شكّل رحيل اللاعب إيلي رستم عن صفوف نادي الحكمة «صدمة» لكثير من عشاق هذا النادي الذي يمتلك القاعدة الجماهيرية الأكبر على الساحة «السلّوية». ولم يفلت رستم من التساؤلات في شأن أسباب مغادرته «الأخضر» والتحاقه بنادي المتحد، لذا كانت لـ «الجمهورية» مقابلة معه للحديث عن هذا الموضوع بشكل مفصّل، إضافةً إلى سبب اختياره النادي الشمالي، وعمّا إذا كان يفكّر في العودة إلى النادي البيروتي.أكد إيلي رستم، أحد أركان نادي الحكمة، أنه ترك «الأخضر» بسبب انعدام الإستقرار، وقال في هذا الصدد: «عدم وجود الإستقرار في الحكمة هو السبب الأساس وراء مغادرتي صفوفه.
لقد انتظرت كثيراً خلال الصيف كي يُقدِم النادي على أمر ما، لكن لم ألقَ أيّ اهتمام من جهته. زد على ذلك، أنّ مصير النادي كان مجهولاً ولم نكن ندري إلى أين ستصل الأمور في ما بعد».
والجدير ذكره، أنّ الحكمة لم يسدّد مستحقات رستم وزملائه حتى الآن بسبب الديون المتراكمة عليه منذ فترة طويلة.
لا خلاف مع الإدارة
ولفتَ رستم إلى أنّ تركه الحكمة كان بعد نهاية عقده، وأنه «لا يوجد خلاف مع الإدارة إطلاقاً، لكن لم يُفاوضني أيٌّ منهم على بقائي في صفوف الفريق نظراً إلى الوضع المادي السيّئ الذي يعصف به».
وأضاف: «لقد أظهر بعدها نادي المتحد طرابلس رغبته في المنافسة وعودتي إلى صفوفه، فانتقلت إليه كوني لعبتُ له سابقاً، وكونه يتمتع
بالاستقرار. أنا أعرف الجميع هناك، لذا لن تكون الأجواء جديدة عليّ».
وذكر رستم أنّ «أندية عدّة عرضت عليّ التوقيع معها، أمثال بيبلوس والشانفيل إضافةً إلى المتحد، لكن كَون الأخير هو فريقي السابق ولديّ ذكريات كثيرة معه، فمن الطبيعي أن تكون لديه الأولوية على بقية الفِرَق».
وأردف: «صورة المتحد كانت واضحة منذ البداية من الناحية الفنّية، على عكس بيبلوس والأندية الأخرى التي استعدّت لاحقاً، وهذا أمر إضافي لتفضيله على غيره».
العودة محتمَلة!
وعمّا إذا ما كان يفكّر في العودة إلى الحكمة يوماً ما، أجاب رستم: «نعم بالطبع. لا أحد يعلم ما الذي سيحصل في المستقبل، لكنّ هذا يعود إلى وضع النادي بالتأكيد».
وأشار إلى أنّ «المنافسة ستكون قوية هذا الموسم، لأنّ غالبية الفرق تستعد جيّداً للبطولة، ولا أحد يمكن أن يتوقع هوية المنافس. لكنّ الأهم أن تنتهي البطولة بخير وليس في المكاتب».
وتوقع أن تكون انطلاقة الحكمة بطيئة بسبب المشكلات المادية، لكن بحسب رستم «إذا توفّق بلاعبيه الأجانب سيعود إلى المنافسة، فلا خوف على الحكمة لأنّ خلفه جمهوراً وَفيّاً... وهذا ما حصل الموسم المنصرم حين وصلنا أخيراً إلى النهائي».
وتطرّق رستم في حديثه إلى جمهور النادي الأخضر، مُشيراً إلى أنّ «البعض منهم أصبحوا زملائي، فأتمنى أن يستقرّ وضع الحكمة وأن تُدفع كلّ الديون المتراكمة عليه، فمن المؤسف أن يصل نادٍ كهذا إلى الوضع هذا».
«سأشتاق إليكم»...
وتوجّه إلى الجماهير العاشقة للحكمة بالقول: «أنتم أجمل لوحة جماهيرية، ولا يوجد جمهور مثلكم إطلاقاً، بفضلكم لا يزال النادي «واقفاً على رجليه» في البطولة. سأشتاق إليكم كثيراً، ولا أعرف ما الذي يخبّئه المستقبل».
أما لجمهور المتحد فقال: «هذا الجمهور مقرّب أيضاً من فريقه، ولاحظنا هذا الأمر في الحصة التدريبية الأولى للفريق، حيث تواجد عدد منهم في المدرّجات. أنا أعدهم بأنني سأبذل كلّ ما في وسعي من أجل الخروج بأفضل طريقة ممكنة من البطولة».