خاطب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اللبنانيين كرئيس للجمهورية عارضاً برنامجه الرئاسي ووجه رسائل ايجابية وودية لجميع  القيادات السياسية، وخاطبهم بكل هدوء وديبلوماسية وراحة بال، محاولاً اشاعة اجواء من الاطمئنان لدى كل معارضيه وكل الذين عاشوا نقزة ان يصل الى رئاسة الجمهورية.
 تحدث العماد ميشال عون وكأن الرئاسة باتت مضمونه له، وحسمت لشخصه، ولذلك درس اجوبته الداخلية والخارجية بكل دقة، «مقللاً» من الخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكداً الوصول الى التفاهم معه مـن دون المس بـ«الثـوابت» او تطـويق رئيـس الجمهورية بسلة من الشروط المسـبقة. 
نجح العماد ميشال عون امس في اطلالته التلفزيونية المدروسة بدقة، لجهة الاسئلة، والاجوبة لكنه في نفس الوقت حذر من الانتظار وعدم الوصول الى نتيجة ايجابية لأن من شأن ذلك خلق صدمة سلبية لدى الناس ستجبرنا على العودة الى الشارع وقيادة التحركات الشعبية في ذكرى 13 تشرين الاول على طريق القصر الجمهوري لرمزية هذه الطريق محدداً يوم 16 تشرين الاول.
العماد عون اكد التزامه بالطائف  وتطبيقه نصاً وروحاً وبرئاسة حكومة الوحدة الوطنية للرئيس سعد الحريري كونه الاقوى في طائفـته.
ووجه من خلال ذلك رسالة ايجابية للشارع  السني استتبعها ايضاً برسالة مماثلة للمملكة العربية السعودية وتأكيده انها لا تضع فيتو عليه وهي تركت امر رئاسة الجمهورية الى اللبنانيين.
العماد عون اكد ان حزب الله صريح في دعمه، وهو يقوم باتصالات لتذليل العقبات، استتبعها برسالة ايجابية للحزب عن الثلث الضامن في الحكومة، كما اعلن كامل ثقته بتفاهم معراب مع الدكتور سمير جعجع الحاسم في دعم ترشيحه.
العلاقة بين العماد ميشال عون والرئيس بري اخذت حيزاً من كلام الجنرال وحملت رسائل ودية مع التمسك بما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من رفض للشروط المسبقة على رئيس الجمهورية، لكن التفاهمات يجب ان تكون موجودة وجزءاً من العمل السياسي واحترام الدستور واي موضوع يتوافق عليه اللبنانيون، «ونحن متوافقون مع الرئيس بري على قانون الانتخابات واذا تم التوافق لا يهم اذا اقر القانون الانتخابي قبل انتخاب الرئيس او بعده، اما انتخاب الرئيس فهو عملية مستقلة وغير مشروطة بالسلة، سمعت اشياء كثيرة سلبية نقلا عن الرئيس بري تجاهي ولم اعلق عليها لان هناك من يحاول اللعب على العلاقة بيننا. وهناك مغرضون». كلام البطريرك الراعي حمل تنبيهاً وليس عرقلة، لا مشكلة اذا تم درس قانون الانتخابات في الجلسة التشريعية المقبلة لمجلس النواب، وقال «لا اؤمن بالقطيعة  والمسؤولية لا تسمح بذلك». لكن اذا اصر بري على الاستمرار برفض وصولي للرئاسة، «فكما تراني يا جميل اراك»، لكن عون تمسك بانتخاب الرئيس وانجاز قانون الانتخاب اولاً. وليس طاولة الحوار، وشدد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية بعد اشهر.
وابدى ارتياحه لمواقف النائب جنبلاط «الساخرة والسياسة تتطلب في بعض الاحيان السخرية».
ووجه عون رسائل ايجابية للنائب سليمان فرنجيه بالقول «زغرتا عزيزة علينا» حتى انه لم ينس النائب عاصم قانصو والتحية له «رغم موقفه السلبي من ترشيحي، موحيا  بان حزب الله يعمل على تذليل العقبات.
وحرص العماد عون على توجيه الرسائل الايجابية للرئيس بري في اكثر من محطة نافيا وجود صفقة مسبقة مع الحريري «وتحدثنا فقط عن قانون الانتخاب والسياسات العامة، ولم تتحدث بالوزارة رغم اعتراضه على بعض الاشخاص وبالتفاهم يتم حل الامور، فنحن لا يمكن ان نعقد اي صفقة ثنائية ونحن مع كل المكونات اللبنانية».
وعن شرعية المجلس قال بوضوح «انا لم اقصد ان الرئيس بري غير شرعي او الاشخاص لكن المجلس لا يتمتع بالشرعية الشعبية لانه لم يأت بالانتخاب، لكننا اشتغلنا انا والرئيس بري من خلال هذا المجلس لنسيّر شؤون الناس واقرت القوانين ومستمرون فيه.
واكد ان سلاح المقاومة باق وليس مطروحاً للنقاش في ظل الصراع مع العدو الاسرائيلي، والعلاقة مع سوريا ستتبدل عندما تقر الاتفاقات ولن يبقى هناك قطيعة بين الحكومات والشعوب. واكد ان جوهر برنامجه الرئاسي اذا وصل الى بعبدا، التزام الاقلية برأي الاكثرية مع الحفاظ على مكونات الشعب اللبناني، وتطرق الى الوضع الاقتصادي وضرورة معالجته وكذلك الحفاظ على التوافق المسيحي - المسيحي وترك حرية القرار لوزيري التيار في شأن المشاركة بجلسة مجلس سالوزراء غداً معلناً اسفه لدعوة سلام، لكن عون كشف ان عدم اللجوء الى الشارع جاء بعد تمني الرئيس الحريري «لاننا نناقش الان  مسار مشترك».
العماد عون بهدوئه وديبلوماسيته نجح في تقديم نفسه بصورة ايجابية الى كل مكونات الشعب اللبناني، وبان الدستور سيكون حاسماً في عهده، وفي حل الخلافات ولن يحكم بالحديد والنار كما يحاول البعض تصويره،  رغم ان العماد عون ظهر من خلال حديثه ان الصفقة مع الحريري انجزت بالسر، وهذا الامر رد عليه الرئيس نبيه بري باستغراب الحملة على السلة، كاشفا عن اتصالات ناقشت كل التفاصيل بين طرفين حول ادق الامور، ولماذا يحلل ذلك العماد عون على  نفسه ويحرمه على غيره واكد انه متمسك بترشيح فرنجية.

ـ بري: «مش شايف» ان الرئيس سينتخب بيومين ـ

رد الرئيس نبيه بري امام زواره، على المعارضين للسلة وقال: يتكلمون عن السـلة وصــلاحيات الرئيــس واقول اولا: ما سمي اساسا بالسلة هو اسـاسـا ما تبقى من بنود الحوار الوطني، ولا يوجد اي بند فيها يتعلق بصلاحيات الرئيس «صاروا بدهم يعلموني عن صلاحيات الرئيس، والبند الاول هو انتخاب الرئيس».
2- قانون الانتخاب، ما هي علاقة قانون الانتخاب بصلاحيات الرئيس؟ هذا من صلاحيات مجلس النواب وانا من حرص على ان يكون البند الاول انتخاب الرئيس تقديراً واحتراماً لارادة الرئيس، وبعده قانون الانتخاب.
3- تفعيل الحكومة الحالية، وبعدها يتم تشكيل الحكومة في المرحلة الثانية وسأل بري «اين هذه البنود من صلاحيات الرئيس؟»
قيل للرئيس بري: هناك من يقول ان السلة انتهت، فرد بالقول، بالنسبة لمن يقول ذلك انتهت اما بالنسبة لي فهي قائمة ولم تنته.
واضاف رداً على سؤال «لقد ركزت على موضوع تفعيل الحكومة، لاننا لا نريد شل البلد الى ان ننتخب رئيسا للجمهورية».
وتابع «هناك اناس يرون ان الرئيس سينتخب خلال يومين، وانا مش شايف هيك... وكرر قوله: لست انا من يتخلى عن صلاحيات الرئيس فانا الاحرص على الرئيس والمؤسسات، ويكفي ان اذكرهم انني جمدت 68 قانونا في حكومة السنيورة... لانها اقرت في غياب الرئيس، وعندما اقرت المحكمة الدولية في غياب الرئيس جمدت القانون.
لكن العماد عون يؤكد انه قادر على تجاوز اعتراض بري، والرهان على حزب الله في هذا المجال، خصوصاً ان رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام عبدو ابو كسم زار الرئيس بري في عين التينة وجرى توضيح للمواقف. وهذا ما يؤكد الرغبة  في عدم تصعيد الامور بانتظار ما سيصدر عن المطارنة الموارنة اليوم حيث اعتبرت مصادر مسيحية ان البيان سيكون بمثابة «النداء». وعندها لكل حادث حديث.