مهما بلغ الشرُّ من قوة وعتاد ليس في مقدوره أن يدمِّر الأمل الوليد، وآخر الأحداث في سوريا تشهد بذلك، فقد نشر الدفاع المدني شريط فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أرى العالم أن ساعتين تحت الأنقاض لم تكن كفيلةً بإنهاء حياة طفلة رضيعة أراد الله لها الحياة رغم القصف والاعتداء في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، حيث أمسكت الرضيعة "وحيدة" إصبع والدها يحيى معتوق، حين عَثر عليها بعد ساعتين من البحث تحت أنقاض منزله قبل أن ينقلها عنصر من الدفاع المدني وعيناه مغرورقتان بالدمع إلى سيارة الإسعاف.
حيث استهدفت غارة جوية عصر الخميس الماضي 29 أيلول 2016، مبنى سكنياً في مدينة إدلب، ما أدى إلى تدميره فوق رؤوس ساكنيه، ومقتل ستة أشخاص على الأقل بينهم أربعة أطفال، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويقول والدها يحيى (32 عامًا) لوكالة الأنباء الفرنسية، وهو يقف أمام أنقاض المبنى حيث كان منزله في الطبقة الثانية: "كنت في المحل حيث أعمل حين بدأت طائرة بتنفيذ غارات، ذهبت فوراً إلى المنزل ووجدت الحارة كلها مقلوبة على بعضها". وأفاد بأنه بعد بحثه بين الركام في منزله وجد زوجته وقام بإنقاذها، ثم بدأ يحيى وعناصر الدفاع المدني بالبحث عن ابنتيه "وحيدة" و"سنار" ثلاثة أعوام تحت الركام.
ويقول متأثّراً: "بدأت الحفر مكان غرفة النوم حتى وصلت الحمد لله إلى يد ابنتي وحيدة، وحين لمستها أمسكت بإصبعي والحمد لله كانت حية" قبل أن ينقلها عناصر الدفاع المدني لتلقي العلاج. ثم بحثَ عن أختها لكنّ الله كتب أن تنتقل من تحت الركام إلى مقامات الشهداء العالية، ولم تقتصر خسارة يحيى على ابنته البكر فحسب، إذ قتلت والدته أيضاً جراء الغارة التي دمرت منزله بالكامل.
يقول أحد أفراد الدفاع المدني الذي انتشل الطفلة باكِياً: "طفلة كانت بيجوز تستشهد، بقدرة رب العالمين مكنّا أن نخرجها وما فيها أي جرح، عندما حملتها شعرت بأنها ابنتي".
(سيدتي)