في انتظار أن تقول السعودية كلمتها الفصل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وان تسمع الرابية موقف الرئيس سعد الحريري رسمياً وعلناً بعدما استشفّت أجواء موسكو، يمضي الحريري قدماً في مشاوراته الداخلية التي سيوسّع بيكارها الى الرياض أيضاً وباريس وربما يقوم بزيارة خاطفة الى القاهرة على حدّ ما أبلغ نوابه في اجتماع كتلة «المستقبل» قبل يومين. في وقت أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ «الحراك الرئاسي يتقدم».
أكدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ مشاورات الحريري التي يتابعها في الداخل ما زالت تتمحور حول العناوين ذاتها لناحية التعجيل في إنجاز الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن، وتوحي تلك المشاورات انه اقترب جداً من حسم خياره بترشيح رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، على ان يأتي إعلان هذا القرار في ضوء المشاورات التي سيجريها في الرياض قريباً.
الكلمة الفصل
وأوضحت مصادر عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي انّ الاجواء التفاؤلية قابلة لأن تكون ملموسة من الآن وحتى جلسة 31 تشرين الاول الجاري، إذ انّ الرئيس العتيد قد يولد في هذه الجلسة، الّا إذا طرأ ما يستوجب تأجيلاً جديداً لمرة واحدة وبرزت عقبات حالت دون ذلك.
واعتبرت المصادر انّ كل ذلك يتوقف على مبادرة الحريري الاعلان عن قراره ترشيح عون، حيث يُعتبر هذا القرار بمثابة التزام لا رجعة عنه بما يضع البلد على سكّة نحو عقد جلسة الانتخاب.
وقالت: يبقى انّ الكلمة الفصل هي للرياض التي لم تعلن قرارها حتى الآن. وهذا
ما اكّده الحريري لكتلة «المستقبل» في اجتماعها امس الاول، ما يعني انّ القرار لم يصل بعد، وأنّ توقيت وصوله معلّق على ساعة المملكة.
من هنا، استبعدت المصادر ان يصدر عن الحريري ايّ موقف صريح قبل ذلك، بمعنى آخر انّه في فترة انتظار قرار المملكة.
«بيت الوسط» ـ الرابية
وعلم انّ الحريري، وفور عودته من زيارته الى موسكو والرياض، كان قد كلّف احد ممثليه التواصل مع الرابية وإبلاغها بأنّ السعودية ايجابية، الّا انه لم يتبلّغ منها قراراً حاسماً في هذا الاتجاه.
الرابية ـ «الحزب»
وبحسب المعلومات، انّ هذا الكلام وجد أصداء ايجابية ومريحة جداً في الرابية، وتبع ذلك تواصل بينها وبين «حزب الله»، حيث وُضع الحزب في أجواء تواصل الرابية و«بيت الوسط» و»انّ الامور قد انتهت ولم يبق سوى الرئيس بري».
وفي هذا السياق، تمنّت الرابية على الحزب القيام بما يمكن ان يسهّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتليين موقف بري، فيما لاحظت المصادر نفسها انه ما زال ثابتاً على ما يسمّيها مسلّماته المتمثّلة بالتمسّك بالتفاهمات المسبقة قبل انتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن الشخص.
عين التينة ـ «بيت الوسط»
وفي الإطار نفسه، جرى ايضاً تواصل بين بري الحريري تمثّل بزيارة ليلية قام بها المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل الى «بيت الوسط» وعرض مع الحريري ما استجدّ على خط مشاوراته وزيارته الرياض، حيث فهم من الاجواء انه لم يتبلّغ بعد بالقرار السعودي المنتظر.
نفي «المستقبل»
وفي موقف لكتلة «المستقبل»، بَدا أنه مدروس ومُتقن، في مواجهة الملابسات التي اُثيرت حول لقاء الحريري ـ عون وما حكي عن تفاهم مكتوب بين الطرفين على خريطة طريق بينهما، قال النائب عمار حوري أمس: «تداول بعض وسائل الإعلام، اخباراً عن بنود اتفاق سري بين الحريري وعون. يهمّنا التأكيد في هذا الشأن أن لا صحّة لهذه الأخبار والبنود وهي محض تهيّؤات سياسية هدفها التخريب على المشاورات التي يجريها الرئيس سعد الحريري».
... والرابية
بدورها، اكدت اوساط الرابية انّ التفاهم مع الحريري حصل بالمبدأ على جملة مواضيع لكن لا اتفاقات خطية او بنوداً سرية او نصوصاً مكتوبة، وقالت لـ«الجمهورية»: الرابية لا تبرم اتفاقات سرية بل تلتزم الدستور والميثاق.
ورقة التفاهم
الّا انّ معلومات مصادر في فريق 8 آذار تقاطعت على التأكيد لـ«الجمهورية» انّ ورقة التفاهم غير الرسمية بين عون والحريري تضمّنت مجموعة من النقاط، لعل أبرزها:
اولاً: تعيين قائد الجيش على ان يكون شخصية غير مستفزّة للمقاومة (من دون الدخول في الاسماء)
ثانيا: تمّ الاتفاق على عدم مقاربة موضوع سلاح «حزب الله» على اعتبار انه بند سابق على طاولة الحوار ويحلّ ضمن بند الاستراتيجية الدفاعية.
ثالثاً: تعيين حاكم لمصرف لبنان إضافة الى مجموعة من التعيينات الاخرى في شتى المجالات.
رابعاً: البيان الوزاري للحكومة الجديدة، خصوصاً في الشق المتعلق بالمقاومة، حيث ارتُؤي ان يعتمد النص نفسه الذي اعتمد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام.
إشارة الى انّ بعض المعلومات غير المؤكدة كانت ذكرت انّ الاتفاق تمّ ايضاً على تأجيل الإنتخابات النيابيّة لمدة سنة بناءً على طلب الحريري.
«التيار»
في هذا الوقت، رفضت مصادر في «التيار الوطني الحر» مقولة انّ «التيار»، وبعدما سمع ردّات فعل نواب المستقبل و14 آذار على مواقف عون الاخيرة، يراهن على موقف الحريري. وقالت لـ«الجمهورية» انّ كلمة رهان غير واردة في قاموسنا السياسي، الرئيس الحريري قدّم طرحاً جديداً والاصداء حوله توحي بالايجابية ونحن ننتظر جوابه، وهذا هو الاساس بالنسبة الينا.
وأشارت المصادر الى انّ تحرّك «التيار» لا يزال قائماً بمعزل عن كل الحراك السياسي القائم، وأولى محطاته ستتمثّل في إحياء ذكرى 13 تشرين الاحد في 16 تشرين، وقالت: «نحن نقدّس محطاتنا النضالية ولا نتخلى عنها بصرف النظر عمّا اذا الجنرال عون سيكون رئيساً في قصر بعبدا أم لا، وما سنقوم به ليست تحدياً لأحد». وشددت على انّ عون لم يتراجع عن ايّ مبدأ بل أوضح الصورة الخاطئة التي رُسمت في السابق.
«التيار» في موسكو
من جهة ثانية، ما زالت موسكو تستقطب الأنظار خصوصاً بعد زيارة الحريري الاخيرة. وفي السياق، التقى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب أمل أبو زيد أمس، مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وعرض معه للأوضاع العامة في المنطقة عموماً، والوضع في لبنان خصوصاً، وجديد العلاقات الثنائية.
... وساندري في بيروت
وفي هذه الاجواء، وصل الى بيروت أمس، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري للمشاركة في سيامة الأب سيزار أسيان أسقفاً اليوم، بعدما عيّنه البابا فرنسيس نائباً رسولياً ورئيساً للطائفة اللاتينية في لبنان.
وعلى رغم أنّ الطابع الديني يغلب على الزيارة، إلّا أنّ السياسة حضرت. وعلمت «الجمهورية» انّ «ساندري كان اطّلعَ من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي التقاه مساء أمس في بكركي على آخر التطورات الرئاسية خصوصاً بعد حراك الحريري ومواقف بكركي التي صدرت أخيراً، وقدّ قدّم الراعي شرحاً مفصّلاً لِما يجري من تطورات رئاسية.
وأكّد ساندري دعم حركة البطريرك وإصرار الكرسي الرسولي على انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق سريعاً، وتحميل جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية مسؤولية التأخير الحاصل».
خليل في بكركي
في هذه الاثناء، ظلت بكركي تستقطب الشخصيات السياسية خصوصاً بعد عظة الأحد الشهيرة ونداء المطارنة الموارنة. وفي السياق، إستقبل الراعي وزير المال علي حسن خليل موفداً من برّي.
وأكد خليل حرص رئيس مجلس النواب على إبقاء التواصل مع بكركي، وقال: «بحثنا في التفاصيل المتعلّقة بهذا الإستحقاق وأهميّة تسهيل إجرائه قريباً. نحن وغبطة البطريرك متفقون على معظم الأمور المرتبطة بهذا الملف وغيره من الملفّات. ولم أشعر إطلاقاً أنّ هناك تبايناً في الموقف بيننا».
واكد خليل انه ضدّ كلّ ما يقيّد الرئيس، «وبالتّالي نلتقي مع بكركي حول هذا الموضوع». واعتبر انّ «تعبير «السلّة» أصبح مستخدماً إعلاميّاً، ولكن من طرحه هو التفاهم على أمور تسهّل عمل رئيس الجمهوريّة المُقبل، ولا تقيّده إطلاقاً».
إستهداف دبلوماسيين أجانب
أمنياً، كشف مرجع أمني لـ«الجمهورية» انّ في حوزة المراجع الأمنية معلومات عن تحضيرات تقوم بها مجموعات من «متطرفين إرهابيين» لتنفيذ «اعتداءات مسلحة» ضد مواكب رسمية لسيارات ديبلوماسيين اميركيين وفرنسيين وروس في بيروت.
واكد المرجع «انّ هذه المعلومات جرى تعميمها على مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية منذ خمسة ايام لأخذ العلم بها وتعزيز كل أشكال المراقبة، بعدما أبلغت المراجع الديبلوماسية المعنية بهذه الإستهدافات لتعزيز التنسيق القائم وتداول المعلومات في ما بينها والقوى الأمنية اللبنانية».
وقال المرجع انّ عملية جمع المعلومات بوشرت على كل المستويات لمواجهة مثل هذه الإعتداءات بشكل دقيق ومحترف.
وعن الظروف التي يمكن ان تقود الى مثل هذه العمليات قال المرجع: انّ الظروف التي تعيشها المنطقة، خصوصا ًالتوتر على الساحة السورية، والمواقف المتشددة المتبادلة بين واشنطن وموسكو وحلفائهما الإقليميين من أطراف الحلف الدولي ومؤيّدي النظام في سوريا، تؤدي الى مثل هذه العمليات بحيث انها تسمح بتسلل المجموعات الإرهابية الى حيث تتمكّن من ذلك.
الكلمة الفصل
وأوضحت مصادر عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي انّ الاجواء التفاؤلية قابلة لأن تكون ملموسة من الآن وحتى جلسة 31 تشرين الاول الجاري، إذ انّ الرئيس العتيد قد يولد في هذه الجلسة، الّا إذا طرأ ما يستوجب تأجيلاً جديداً لمرة واحدة وبرزت عقبات حالت دون ذلك.
واعتبرت المصادر انّ كل ذلك يتوقف على مبادرة الحريري الاعلان عن قراره ترشيح عون، حيث يُعتبر هذا القرار بمثابة التزام لا رجعة عنه بما يضع البلد على سكّة نحو عقد جلسة الانتخاب.
وقالت: يبقى انّ الكلمة الفصل هي للرياض التي لم تعلن قرارها حتى الآن. وهذا
ما اكّده الحريري لكتلة «المستقبل» في اجتماعها امس الاول، ما يعني انّ القرار لم يصل بعد، وأنّ توقيت وصوله معلّق على ساعة المملكة.
من هنا، استبعدت المصادر ان يصدر عن الحريري ايّ موقف صريح قبل ذلك، بمعنى آخر انّه في فترة انتظار قرار المملكة.
«بيت الوسط» ـ الرابية
وعلم انّ الحريري، وفور عودته من زيارته الى موسكو والرياض، كان قد كلّف احد ممثليه التواصل مع الرابية وإبلاغها بأنّ السعودية ايجابية، الّا انه لم يتبلّغ منها قراراً حاسماً في هذا الاتجاه.
الرابية ـ «الحزب»
وبحسب المعلومات، انّ هذا الكلام وجد أصداء ايجابية ومريحة جداً في الرابية، وتبع ذلك تواصل بينها وبين «حزب الله»، حيث وُضع الحزب في أجواء تواصل الرابية و«بيت الوسط» و»انّ الامور قد انتهت ولم يبق سوى الرئيس بري».
وفي هذا السياق، تمنّت الرابية على الحزب القيام بما يمكن ان يسهّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتليين موقف بري، فيما لاحظت المصادر نفسها انه ما زال ثابتاً على ما يسمّيها مسلّماته المتمثّلة بالتمسّك بالتفاهمات المسبقة قبل انتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن الشخص.
عين التينة ـ «بيت الوسط»
وفي الإطار نفسه، جرى ايضاً تواصل بين بري الحريري تمثّل بزيارة ليلية قام بها المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل الى «بيت الوسط» وعرض مع الحريري ما استجدّ على خط مشاوراته وزيارته الرياض، حيث فهم من الاجواء انه لم يتبلّغ بعد بالقرار السعودي المنتظر.
نفي «المستقبل»
وفي موقف لكتلة «المستقبل»، بَدا أنه مدروس ومُتقن، في مواجهة الملابسات التي اُثيرت حول لقاء الحريري ـ عون وما حكي عن تفاهم مكتوب بين الطرفين على خريطة طريق بينهما، قال النائب عمار حوري أمس: «تداول بعض وسائل الإعلام، اخباراً عن بنود اتفاق سري بين الحريري وعون. يهمّنا التأكيد في هذا الشأن أن لا صحّة لهذه الأخبار والبنود وهي محض تهيّؤات سياسية هدفها التخريب على المشاورات التي يجريها الرئيس سعد الحريري».
... والرابية
بدورها، اكدت اوساط الرابية انّ التفاهم مع الحريري حصل بالمبدأ على جملة مواضيع لكن لا اتفاقات خطية او بنوداً سرية او نصوصاً مكتوبة، وقالت لـ«الجمهورية»: الرابية لا تبرم اتفاقات سرية بل تلتزم الدستور والميثاق.
ورقة التفاهم
الّا انّ معلومات مصادر في فريق 8 آذار تقاطعت على التأكيد لـ«الجمهورية» انّ ورقة التفاهم غير الرسمية بين عون والحريري تضمّنت مجموعة من النقاط، لعل أبرزها:
اولاً: تعيين قائد الجيش على ان يكون شخصية غير مستفزّة للمقاومة (من دون الدخول في الاسماء)
ثانيا: تمّ الاتفاق على عدم مقاربة موضوع سلاح «حزب الله» على اعتبار انه بند سابق على طاولة الحوار ويحلّ ضمن بند الاستراتيجية الدفاعية.
ثالثاً: تعيين حاكم لمصرف لبنان إضافة الى مجموعة من التعيينات الاخرى في شتى المجالات.
رابعاً: البيان الوزاري للحكومة الجديدة، خصوصاً في الشق المتعلق بالمقاومة، حيث ارتُؤي ان يعتمد النص نفسه الذي اعتمد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام.
إشارة الى انّ بعض المعلومات غير المؤكدة كانت ذكرت انّ الاتفاق تمّ ايضاً على تأجيل الإنتخابات النيابيّة لمدة سنة بناءً على طلب الحريري.
«التيار»
في هذا الوقت، رفضت مصادر في «التيار الوطني الحر» مقولة انّ «التيار»، وبعدما سمع ردّات فعل نواب المستقبل و14 آذار على مواقف عون الاخيرة، يراهن على موقف الحريري. وقالت لـ«الجمهورية» انّ كلمة رهان غير واردة في قاموسنا السياسي، الرئيس الحريري قدّم طرحاً جديداً والاصداء حوله توحي بالايجابية ونحن ننتظر جوابه، وهذا هو الاساس بالنسبة الينا.
وأشارت المصادر الى انّ تحرّك «التيار» لا يزال قائماً بمعزل عن كل الحراك السياسي القائم، وأولى محطاته ستتمثّل في إحياء ذكرى 13 تشرين الاحد في 16 تشرين، وقالت: «نحن نقدّس محطاتنا النضالية ولا نتخلى عنها بصرف النظر عمّا اذا الجنرال عون سيكون رئيساً في قصر بعبدا أم لا، وما سنقوم به ليست تحدياً لأحد». وشددت على انّ عون لم يتراجع عن ايّ مبدأ بل أوضح الصورة الخاطئة التي رُسمت في السابق.
«التيار» في موسكو
من جهة ثانية، ما زالت موسكو تستقطب الأنظار خصوصاً بعد زيارة الحريري الاخيرة. وفي السياق، التقى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب أمل أبو زيد أمس، مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وعرض معه للأوضاع العامة في المنطقة عموماً، والوضع في لبنان خصوصاً، وجديد العلاقات الثنائية.
... وساندري في بيروت
وفي هذه الاجواء، وصل الى بيروت أمس، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري للمشاركة في سيامة الأب سيزار أسيان أسقفاً اليوم، بعدما عيّنه البابا فرنسيس نائباً رسولياً ورئيساً للطائفة اللاتينية في لبنان.
وعلى رغم أنّ الطابع الديني يغلب على الزيارة، إلّا أنّ السياسة حضرت. وعلمت «الجمهورية» انّ «ساندري كان اطّلعَ من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي التقاه مساء أمس في بكركي على آخر التطورات الرئاسية خصوصاً بعد حراك الحريري ومواقف بكركي التي صدرت أخيراً، وقدّ قدّم الراعي شرحاً مفصّلاً لِما يجري من تطورات رئاسية.
وأكّد ساندري دعم حركة البطريرك وإصرار الكرسي الرسولي على انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق سريعاً، وتحميل جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية مسؤولية التأخير الحاصل».
خليل في بكركي
في هذه الاثناء، ظلت بكركي تستقطب الشخصيات السياسية خصوصاً بعد عظة الأحد الشهيرة ونداء المطارنة الموارنة. وفي السياق، إستقبل الراعي وزير المال علي حسن خليل موفداً من برّي.
وأكد خليل حرص رئيس مجلس النواب على إبقاء التواصل مع بكركي، وقال: «بحثنا في التفاصيل المتعلّقة بهذا الإستحقاق وأهميّة تسهيل إجرائه قريباً. نحن وغبطة البطريرك متفقون على معظم الأمور المرتبطة بهذا الملف وغيره من الملفّات. ولم أشعر إطلاقاً أنّ هناك تبايناً في الموقف بيننا».
واكد خليل انه ضدّ كلّ ما يقيّد الرئيس، «وبالتّالي نلتقي مع بكركي حول هذا الموضوع». واعتبر انّ «تعبير «السلّة» أصبح مستخدماً إعلاميّاً، ولكن من طرحه هو التفاهم على أمور تسهّل عمل رئيس الجمهوريّة المُقبل، ولا تقيّده إطلاقاً».
إستهداف دبلوماسيين أجانب
أمنياً، كشف مرجع أمني لـ«الجمهورية» انّ في حوزة المراجع الأمنية معلومات عن تحضيرات تقوم بها مجموعات من «متطرفين إرهابيين» لتنفيذ «اعتداءات مسلحة» ضد مواكب رسمية لسيارات ديبلوماسيين اميركيين وفرنسيين وروس في بيروت.
واكد المرجع «انّ هذه المعلومات جرى تعميمها على مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية منذ خمسة ايام لأخذ العلم بها وتعزيز كل أشكال المراقبة، بعدما أبلغت المراجع الديبلوماسية المعنية بهذه الإستهدافات لتعزيز التنسيق القائم وتداول المعلومات في ما بينها والقوى الأمنية اللبنانية».
وقال المرجع انّ عملية جمع المعلومات بوشرت على كل المستويات لمواجهة مثل هذه الإعتداءات بشكل دقيق ومحترف.
وعن الظروف التي يمكن ان تقود الى مثل هذه العمليات قال المرجع: انّ الظروف التي تعيشها المنطقة، خصوصا ًالتوتر على الساحة السورية، والمواقف المتشددة المتبادلة بين واشنطن وموسكو وحلفائهما الإقليميين من أطراف الحلف الدولي ومؤيّدي النظام في سوريا، تؤدي الى مثل هذه العمليات بحيث انها تسمح بتسلل المجموعات الإرهابية الى حيث تتمكّن من ذلك.