اتخذت مجريات المشهد السياسي في لبنان دلالات دراماتيكية جديدة في الساعات الأخيرة في ظل ما يمكن اعتباره بوادر إخفاق مبكّرة للمسعى الذي يقوم به زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري للتوصل الى اختراقٍ في الأزمة الرئاسية والسياسية على قاعدة استكشاف إمكان دعمه ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون للرئاسة.
ومع ان الحريري لا يزال يبدو ماضياً في تحركه الذي قاده خارجياً امس الى موسكو، حيث التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف ومن بعدها سيقوده الى تركيا وربما الرياض، فإن سرعة التطورات الدراماتيكية التي كان مسرحها المواجهة الحادة بين الكنيسة المارونية ورئيس مجلس النواب نبيه بري وما نشأ عنها من تجاذبات لم يغب عنها المنحى الطائفي، أدّت بمفاعيلها الساخنة للغاية الى خلْطٍ حاد للأوراق أعاد الأزمة على ما يبدو الى مربّعها الأول بل الى الأسوأ.
وتعتقد الأوساط المواكِبة لمجمل التأزيم المستجدّ ان ثمة قطبة مخفية كبيرة ستتكشف قريباً ويتولى التمهيد لها بوضوح بري خلاصتها حسم خيار انتخاب عون سلباً وإعادة التراصف وراء ترشيح فرنجية. لكن ذلك، بحال صحّ، يشكل في نظر هذه الاوساط عنواناً ظاهرياً لمعادلة أخرى هي التمديد للفراغ ما دام «حزب الله» يَظهر كأنه غير معني بكل ما يجري، لذا تتريث الاوساط في إسباغ اي توقعات متسرعة في انتظار ما سيقدم عليه العماد عون في الساعات والأيام المقبلة والذي بات امام مرحلة مفصلية حاسمة لم تعد تحتمل اي مهادنة وتهدئة بالنسبة اليه بعدما أوحى له تحرك الحريري بأن رئاسة الجمهورية صارت قاب قوسين او أدنى من متناوله.
الراي الكويتية