ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، كلمة في مجمع سيد الشهداء في الليلة الثانية من محرم الحرام، ومما قال: "لبنان محكوم بالتوافق، وأي فريق يفكر في أن يهزم الأفرقاء الآخرين لن يتمكن من السير بلبنان نحو خلاصه، يجب أن نتفاهم وأن نتعاون في ما بيننا، وأن نقرب المسافات. التوافق يعني التنازلات المتبادلة في التفاصيل لمصلحة الأمور الكبرى. هذه مكرمة أن نتفاهم وأن نتنازل عن بعض الأمور الصغيرة، وليست مكرمة أن نحاول تخريب ما يمكن أن نبنيه معا بتوافقنا".

وأضاف: "نحن نؤيد كل ما يؤدي إلى بناء لبنان وإنجاز الاستحقاقات وعمل المؤسسات وانتظام الدولة، لقد ساهمنا وسنساهم دائما في ما يساعد لبنان على النهوض.
الحمد لله، تخطى لبنان في السنوات الخمس الماضية أكبر الأخطار التي واجهته، وهو خطر انتقال النار السورية إليه، وذلك ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، والتضحيات التي بذلت، وكشف الشبكات الإرهابية، وتحرير القرى المحاذية للبقاع، وتعاون الأجهزة الأمنية والجيش، وتعطيل قدرة حماة التكفير والفوضى بكشف جرائم من يحمونهم، وفضح زيف ادعاءاتهم. فقد التكفيريون أي سند في لبنان، الآن لا يتجرأ أحد على أن يقف ويقول: أنا مع التكفيريين، كما كان هناك جماعات مع إسرائيل، اليوم لا يتجرأ أحد أن يقول إنه مع إسرائيل، هذا انتصار وعظمة أن تصبح إسرائيل والتكفيريون لعنة، ولا يتمكن أحد من أن يدافع عن هؤلاء، وإلا وصم بوصمتهم التي تحمل العار".

ورأى أن "الذي أوصلنا إلى هذا المقام هم رجال الله على الحدود، ونساء المقاومين المجاهدين والشرفاء الذين عملوا ليحموا الداخل وليربوا الأولاد على طاعة الله، فكانت عظمة الانتصارين ضد إسرائيل وضد التكفيريين".

واعتبر أن "لبنان نموذج للانتصارين على إسرائيل والتكفيريين، وأداء المجاهدين وجيشه وشعبه قدوة لأحرار العالم، وقد تبين أن الدول الكبرى والأمم المتحدة والدول الإقليمية لا تحمي سيادة الدول ولا تحمي شعوبها، المقاومة التي تتكل على ربها وتضحي في سبيل الله والأرض والحرية والكرامة هي التي تعيد الأرض، وقد أعادتها.
لقد حققت المقاومة توازنا للردع مع إسرائيل باقتدائها بالنهج الحسيني، ويعرف القاصي والداني أن رجال الله ثابتون ومجاهدون ومنصورون، وعندما يعمل رجال للحق ينتصرون، وعندما يعمل شعب للحق ينتصر بإذن الله".

وتابع: "إيران اليوم نموذج مميز في المنطقة، وهي مفخرة نتبرك بعطاءاتها، لقد تقدمت علميا، وحمت بلدها، وازدهرت، وصمدت أمام المؤامرات، وواجهت حرب الدول عليها من خلال حرب العراق لثمانيِ سنوات، ووقفت في مواجهة العالم وثبتت حقها النووي السلمي، وهي الآن شامخة من موقع الاقتدار تمد يدها إلى العرب وإلى المسلمين وتدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، لا تريد من أحد شيئا وإنما تعلم أن دعم طريق الحق، هو دعم لخيار المقاومة ونصر للجميع.

وختم: "إيران نموذج حسيني وهذا يزعج البعض، ولكن نحن نصف ما نراه بأعيننا، كل من واجهها خسر وأصيب بالخزي والهلاك. محور المقاومة اليوم يواجه تحديات كبرى، لكنه صاحب حق يدافع عنه رجال أشداء، ونحن مطمئنون لانتصاره، لاحظوا المحور المعادي للمقاومة يتعثر ويرتبك ويرتكب الجرائم ويكذب، ويخدع وينهار ويصاب بخسائر فادحة، ولن يطول الوقت لنرى مآسيه، وهو محور مفكك ومتناحر. الحمد لله الذي جعلنا في محور المقاومة، محور الحسين، محور زينب، محور الحق ضد الباطل، وسنبقى متمسكين بركائز الموقف الحسيني".