أصبح صرف الصحافيين تعسفياً من المؤسسات الإعلامية أمراً عابراً وخبراً يمر مرور الكرام على وكالات الأنباء. أعداد الصحافيين الذين تم صرفهم تعسفيا بازدياد، والمبرر الذي تتناقله المؤسسات الإعلامية فيما بينها مادي. أما آخر مجازر الصرف التعسفي بحق الصحافيين حدثت في جريدة الأخبار، حيث تم صرف 15 موظفاً "لأسباب مالية وخاصة"، يتوزعون في مختلف أقسام الجريدة، من إدارة وتحرير وأمن ومراسلين ومعلوماتية، على أن يتم دفع كل مستحقاتهم المالية في فترة زمنية محددة.
في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها المؤسسات الإعلامية، أصبح الصحافي "كبش محرقة"، وأصبح صرفه أسهل حل للتخفيف من حدة الأزمة. الأخبار التي لطالما تغنَت بأزمة الحريري المالية حذت حذو المستقبل والنهار وغيرها من الجرائد، ولكن أين نقابة المحررين مما يحصل؟ وهل أصبحت مكافأة الصحافي "الطرد" دون سابق إنذار؟ ما حصل في الأخبار، وما قد يحصل في غيرها من المؤسسات الإعلامية هو مجزرة بحق الصحافيين بكل ما للكلمة من معنى، وجل ما يحتاجه صحافيو اليوم التكاتف والتماسك كي لا تستمر المؤسسات الإعلامية بسياسة الصرف.
لم يكذب من قال إن الصحافة مهنة المتاعب، إلا أن الصحافي الذي يركض خلف المتاعب، ويعرض نفسه لشتى أنواع الخطر والترهيب، ويتعرض لكم هائل من الضغوطات كي يظهر الحقيقة كما هي، لا كما يريدها البعض، يستحق وقفة تضامنية من نقابة المحررين بشكل رئيسي، فهي لم تحرك ساكناً في هذه القضية، والساكت عن الحق شيطان أخرس.