اندلعت مواجهة دبلوماسية حادة بين روسيا والدول الغربية في أروقة مجلس الامن الدولي؛وسط تصاعد التوتر الاميركي الروسي حول الهجوم الوحشي الذي تشنه قوات النظام السوري مدعومة بالميليشيات الشيعية وغطاء جوي روسي واسع ؛وسط وضع انساني كارثي شكل محور اجتماع طارئ عقده مجلس الامن امس. 
ويأتي هذا الاجتماع غداة تحذير الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا من ان الاحياء الشرقية لحلب «ستدمر بالكامل» اذا استمرت وتيرة الهجمات على حالها. 
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسيطرة قوات النظام بعد منتصف الليل على تلة في منطقة الشيخ سعيد وابنية سكنية في حي صلاح الدين المجاور في جنوب مدينة حلب، بعد هجوم موسع ضد الفصائل المقاتلة.
 واشار الى معارك عنيفة وشرسة مستمرة بين الطرفين على محاور عدة في جنوب المدينة وفي شمالها، وفي أحياء بستان الباشا وسليمان الحلبي وصلاح الدين التي تشكل ابرز خطوط المواجهات. 
مجلس الامن
وعقد مجلس الامن الدولي امس جلسة طارئة خصصت للوضع المتدهور في مدينة حلب.واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت انه سيتوجه بنفسه الى نيويورك للدفاع عن مشروع قرار فرنسي حول وقف لاطلاق النار في المدينة المحاصرة.
وقال آيرولت من واشنطن حيث التقى نظيره الاميركي جون كيري «ما زلت آمل بان يتم التصويت على القرار وتنفيذه. ساتوجه بنفسي الى نيويورك، الى مجلس الامن للدفاع عن هذا القرار». 
وأضاف «غدا سيكون لحظة الحقيقة، لحظة الحقيقة بالنسبة الى جميع اعضاء مجلس الامن: هل تريدون، نعم ام لا، وقفا لاطلاق النار في حلب؟ والسؤال يطرح خصوصا على شركائنا الروس». 
من جانبه، طالب كيري بالتحقيق مع النظام السوري وحليفته روسيا حول «جرائم حرب» في حلب.
 وقال كيري «الليلة الماضية هاجم النظام مجددا مستشفى حيث قتل 20 شخصا واصيب مئة»، معتبرا انه «على روسيا والنظام ان يقدما للعالم اكثر من تفسير لاسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية الى جانب اطفال ونساء».  
وقال «من يرتبكون (ذلك) ينبغي تحميلهم مسؤولية أفعالهم. هذا الامر ليس مجرد حادث. انه استراتيجية محددة الهدف لترهيب المدنيين وجميع من يقف في وجه (تحقيق) أغراضهم العسكرية».
وردت الخارجية الروسية بالقول إنها ترى عواقب قانونية لتعليقات كيري . وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن دعوات كيري هي محاولة لصرف الانتباه عن فشل وقف إطلاق النار.
وفي نيويورك، دعت فرنسا وبريطانيا الى وقف قصف حلب من قبل الطيران الروسي والسوري . وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر للصحافيين قبل دخوله قاعة المجلس لبدء الجلسة المغلقة ان «الاولوية هي لوقف حمام الدم في حلب».
وقال السفير البريطاني ماثيو راكروفت «الامر الاهم هنا هو ان حملة الضربات الجوية المشينة على شرق حلب يجب ان تتوقف». «الامر لا يتعلق بالارهاب، انهم مدنيون يقتلون». 
 وقال السفير الفرنسي «فيما نتحدث الان، لا تزال حلب تحت قصف كثيف». 
 وقد يتم التصويت على القرار اليوم لكن روسيا توعدت باللجوء الى حق النقض. 
وقال سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين عندما سألوه ان كان سيلجأ الى الفيتو «لا يمكن ان أرى كيف يمكن ان ندع هذا القرار يمر». 
 واعتبر تشوركين  ان المشروع الفرنسي «تم صوغه على عجل» مضيفا «اعتقد انه لم يتم اعداده من اجل احراز تقدم، بل من اجل الدفع نحو فيتو روسي» خلال التصويت المقرر اليوم.
 من جهة ثانية،اعلنت روسيا امس «استعدادها لدعم» مبادرة دي ميستورا حول وقف لاطلاق النار في حلب، اذا غادر جهاديو جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المدينة.
 وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف  «اذا غادرت جبهة النصرة مع كل اسلحتها في اتجاه ادلب حيث تتمركز قواتها الاساسية، سنكون مستعدين لدعم هذه المقاربة ومستعدين ايضا لدعوة الحكومة السورية الى الموافقة عليها». 
في هذا الوقت،قال رئيس لجنة مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) للعلاقات الدولية ليونيد سلوتسكي إن روسيا ستزيد من قدرات قواتها الجوية في سوريا.
 وقد صادق مجلس الدوما امس على اتفاق مع دمشق لنشر قوات جوية روسية في حميميم «لفترة غير محددة». 
وينتشر نحو 4300 عسكري روسي في سوريا غالبيتهم في قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية. واستقبلت القاعدة خلال 12 شهرا مقاتلات وطائرات هجومية.
 كما عبرت السفينة الحربية الروسية «ميراج» امس مضيق البوسفور في اسطنبول متوجهة الى المتوسط لدعم حملة الضربات الجوية الروسية في سوريا.