وحده السجين السابق "علي.ص" أتى بالأمس، ليكون شاهداً أمام المحكمة العسكريّة، على ممارسات "أمراء رومية"، الذين أقاموا في السجن حكماً ذاتيّاً ومحكمة تصدر احكامها بحق المخالفين ممن "كفروا" أو "تعاطوا المخدّرات.. " كلّه تحت "ستار الشرع".
أواخر العام 2013، شهد سجن رومية مقتل السجين الفلسطيني غسان قندقلي شنقاً بعد تعرضه للتعذيب والضرب المبرح بـ"النربيش" ممن كانوا يُسمّون "الموقوفون الإسلاميون"، عقاباً له بسبب إرساله صورة لفتاة من أحد الهواتف الخليوية التي كانت موجودة في السجن.. حينها تضاربت الروايات بين إثنتين، "إعدام القندقلي" أو "إنتحاره".
البارحة، كانت هذه القضية موضوع متابعة من قبل المحكمة العسكريّة، فتمّ الإستماع إلى الشاهد "علي.ص"( موقوف سابق مع القندقلي)، وهذا بعضٌ مما رواه:" يوم الحادث، حضر إلى زنزانتي التي يشاركني فيها القندقلي وآخرون، كلّ من " أبو عبيدة" وبيضون وشخص ثالث واصطحبوا القندقلي إلى النظارة بعدما أقفلوا الأبواب علينا، ومنعونا حتّى من النظر إلى الخارج. دقائق معدودة سمعنا بعدها صراخ القندقلي ولمّا أعادوه أخبرني أنّه ضُرب ضُرباً مبرحاً بعدما اتّهموه بأنّه صوّر نفسه وأرسل صورته إلى فتاة عبر الهاتف.
ساعات مرّت، ليعود"أمراء رومية" إلى الغرفة، وفق إفادة الشاهد، ليصطحبوا السجين المذكور مجدّداً، بعدما أمسكوه من "شالٍ" كان معلّقاً على الشباك، لفّوه حول رقبته، وجرّوه به "متل الكلب" لينتشر عند منتصف الليل خبر إقدامه على "شنق نفسه" في الحمّام.
برأي الشاهد أنّه يستحيل أن يقدم القندقلي على الإنتحار في الحمام، على قسطل مياه لا يزيد إرتفاعه عن المتر والـ60 سم لأنّ رجليه ستلمسان الأرض حتماً، مؤكّداً أنّ "أبو عبيدة" حذّره قائلاً :" إنت ما شفت ولا سمعت"، أما "أبو الوليد" فطلب منه أن يقول أنّ "غسّان انتحر"، مشيراً إلى حالة الرعب التي كان يعيشها السجناء آنذاك، فممنوع عليهم التنفس أو رفع رؤوسهم عن الفراش عند دخولهم أيّ غرفة لأخذ سجين "مطلوب من قبلهم" .
أما "ابو الوليد" فأكد أنّ الشاهد يكنّ حقداً شديداً على "أبو عبيدة"، وأنّ الأخير لم يكن موجوداً ساعة "إنتحار غسّان"، مشيراً إلى أنّ إرتفاع "الماسورة" أو القسطل هو نحو مترين و30 سنتمتراً(هذا ما أثبتته الصورة الملتقطة من داخل الحمام)، مستغربا وجود 200 سجين في النظارة من دون أن يشهد أي منهم على تلك الواقعة ما عدا الشاهد الحاضر.
ولمتابعة سماع بقية الشهود، تقرّر إرجاء القضيّة إلى 9 كانون الثاني المقبل.
لبنان 24