويشمل هذا العدد السفينة «ميراج« وهي سفينة صواريخ صغيرة شاهدها مراسل لـ»رويترز« تعبر البوسفور صوب البحر المتوسط. وأرسلت سفينتا صواريخ أخريان إلى المتوسط الأربعاء.
وكانت بعض السفن التي أرسلت إلى سوريا حمولتها كبيرة لدرجة أن خط الغاطس وهو خط يرسم في أسفل جوانب السفن كعلامة لتحديد الارتفاع المسموح للماء الوصول إليه على السفينة، لا يكاد يرى فوق الماء. ورست تلك السفن في القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري بمحافظة اللاذقية غرب البلاد.
ولم تتأكد «رويترز« من حمولة هذه السفن.
ونشر موقع «فلايت رادار 24 دوت كوم« الإلكتروني بيانات تفيد بعودة الجنود والعتاد إلى سوريا جواً. وأظهر تحليل للبيانات أن طائرات الشحن العسكرية الروسية توجهت إلى قاعدة حميميم في سوريا ست مرات في الأيام الستة الأولى من تشرين الأول الجاري- مقارنة مع 12 مرة في الشهر في أيلول وآب.
وقال برونك معلقاً على تحليل البيانات «هم (روسيا) من المحتمل أن يخمنوا على نحو صائب أن السياسة الأميركية ستتغير في آخر الأمر. ويدور في ذهنهم أنه سيتعين علينا فعل شيء حيال ذلك.. لذلك من الأفضل أن نجلب مزيداً من الإمدادات الآن.. قبل أن يصبح الوضع حساساً للغاية«.
وتظهر بيانات «فلايت رادار 24 دوت كوم« أن طائرات الشحن من طرازي إليوشن إي.إل-76 وأنتونوف إيه.إن-124 التي يستخدمها الجيش الروسي توجهت إلى سوريا مرات عدة كل شهر. ولم يُعرف ماذا كانت تحمل هذه الطائرات. لكن إليوشن إي.إل-76 وأنتونوف إيه.إن-124 يمكنهما حمل ما يصل إلى 50 و 150 طناً من العتاد على الترتيب وسبق أن استخدمتا لنقل مركبات ثقيلة وطائرات هليكوبتر إلى سوريا.
وصادق مجلس الدوما الروسي على اتفاق مع دمشق لنشر قوات جوية روسية في قاعدة حميميم في غرب سوريا «لفترة غير محددة».
وصادق 446 من أصل 450 نائباً على الاتفاق الموقع في 26 آب 2015 وكشفه الكرملين هذا الصيف.
ويتيح الاتفاق الذي يسري «لفترة غير محددة»، نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في قاعدة حميميم التي تخضع للولاية الروسية. ولروسيا قاعدة بحرية في طرطوس في شمال غرب سوريا.
وتدخلت روسيا في 30 أيلول 2015 في سوريا لضرب «أهداف إرهابية» وتقديم الدعم للأسد.
والاتفاق الذي يحتاج لمصادقة مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، ينص على إعفاء القوات الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية على أن يتمتع العسكريون الروس وعائلاتهم بحصانة ديبلوماسية. وينتشر نحو 4300 عسكري روسي في سوريا غالبيتهم في قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية.
ومع استمرار القصف الروسي - الأسدي للأحياء الشرقية من مدينة حلب، تمكنت الفصائل الثورية من قتل العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية وأسر عدد آخر، إثر شن هجوم معاكس على محاور عدة في مدينة حلب.
وأفاد مراسل أورينت.نت عمار جابر أن فصائل «فتح حلب» وجبهة «فتح الشام» شنت هجوماً معاكساً، تمكنت من خلاله استعادة معظم النقاط التي احتلتها ميليشيات إيران في حي الشيخ سعيد بمدينة حلب.
وأكد جابر أن الثوار تمكنوا خلال الهجوم من قتل العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية، إلى جانب أسر 5 عناصر آخرين، من حركة «النجباء» العراقية ومرتزقة ميليشيا «فاطميون» الأفغانية.
كما شن الثوار هجوماً موازياً على مواقع الميليشيات الشيعية في حي بستان الباشا، بالتزامن مع التصدي لمحاولة التقدم نحو محور محطة المياه في حي سليمان الحلبي.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من إعلان «حركة نور الدين الزنكي» التابعة للجيش السوري الحر، مقتل سبعة عناصر من قوات الأسد خلال اشتباكات في حي صلاح الدين في حلب، في حين أعلنت «الجبهة الشامية» قصفها مواقع قوات النظام في «مناشر البريج» خلال صدها محاولة تقدم.
الديار :
الغموض غير البناء سيمدد لاسبوعين بانتظار عودة الرئىس سعد الحريري من رحلته الخارجية الى الرياض وانقرة والقاهرة وباريس وستأخذ وقتا قد يمتد لـ 12 يوما على ان يعود ويلتقي القيادات الدينية وتحديدا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وتكون محطته الاخيرة في الرابية ليبلغها قراره النهائي بترشيح العماد ميشال عون او فشله في تسويقه محليا ودوليا رغم ان كل اوساط المستقبل ونواب 14 آذار والمحيطين بالحريري يؤكدون انه حسم خياره بترشيح العماد ميشال عون ويبقى اخذ البركة وهذا هو الاساس.
الرئيس سعد الحريري سيعود الى لبنان بين 19 و21 تشرين الاول وحتى ذلك التاريخ سيبقى اللبنانيون على اعصابهم «خبرية تأخذهم باتجاه حسم خيار العماد عون وخبرية بتجيبهم بفشل هذا الخيار، حتى ساعة الحقيقة.
وما بين اليوم وموعد عودة الحريري ستبقى الاتصالات والمشاورات وسيتخللها محطة شعبية عونية بذكرى 13 تشرين الاول وحدد الاحتفال يوم 16 تشرين الاول على طريق القصر الجمهوري لرمزية هذا المكان.
«المهاتما» عون سيتحدث بالمناسبة وسيواصل رسائله الايجابية وسياسة اليد المفتوحة لكل اللبنانيين وسيرد على سلة بري بسلة زهور، سيوزعها على كل القيادات السياسية والدينية حتى ان العماد عون اوعز لنوابه التخفيف من الاطلالات الاعلامية لتجنب اي هفوة وعدم الدخول في سجالات.
اما على خط بكركي عين التينة «سبحان مين يغير الاحوال»، وانقشعت الرؤى بين الرئيس بري والبطريرك الراعي وتوجت برسالة ودية حملها وزير المال علي حسن خليل الى سيد بكركي وتضمنت عبارات الثناء والاحترام ووقوف عين التينة على خاطر البطريرك ووصلت الامور الى حد اداء الوزير علي حسن خليل التحية العسكرية للبطريرك الراعي قبل ان يتصافحا بحفاوة امام عدسات الكاميرات واعلن خليل «كل شيء يريح بكركي نحن جاهزون له»، واشار الى اننا بحثنا في الاستحقاق الرئاسي واهمية تسهيل اجرائه بأقرب فرصة، مع التأكيد على عدم وجود اي تباين وتعبير «السلة» اصبح مستخدما اعلاميا ولكن الهدف منها هو التفاهم ودعت قناة «المنار» في نشرتها المسائىة الى التمعن بالرسائل الايجابية بين عين التينة وبكركي التي وصلت الى الجميع، وذكرت المنار ان «الرياح تمشي بما تشتهي سفن الحلول».
«العونيون» مرتاحون للتطورات والمشاورات ويعتبرون ان فترة الانتظار لصالحهم والمطلوب عدم سلق الامور وهذا يستلزم وضع الطبخة على نار خفيفة كي لا تحترق من المتربصين شرا، ويجزمون ان انتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية بات محسوما حتى ان اوساطا سياسية تؤكد ان العماد عون بدأ بإعداد خطاب القسم وهو مرتاح للتطورات والمشاورات يمينا ويسارا ولجهود سعاة الخير الذين يحظون بثقة عون، كما ان «الثقة» بالحريري ثابتة في الرابية، وتبقى الثقة الاكبر بحارة حريك ومواقفها وثوابتها حيث اطمئنان العماد شامل وحاسم «ولا يدير اذنيه» لاصحاب النوايا السيئة والخبريات.
وبعيدا عن الشق الداخلي وحسب المعلومات فإن جولات الحريري الخارجية هدفها طلب الدعم لترتيب الاوضاع مع سوريا وحزب الله، وطلب من وزير الخارجيـة الروسي لافروف وبوضوح ان يسعى لدى ايران لتسهيل مهمته الحكومية وتحديدا مع سوريا وحزب الله والموقف في البيان الوزاري من سلاح المقاومة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
واشارت المعلومات ان الحريري طلب هذا الامر من الدول الكبرى ايضا وتمنى اقناع روسيا بالتدخل مع ايران ودمشق وحزب الله لتسهيل مهمته.
وفي المعلومات ان ديبلوماسيين روس نقلوا انزعاجهم من كلام الحريري حول سوريا وحزب الله بعد لقائه بلافروف وتحديدا لجهة انتقاد حليفهما في سوريا، كما ابلغوا الحريري انزعاجهم من بيانات كتلة المستقبل المسيئة لروسيا حتى ان تلفزيون المستقبل يبث تقارير مسيئة للدور الروسي، وهذا التوجه معناه ان الحريري لا يريد علاقات جيدة مع روسيا ومع حلفاء روسيا وهذا يعقد مسألة عودته الى رئاسة الحكومة.
وفي المعلومات وحسب ديبلوماسيين روس ان العلاقة في الشكل قد تكون جيدة بين عون والحريري لكن في المضمون كيف يتفق الرجلان حول الموضوع السوري وسلاح المقاومة ومعادلة الشعب والجيش والمقاومة والتعيينات وهذا الخلاف لن يكون لمصلحة لبنان مع تأكيد الديبلوماسيين الروس عدم وضعهم اي «فيتو» على اي مرشح واعجابهم بالعماد عون، حتى ان لافروف اثنى امام الحريري على دور العماد عون على الساحة اللبنانية، لكنهم ايضا دعوا الى تضامن لبناني - لبناني حول هذا الملف.
وفي المعلومات ان الحريري سيطلب من الفرنسيين ايضا التحرك على الخط الايراني للمساعدة في تليين الموقف السوري تجاهه وعدم وضع العراقيل في طريقه وعدم الضغط على العماد عون للتشدد في موضوع سوريا وسلاح المقاومة كي لا تنفجر الخلافات بينهما، وهذا التوجه يستوجب في المقابل خطابا معتدلا من الحريري تجاه سوريا وحزب الله «كما تراني يا جميل اراك» والعالم مصالح، وهذه النقطة معقدة جدا والحل بيد الحريري اولا وبعدها يتم طلب «الاستعانة بصديق».
الامور معقدة، والطريق الى السرايا ليست مفروشة بالورود والياسمين، فالحريري بحاجة لرئاسة الحكومة وعليه تقديم التنازلات وعدم التبرير بوضعه السني الذي لا يسمح الا بنصف استدارة، ولذلك المطلوب مساعدته وعدم تطويقه بالشروط.
وفي المقلب المستقبلي هناك اعتراف واضح «بثقل المهمة» وبالمزاج الشعبي السني المدعوم مستقبليا والرافض لوصول العماد ميشال عون، وهذا ما يحاول ان يرممه الحريري مع فريقه، لكن الخوف الاكبر ان يعبئ هذا الاحباط في الشارع الوزير اشرف ريفي الذي بات يشكل العقدة الاكبر للرئىس الحريري، خصوصا ان الوزير ريفي اذا نجح في مشروع ايصال الكهرباء الى كل الطرابلسيين فانه سيحقق قفزة كبيرة في المزاج الشعبي لصالحه قبل الانتخابات النيابية، وان يعطيه الامر قوة شعبية تحوله الى حالة سياسية ليس على مستوى طرابلس بل في كل لبنان اما بالنسبة لنوابه فهو يعتقد انه قادر على اللملمة، رغم الخلاف مع الرئيس فؤاد السنيورة لكن الاخير قال للحريري «لن اخرج عن موقفك رغم عدم اقتناعي بعون» ولذلك سيبقى التمرد محصورا بـ 3 او 4 نواب.
كل هذه التطورات تبقى في اطار التفاصيل حتى عودة الحريري من رحلته الخارجية، وعندها يبدأ الكلام الجاد، رغم ان تراجع الحريري عن العماد عون اذا حصل سيحدث هزة شعبية مارونية قد تتدحرج الى انتفاضة تضع البلاد امام كل الاحتمالات وستترك تأثيراتها على كل المرافق.
الجمهورية :
في انتظار أن تقول السعودية كلمتها الفصل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وان تسمع الرابية موقف الرئيس سعد الحريري رسمياً وعلناً بعدما استشفّت أجواء موسكو، يمضي الحريري قدماً في مشاوراته الداخلية التي سيوسّع بيكارها الى الرياض أيضاً وباريس وربما يقوم بزيارة خاطفة الى القاهرة على حدّ ما أبلغ نوابه في اجتماع كتلة «المستقبل» قبل يومين. في وقت أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ «الحراك الرئاسي يتقدم».
أكدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ مشاورات الحريري التي يتابعها في الداخل ما زالت تتمحور حول العناوين ذاتها لناحية التعجيل في إنجاز الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن، وتوحي تلك المشاورات انه اقترب جداً من حسم خياره بترشيح رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، على ان يأتي إعلان هذا القرار في ضوء المشاورات التي سيجريها في الرياض قريباً.
الكلمة الفصل
وأوضحت مصادر عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي انّ الاجواء التفاؤلية قابلة لأن تكون ملموسة من الآن وحتى جلسة 31 تشرين الاول الجاري، إذ انّ الرئيس العتيد قد يولد في هذه الجلسة، الّا إذا طرأ ما يستوجب تأجيلاً جديداً لمرة واحدة وبرزت عقبات حالت دون ذلك.
واعتبرت المصادر انّ كل ذلك يتوقف على مبادرة الحريري الاعلان عن قراره ترشيح عون، حيث يُعتبر هذا القرار بمثابة التزام لا رجعة عنه بما يضع البلد على سكّة نحو عقد جلسة الانتخاب.
وقالت: يبقى انّ الكلمة الفصل هي للرياض التي لم تعلن قرارها حتى الآن. وهذا
ما اكّده الحريري لكتلة «المستقبل» في اجتماعها امس الاول، ما يعني انّ القرار لم يصل بعد، وأنّ توقيت وصوله معلّق على ساعة المملكة.
من هنا، استبعدت المصادر ان يصدر عن الحريري ايّ موقف صريح قبل ذلك، بمعنى آخر انّه في فترة انتظار قرار المملكة.
«بيت الوسط» ـ الرابية
وعلم انّ الحريري، وفور عودته من زيارته الى موسكو والرياض، كان قد كلّف احد ممثليه التواصل مع الرابية وإبلاغها بأنّ السعودية ايجابية، الّا انه لم يتبلّغ منها قراراً حاسماً في هذا الاتجاه.
الرابية ـ «الحزب»
وبحسب المعلومات، انّ هذا الكلام وجد أصداء ايجابية ومريحة جداً في الرابية، وتبع ذلك تواصل بينها وبين «حزب الله»، حيث وُضع الحزب في أجواء تواصل الرابية و«بيت الوسط» و»انّ الامور قد انتهت ولم يبق سوى الرئيس بري».
وفي هذا السياق، تمنّت الرابية على الحزب القيام بما يمكن ان يسهّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتليين موقف بري، فيما لاحظت المصادر نفسها انه ما زال ثابتاً على ما يسمّيها مسلّماته المتمثّلة بالتمسّك بالتفاهمات المسبقة قبل انتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن الشخص.
عين التينة ـ «بيت الوسط»
وفي الإطار نفسه، جرى ايضاً تواصل بين بري الحريري تمثّل بزيارة ليلية قام بها المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل الى «بيت الوسط» وعرض مع الحريري ما استجدّ على خط مشاوراته وزيارته الرياض، حيث فهم من الاجواء انه لم يتبلّغ بعد بالقرار السعودي المنتظر.
نفي «المستقبل»
وفي موقف لكتلة «المستقبل»، بَدا أنه مدروس ومُتقن، في مواجهة الملابسات التي اُثيرت حول لقاء الحريري ـ عون وما حكي عن تفاهم مكتوب بين الطرفين على خريطة طريق بينهما، قال النائب عمار حوري أمس: «تداول بعض وسائل الإعلام، اخباراً عن بنود اتفاق سري بين الحريري وعون. يهمّنا التأكيد في هذا الشأن أن لا صحّة لهذه الأخبار والبنود وهي محض تهيّؤات سياسية هدفها التخريب على المشاورات التي يجريها الرئيس سعد الحريري».
... والرابية
بدورها، اكدت اوساط الرابية انّ التفاهم مع الحريري حصل بالمبدأ على جملة مواضيع لكن لا اتفاقات خطية او بنوداً سرية او نصوصاً مكتوبة، وقالت لـ«الجمهورية»: الرابية لا تبرم اتفاقات سرية بل تلتزم الدستور والميثاق.
ورقة التفاهم
الّا انّ معلومات مصادر في فريق 8 آذار تقاطعت على التأكيد لـ«الجمهورية» انّ ورقة التفاهم غير الرسمية بين عون والحريري تضمّنت مجموعة من النقاط، لعل أبرزها:
اولاً: تعيين قائد الجيش على ان يكون شخصية غير مستفزّة للمقاومة (من دون الدخول في الاسماء)
ثانيا: تمّ الاتفاق على عدم مقاربة موضوع سلاح «حزب الله» على اعتبار انه بند سابق على طاولة الحوار ويحلّ ضمن بند الاستراتيجية الدفاعية.
ثالثاً: تعيين حاكم لمصرف لبنان إضافة الى مجموعة من التعيينات الاخرى في شتى المجالات.
رابعاً: البيان الوزاري للحكومة الجديدة، خصوصاً في الشق المتعلق بالمقاومة، حيث ارتُؤي ان يعتمد النص نفسه الذي اعتمد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام.
إشارة الى انّ بعض المعلومات غير المؤكدة كانت ذكرت انّ الاتفاق تمّ ايضاً على تأجيل الإنتخابات النيابيّة لمدة سنة بناءً على طلب الحريري.
«التيار»
في هذا الوقت، رفضت مصادر في «التيار الوطني الحر» مقولة انّ «التيار»، وبعدما سمع ردّات فعل نواب المستقبل و14 آذار على مواقف عون الاخيرة، يراهن على موقف الحريري. وقالت لـ«الجمهورية» انّ كلمة رهان غير واردة في قاموسنا السياسي، الرئيس الحريري قدّم طرحاً جديداً والاصداء حوله توحي بالايجابية ونحن ننتظر جوابه، وهذا هو الاساس بالنسبة الينا.
وأشارت المصادر الى انّ تحرّك «التيار» لا يزال قائماً بمعزل عن كل الحراك السياسي القائم، وأولى محطاته ستتمثّل في إحياء ذكرى 13 تشرين الاحد في 16 تشرين، وقالت: «نحن نقدّس محطاتنا النضالية ولا نتخلى عنها بصرف النظر عمّا اذا الجنرال عون سيكون رئيساً في قصر بعبدا أم لا، وما سنقوم به ليست تحدياً لأحد». وشددت على انّ عون لم يتراجع عن ايّ مبدأ بل أوضح الصورة الخاطئة التي رُسمت في السابق.
اللواء :
اندلعت مواجهة دبلوماسية حادة بين روسيا والدول الغربية في أروقة مجلس الامن الدولي؛وسط تصاعد التوتر الاميركي الروسي حول الهجوم الوحشي الذي تشنه قوات النظام السوري مدعومة بالميليشيات الشيعية وغطاء جوي روسي واسع ؛وسط وضع انساني كارثي شكل محور اجتماع طارئ عقده مجلس الامن امس.
ويأتي هذا الاجتماع غداة تحذير الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا من ان الاحياء الشرقية لحلب «ستدمر بالكامل» اذا استمرت وتيرة الهجمات على حالها.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسيطرة قوات النظام بعد منتصف الليل على تلة في منطقة الشيخ سعيد وابنية سكنية في حي صلاح الدين المجاور في جنوب مدينة حلب، بعد هجوم موسع ضد الفصائل المقاتلة.
واشار الى معارك عنيفة وشرسة مستمرة بين الطرفين على محاور عدة في جنوب المدينة وفي شمالها، وفي أحياء بستان الباشا وسليمان الحلبي وصلاح الدين التي تشكل ابرز خطوط المواجهات.
مجلس الامن
وعقد مجلس الامن الدولي امس جلسة طارئة خصصت للوضع المتدهور في مدينة حلب.واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت انه سيتوجه بنفسه الى نيويورك للدفاع عن مشروع قرار فرنسي حول وقف لاطلاق النار في المدينة المحاصرة.
وقال آيرولت من واشنطن حيث التقى نظيره الاميركي جون كيري «ما زلت آمل بان يتم التصويت على القرار وتنفيذه. ساتوجه بنفسي الى نيويورك، الى مجلس الامن للدفاع عن هذا القرار».
وأضاف «غدا سيكون لحظة الحقيقة، لحظة الحقيقة بالنسبة الى جميع اعضاء مجلس الامن: هل تريدون، نعم ام لا، وقفا لاطلاق النار في حلب؟ والسؤال يطرح خصوصا على شركائنا الروس».
من جانبه، طالب كيري بالتحقيق مع النظام السوري وحليفته روسيا حول «جرائم حرب» في حلب.
وقال كيري «الليلة الماضية هاجم النظام مجددا مستشفى حيث قتل 20 شخصا واصيب مئة»، معتبرا انه «على روسيا والنظام ان يقدما للعالم اكثر من تفسير لاسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية الى جانب اطفال ونساء».
وقال «من يرتبكون (ذلك) ينبغي تحميلهم مسؤولية أفعالهم. هذا الامر ليس مجرد حادث. انه استراتيجية محددة الهدف لترهيب المدنيين وجميع من يقف في وجه (تحقيق) أغراضهم العسكرية».
وردت الخارجية الروسية بالقول إنها ترى عواقب قانونية لتعليقات كيري . وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن دعوات كيري هي محاولة لصرف الانتباه عن فشل وقف إطلاق النار.
وفي نيويورك، دعت فرنسا وبريطانيا الى وقف قصف حلب من قبل الطيران الروسي والسوري . وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر للصحافيين قبل دخوله قاعة المجلس لبدء الجلسة المغلقة ان «الاولوية هي لوقف حمام الدم في حلب».
وقال السفير البريطاني ماثيو راكروفت «الامر الاهم هنا هو ان حملة الضربات الجوية المشينة على شرق حلب يجب ان تتوقف». «الامر لا يتعلق بالارهاب، انهم مدنيون يقتلون».
وقال السفير الفرنسي «فيما نتحدث الان، لا تزال حلب تحت قصف كثيف».
وقد يتم التصويت على القرار اليوم لكن روسيا توعدت باللجوء الى حق النقض.
وقال سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين عندما سألوه ان كان سيلجأ الى الفيتو «لا يمكن ان أرى كيف يمكن ان ندع هذا القرار يمر».
واعتبر تشوركين ان المشروع الفرنسي «تم صوغه على عجل» مضيفا «اعتقد انه لم يتم اعداده من اجل احراز تقدم، بل من اجل الدفع نحو فيتو روسي» خلال التصويت المقرر اليوم.
من جهة ثانية،اعلنت روسيا &