نعم يجوز أكل التربة الحسينية للتداوي بمقدار لا يزيد على الحمصة المتوسطة الحجم والأحوط وجوباً الاقتصار على تربة .
تذكر بعض الأحاديث عن أهمية التربة الحسينية في شفاء المرضى ويتاجر بعض المتاجرين بهذه التربة لأنها تزيد في الرزق وتفتح أبواب التجارة.
وقال الشاعر :
إذا شئت الشــفاء من كـل داء
فـعليك بتـــــربة من كربلاء
هــي النـور من كل البـــــلايا
وفي ذراتـــــــها كل الشفاء
سقاها السبط من دمه رحيقا
فصارت بلســما للأوليـــــــاء
قال الإمام الصادق (عليه السلام ):
" من اخذ من تربة الإمام الحسين عارفاً بحقها جعلت له شفاء من كل داء وأمان من كل سوء".
وكلّ ذلك حسب الروايات العديدة أنّ تربة الإمام الحسين عليه السلام شفاءٌ وأمان من كل سوء ومن الخوف.
وفي رواية أخرى أنّ المرء لا يشفى بدون الدعاء .
أولا الإمام الحسين سيد الشهداء مقامه عالٍ ورفيع وفي معتقدي يفوق على كثير من الأنبياء ما عدا مُحَمَّدٍ (ص) .
والأرض التي دفن بها مقدسة وطاهرة .
ولكن هناك سؤال اذا كان هذا الحديث صحيحاً فلماذا أهل العراق الذين يحبون الحسين فيهم من الأمراض المستعصية ومن الأمان المفتقد ما يؤرق حياتهم وهم يأكلون التربة كحبة الحمص .
بالمئات ولماذا الفقر منتشر ؟
فهل العلاقة مع الحسين لا تصلح الا بأكل تربته واللطم بالسلاسل والتطبير ؟
كم نبكي في عاشوراء وفي مجالس العزاء ؟
ولكن ما زلنا نرمي النفايات على الطرقات وحتى على أبواب المساجد، ما نفع هذه الخطابات الرنانة ونحن لا نقيم وزنا ً لكتاب الله ونرميه وراء ظهورنا؟
ماذا تختلف تربة كربلاء عن غيرها من التربات من الناحية الكيمائية ؟
لماذا لا يجرء المراجع على القول بأنّ هكذا أحاديث تدّمر الفكر العلوي النيرّ؟
لماذا هذا التباطؤ بالتغيير والإصلاح ؟
الشعائر مهمة إلا أنها اذا كانت خاويةً من الهدف الأساسي الا وهو نصرة الحق والوقوف امام الباطل ومؤزرة المظلوم .
والفكر الحسيني يتميز بوضوح الرؤية والهدف ونزاهة الطريق .
الإمام الحسين يمثل فكراً هو فكر الإنسانية وضمير الحرية ونبراس التحرر من الأوهام والخرافات ،الحسين هو شعارٌ وعمل .
وهو القائل ما خرجت إلا لطلب الإصلاح في أمة جديّ .
ولعلّ كلمة عارفاً بحقها هي اللغز والسرّ فالذي يعرف حقّ الحسين عليه وتربته يعرف أهداف الحسين وبالتالي يسير على خطى القرآن ليصل الى أهل التوحيد فهل سرّ عدم الشفاء للكثيرين أنّهم لا يعرفون قيمة الحسين عليه السلام وتربته حيث استشهد ؟
فالتربة لا تشفي من الأمراض ولا تنقذ من خطر محدقً بل تشخيص المرض ومعرفته وعرض المريض على الطبيب الحاذق والإلتزام بالدواء الموصوف قد يشفي المريض من دائه .
الحسين سعى بثورته من اجل أن يضع الأمور مواضعها ويضع أهل الكفاءة في أماكنهم ، أتراه يجمد العقل أم يطلق له العنان؟
إن ترويج الكثير من الأفكار التخديرية تعطل أدوات العمل وتمنح النجاح فالتربة الحسينية قيمتها بالأحداث كتراب الوطن، قيمتها معنى الثورة فمعانيها السامية والشريفة تشفي المجتمع فردا وجماعةً من الأمراض الخبيثة.
.فالسلام عليك يا أبا عبد الله .