الملف الرئاسي مجدداً على رف الانتظار ولا مدى زمنياً يوضِح كم سيمكث في هذه الدائرة قبل ان تستأنف عجلاته الدوران نحو الخواتيم الايجابية. في هذا الانتظار الذي اصبح سيّد المرحلة بامتياز، الكل ينتظر الكل. رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ينتظر جواب الرئيس سعد الحريري الذي قطع مشاوراته الرئاسية الصامتة ليبدأ مشاوراته الخارجية استهلالاً في موسكو اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فيما كتلته النيابية تنتظر بدورها عودته للاطلاع على نتائج جولته وتحديد اتجاهات الرياح الرئاسية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر توافق الاطراف على السلة المتكاملة، ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ينتظر ويراقب ليبني على الشيء مقتضاه، ورئيس الحكومة تمام سلام ينتظر ما يدفعه لعقد جلسة لمجلس الوزراء.
في غمرة هذا الانتظار الطويل، ومخاض ولادة الرئيس العتيد، وبعد الموقف الناري والسقف العالي في نبرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الأحد الفائت التي فاجأت الاوساط السياسية برفض تكبيل رئيس الجمهورية بسلّة شروط، معتبراً انّ من يقبل بها يكون بلا كرامة، تنتقل الاضواء الى بكركي مجدداً غداً، لترقّب الموقف الذي سيصدر عن الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، خصوصاً بعد ردّ بري على الراعي واستنفار الاحزاب والشخصيات المسيحية دفاعاً عن موقفه. وتوقعت اوساط مراقبة ان يكون البيان مكمّلاً لموقف البطريرك من الإستحقاق والسلة المطروحة بشأنه.
وكان الراعي سأل خلال عظة الاحد: كيف يقبل أيّ مرشح للرئاسة ذو كرامة بسلّة مسبقة؟ واعتبر أنّ «السلة تعرّي الرئيس من مسؤولياته الدستورية واذا كان لا بد من سلة فهي يجب ان تكون ببند وحيد التزام الكتل النيابية بتأمين المصلحة الوطنية». وشكّك بأهداف طرح السلة، معتبراً أنها نوع من المماطلة انتظاراً لكلمة السر من الخارج.
أوساط البطريركية
وكانت اوساط البطريركية المارونية اوضحت لـ«الجمهورية» أنّ «الراعي لم يقصد أن يهاجم أحداً أو يردّ على أي مكوّن سياسي، بل إنّ الطريقة التي طرحت بها الأمور استفزّت البطريركية، وأظهرت كأنّ رئيس الجمهورية شخص غير ناضج ولا يستطيع ان يحكم إذا لم نرسم له خريطة طريق».
وشدّدت الأوساط على انّ «رئيس الجمهورية يجب أن ينتخب ويحكم وفق الدستور وضميره، والموقف الذي أطلقه الراعي لا يهدف الى دعم مرشّح على حساب آخر، بلّ إنّ الراعي متخوّف من تكريس عرف يطرحه ايّ كان عند حلول موعد انتخاب الرئيس، فالرئيس هو الحاكم والحكم ولا يأتي الى قصر بعبدا ليطبّق رغبات بقية الأفرقاء». (التفاصيل 6)
بري
ورد بري على الراعي بالآتي: «أمّا انك أخفيت ممّا أعلنت فإني أعلن ما أخفي: «بين سلّة للأشخاص التي اقترحتم وسلّة الافكار التي قَدّمتها في الحوار، أترك للتاريخ ان يحكم أيّهما الدستوري وأيّهما الأجدى من دون الحاجة للمسّ بالكرامات، وكرامتنا جميعاً من الله».
وربطاً بذلك، جدّد بري أمام زواره التأكيد على انّ التفاهمات هي المعبر الوحيد الى الرئاسة، وقال: قلت وأكرّر انّ اللقاءات الشخصية والثنائية او الثلاثية، على أهميتها، لن تؤدي الى ايّ نتيجة بل اللقاء الجامع هو الذي يوصِل الى الحل المنشود، وأساسه اولاً الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة وشكلها وكيفية تمثيل القوى السياسية فيها وحجم تمثيل كل طرف سيشارك فيها بالإضافة الى سياستها وأدائها وتوجهاتها الداخلية والخارجية.
اضاف: واقول لمن يقول بأن يُكتفى بانتخاب الرئيس ومن ثم نعود لاحقاً الى مقاربة الامور الاخرى إنّ هذا لن يؤدي الى اي نتيجة بل سيبقينا في الدوّامة ذاتها.
وتابع بري: وقبل أن نُسأل هل انت مع هذا المرشح او ذاك او مع عون او ضده؟ فأنا لست ضد الشخص ايّ شخص. موقفي واضح هو التفاهم ثم التفاهم ثم التفاهم بمعزل عمّا اذا كان الشخص هو عون او غيره من المرشحين.
إتصالات
وكانت بكركي قد استقطبت أمس حركة سياسية وقيادية مسيحية وتلقّى الراعي سلسلة اتصالات من عدد من الشخصيات السياسية والحكومية والنيابية والحزبية نَوّهت بموقفه، واعتبر اصحابها «انها أعادت الأمور الى نصابها لجهة تأكيده الحرص على موقع الرئاسة وكرامة شخص الرئيس، وانه لا يمكن فرض البرامج المسبقة قبل وصوله الى الحكم لأنّ هذا الأمر يعيق حكمه ويعود بنا الى منطق المقاطعة من جديد» كما تسرّب من الدوائر البطريركية.
وتلقّى الراعي إتصالاً من الرئيس امين الجميّل الذي شكر له إيفاد المطران بولس مطر في زفاف نجله النائب سامي الجميّل، وتشاور معه في التطورات السياسية والمواقف الأخيرة من الإستحقاق الرئاسي وحراك الحريري والنتائج المترتبة عليه.
والتقى الراعي وزير الإتصالات بطرس حرب الذي زار بري واعتبر انّ كلام البطريرك يُعيد البوصلة الى مكانها رافضاً تكبيل رئيس الجمهورية قبل انتخابه.
باسيل وشهيّب
وفي المعلومات انّ الراعي سيلتقي قبل ظهر اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي يزوره موفداً من عون للتداول معه في آخر التطورات خصوصاً المتصلة بالحراك الرئاسي.
كذلك يزور بكركي اليوم الوزير أكرم شهيّب للغاية عينها ولإطلاع البطريرك على الخطوات المتخذة في ملف النفايات وتسويق موسم التفاح وما تقوم به وزارة الزراعة في هذا الخصوص.
نقولا
وعشيّة المواقف التي سيدلي بها عون مساء اليوم في مقابلته المتلفزة مع الزميل جان عزيز في برنامج «بلا حصانة»، اكّد عضو «التكتل» النائب نبيل نقولا لـ«الجمهورية» انّ مواقف الراعي وضعت الامور في نصابها. واكد انه لا يجب ان تعرقل المشاورات الرئاسية الجارية، وشدد على عدم جواز تكبيل رئيس الجمهورية بسلّة او بشروط، واعتبر انّ اي تفاهم اليوم لا يلزمه لأنه في النهاية يطبّق الدستور.
وقال نقولا: سلّة الافكار عرفنا ما هي، ويمكن ان يوافق عليها البعض والبعض الآخر يرفضها، إنما سلّة الاشخاص لم ندرك ما هي، وعلى الرئيس بري هنا توضيح ما يقصد بها لكي نستطيع ان نبني على الشيء مقتضاه.
الهبر لـ«الجمهورية»
وقال النائب فادي الهبر لـ«الجمهورية»: سيّدنا البطريرك حريص على سيادة المؤسسات إبتداء من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والمجلس النيابي وكل مؤسسات الدولة، وتطبيق الدستور بالنسبة له هو الحفاظ عليها. وهو حريص على ان لا يُثقل كرسي الرئاسة او الرئيس بسلّة او شروط تُضعف مكانتها وتثقل عمل الرئيس بعدما أضعفه الطائف.
نفهم الرئيس بري، نعم هناك انقسام سياسي في البلد لهذا السبب هناك طاولة حوار، هناك الواقعية السياسية وحماية «حزب الله» والمقاومة وقانون الانتخاب وموضوع النفط ومجلس الوزراء الجديد.
كل ذلك هو حوار على صوت عال لم يصل الى مستوى الضجيج إنما نحن مع سيدنا البطريرك بحرصه على ان لا يُثقل كرسي الرئاسة بمتطلبات تُضعف رئيس الجمهورية ومكانة الرئاسة.
معلوف
من جهته، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزف معلوف لـ»الجمهورية» انّ «القوات لم تكن بعيدة عن موقف غبطة البطريرك الراعي، وإذا كان لا بدّ من وجود سلّة توافقية، يجب أن يكون سقفها هو سقف الدستور اللبناني. المسار الدستوري ضروري أكان في سلّة أو خارج إطار السلّة.
بعد انتخاب رئيس الجمهورية علينا الاحتكام إلى مشاورات ملزمة لتكليف رئيس حكومة، ثم يُستكمل المسار الطبيعي من دون أن نتخطى الدستور».
ولفت معلوف إلى انّ التسريبات التي حصلت حول بعض التفاصيل توحي انّ هناك تأثيراً على بعض الصلاحيات ونحن نعتبر ان ايّ شيء يمسّ بالصلاحيات الدستورية الطبيعية لأيّ شخص في موقع السلطة، يعني انه مسّ بالدستور اللبناني على نحو مباشر. وتوقّع أن يكون هناك همزة وصل بين ما قاله البطريرك حول السلّة وبيان المطارنة.
سعيد
وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية»: سجّل البطريرك الراعي موقفاً متقدماً ومشكوراً باتجاه التمسّك بالدستور اللبناني، ويأتي هذا الموقف في سياق المواقف التاريخية للكنيسة المارونية منذ فكرة تأسيس الدولة اللبنانية في العام 1920 مروراً بـ 58 و89 و2000 واليوم.
ويندرج هذا الموقف في ظل تخبّط الطبقة السياسية في إنتاج رئيس جديد للبلاد. واذا كان الرئيس بري يلوم البطريرك الراعي على الدخول في تسمية اربعة مرشحين ويعتبر هذه المقاربة مخالفة للدستور، فنحن نعتبرها تجربة من التجارب السياسية ونترك للتاريخ ان يحكم عليها.
إنما من يخالف الدستور هو الرئيس بري بشخصه من خلال ترؤسه طاولة حوار من خارج الدستور، ومن خلال فرض شروط على ايّ مرشح قد تكبّله في مساره الرئاسي. ونتمنى على دولة الرئيس الصديق بأن يسعى ويضع كل جهوده من اجل تنفيذ الدستور بكل بنوده السيادية والاصلاحية.
وفي النهاية انّ سلة الاسماء التي طرحت في بكركي هي مقاربة سياسية غير موفقة إنما سلة الافكار غير الدستورية التي يطرحها الرئيس بري هي جريمة دستورية بحق لبنان.
«التيار الوطني الحر»
في غضون ذلك، عقد المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» اجتماعه الدوري الشهري في الرابية، وعرض للأوضاع العامة، خصوصاً ما يتعلق منها بالمقاربة الإيجابية للحريري من موضوع انتخاب رئيس الجمهورية.
كذلك بحث المجلس في التحضيرات القائمة للاحتفال الشعبي الذي سيقام في الذكرى السنوية لـ ١٣ تشرين. وتطرّق إلى شؤون تنظيمية إعلامية حول موقف «التيار» ووسائل التعبير عنه.
طرابلس
إنمائياً، وبعد اتصاله بالرئيس نجيب ميقاتي، علمت «الجمهورية» أنّ وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي استكمل جولة اتصالاته وأجرى اتصالاً بالنوّاب: سمير الجسر، محمد كبّارة، أحمد كرامي، محمّد الصفدي. وأتى ذلك في سياق العمل على إنماء مدينة طرابلس وتحييد العمل الإنمائي عن السياسة.
وكان الراعي سأل خلال عظة الاحد: كيف يقبل أيّ مرشح للرئاسة ذو كرامة بسلّة مسبقة؟ واعتبر أنّ «السلة تعرّي الرئيس من مسؤولياته الدستورية واذا كان لا بد من سلة فهي يجب ان تكون ببند وحيد التزام الكتل النيابية بتأمين المصلحة الوطنية». وشكّك بأهداف طرح السلة، معتبراً أنها نوع من المماطلة انتظاراً لكلمة السر من الخارج.
أوساط البطريركية
وكانت اوساط البطريركية المارونية اوضحت لـ«الجمهورية» أنّ «الراعي لم يقصد أن يهاجم أحداً أو يردّ على أي مكوّن سياسي، بل إنّ الطريقة التي طرحت بها الأمور استفزّت البطريركية، وأظهرت كأنّ رئيس الجمهورية شخص غير ناضج ولا يستطيع ان يحكم إذا لم نرسم له خريطة طريق».
وشدّدت الأوساط على انّ «رئيس الجمهورية يجب أن ينتخب ويحكم وفق الدستور وضميره، والموقف الذي أطلقه الراعي لا يهدف الى دعم مرشّح على حساب آخر، بلّ إنّ الراعي متخوّف من تكريس عرف يطرحه ايّ كان عند حلول موعد انتخاب الرئيس، فالرئيس هو الحاكم والحكم ولا يأتي الى قصر بعبدا ليطبّق رغبات بقية الأفرقاء». (التفاصيل 6)
بري
ورد بري على الراعي بالآتي: «أمّا انك أخفيت ممّا أعلنت فإني أعلن ما أخفي: «بين سلّة للأشخاص التي اقترحتم وسلّة الافكار التي قَدّمتها في الحوار، أترك للتاريخ ان يحكم أيّهما الدستوري وأيّهما الأجدى من دون الحاجة للمسّ بالكرامات، وكرامتنا جميعاً من الله».
وربطاً بذلك، جدّد بري أمام زواره التأكيد على انّ التفاهمات هي المعبر الوحيد الى الرئاسة، وقال: قلت وأكرّر انّ اللقاءات الشخصية والثنائية او الثلاثية، على أهميتها، لن تؤدي الى ايّ نتيجة بل اللقاء الجامع هو الذي يوصِل الى الحل المنشود، وأساسه اولاً الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة وشكلها وكيفية تمثيل القوى السياسية فيها وحجم تمثيل كل طرف سيشارك فيها بالإضافة الى سياستها وأدائها وتوجهاتها الداخلية والخارجية.
اضاف: واقول لمن يقول بأن يُكتفى بانتخاب الرئيس ومن ثم نعود لاحقاً الى مقاربة الامور الاخرى إنّ هذا لن يؤدي الى اي نتيجة بل سيبقينا في الدوّامة ذاتها.
وتابع بري: وقبل أن نُسأل هل انت مع هذا المرشح او ذاك او مع عون او ضده؟ فأنا لست ضد الشخص ايّ شخص. موقفي واضح هو التفاهم ثم التفاهم ثم التفاهم بمعزل عمّا اذا كان الشخص هو عون او غيره من المرشحين.
إتصالات
وكانت بكركي قد استقطبت أمس حركة سياسية وقيادية مسيحية وتلقّى الراعي سلسلة اتصالات من عدد من الشخصيات السياسية والحكومية والنيابية والحزبية نَوّهت بموقفه، واعتبر اصحابها «انها أعادت الأمور الى نصابها لجهة تأكيده الحرص على موقع الرئاسة وكرامة شخص الرئيس، وانه لا يمكن فرض البرامج المسبقة قبل وصوله الى الحكم لأنّ هذا الأمر يعيق حكمه ويعود بنا الى منطق المقاطعة من جديد» كما تسرّب من الدوائر البطريركية.
وتلقّى الراعي إتصالاً من الرئيس امين الجميّل الذي شكر له إيفاد المطران بولس مطر في زفاف نجله النائب سامي الجميّل، وتشاور معه في التطورات السياسية والمواقف الأخيرة من الإستحقاق الرئاسي وحراك الحريري والنتائج المترتبة عليه.
والتقى الراعي وزير الإتصالات بطرس حرب الذي زار بري واعتبر انّ كلام البطريرك يُعيد البوصلة الى مكانها رافضاً تكبيل رئيس الجمهورية قبل انتخابه.
باسيل وشهيّب
وفي المعلومات انّ الراعي سيلتقي قبل ظهر اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي يزوره موفداً من عون للتداول معه في آخر التطورات خصوصاً المتصلة بالحراك الرئاسي.
كذلك يزور بكركي اليوم الوزير أكرم شهيّب للغاية عينها ولإطلاع البطريرك على الخطوات المتخذة في ملف النفايات وتسويق موسم التفاح وما تقوم به وزارة الزراعة في هذا الخصوص.
نقولا
وعشيّة المواقف التي سيدلي بها عون مساء اليوم في مقابلته المتلفزة مع الزميل جان عزيز في برنامج «بلا حصانة»، اكّد عضو «التكتل» النائب نبيل نقولا لـ«الجمهورية» انّ مواقف الراعي وضعت الامور في نصابها. واكد انه لا يجب ان تعرقل المشاورات الرئاسية الجارية، وشدد على عدم جواز تكبيل رئيس الجمهورية بسلّة او بشروط، واعتبر انّ اي تفاهم اليوم لا يلزمه لأنه في النهاية يطبّق الدستور.
وقال نقولا: سلّة الافكار عرفنا ما هي، ويمكن ان يوافق عليها البعض والبعض الآخر يرفضها، إنما سلّة الاشخاص لم ندرك ما هي، وعلى الرئيس بري هنا توضيح ما يقصد بها لكي نستطيع ان نبني على الشيء مقتضاه.
الهبر لـ«الجمهورية»
وقال النائب فادي الهبر لـ«الجمهورية»: سيّدنا البطريرك حريص على سيادة المؤسسات إبتداء من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والمجلس النيابي وكل مؤسسات الدولة، وتطبيق الدستور بالنسبة له هو الحفاظ عليها. وهو حريص على ان لا يُثقل كرسي الرئاسة او الرئيس بسلّة او شروط تُضعف مكانتها وتثقل عمل الرئيس بعدما أضعفه الطائف.
نفهم الرئيس بري، نعم هناك انقسام سياسي في البلد لهذا السبب هناك طاولة حوار، هناك الواقعية السياسية وحماية «حزب الله» والمقاومة وقانون الانتخاب وموضوع النفط ومجلس الوزراء الجديد.
كل ذلك هو حوار على صوت عال لم يصل الى مستوى الضجيج إنما نحن مع سيدنا البطريرك بحرصه على ان لا يُثقل كرسي الرئاسة بمتطلبات تُضعف رئيس الجمهورية ومكانة الرئاسة.
معلوف
من جهته، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزف معلوف لـ»الجمهورية» انّ «القوات لم تكن بعيدة عن موقف غبطة البطريرك الراعي، وإذا كان لا بدّ من وجود سلّة توافقية، يجب أن يكون سقفها هو سقف الدستور اللبناني. المسار الدستوري ضروري أكان في سلّة أو خارج إطار السلّة.
بعد انتخاب رئيس الجمهورية علينا الاحتكام إلى مشاورات ملزمة لتكليف رئيس حكومة، ثم يُستكمل المسار الطبيعي من دون أن نتخطى الدستور».
ولفت معلوف إلى انّ التسريبات التي حصلت حول بعض التفاصيل توحي انّ هناك تأثيراً على بعض الصلاحيات ونحن نعتبر ان ايّ شيء يمسّ بالصلاحيات الدستورية الطبيعية لأيّ شخص في موقع السلطة، يعني انه مسّ بالدستور اللبناني على نحو مباشر. وتوقّع أن يكون هناك همزة وصل بين ما قاله البطريرك حول السلّة وبيان المطارنة.
سعيد
وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية»: سجّل البطريرك الراعي موقفاً متقدماً ومشكوراً باتجاه التمسّك بالدستور اللبناني، ويأتي هذا الموقف في سياق المواقف التاريخية للكنيسة المارونية منذ فكرة تأسيس الدولة اللبنانية في العام 1920 مروراً بـ 58 و89 و2000 واليوم.
ويندرج هذا الموقف في ظل تخبّط الطبقة السياسية في إنتاج رئيس جديد للبلاد. واذا كان الرئيس بري يلوم البطريرك الراعي على الدخول في تسمية اربعة مرشحين ويعتبر هذه المقاربة مخالفة للدستور، فنحن نعتبرها تجربة من التجارب السياسية ونترك للتاريخ ان يحكم عليها.
إنما من يخالف الدستور هو الرئيس بري بشخصه من خلال ترؤسه طاولة حوار من خارج الدستور، ومن خلال فرض شروط على ايّ مرشح قد تكبّله في مساره الرئاسي. ونتمنى على دولة الرئيس الصديق بأن يسعى ويضع كل جهوده من اجل تنفيذ الدستور بكل بنوده السيادية والاصلاحية.
وفي النهاية انّ سلة الاسماء التي طرحت في بكركي هي مقاربة سياسية غير موفقة إنما سلة الافكار غير الدستورية التي يطرحها الرئيس بري هي جريمة دستورية بحق لبنان.
«التيار الوطني الحر»
في غضون ذلك، عقد المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» اجتماعه الدوري الشهري في الرابية، وعرض للأوضاع العامة، خصوصاً ما يتعلق منها بالمقاربة الإيجابية للحريري من موضوع انتخاب رئيس الجمهورية.
كذلك بحث المجلس في التحضيرات القائمة للاحتفال الشعبي الذي سيقام في الذكرى السنوية لـ ١٣ تشرين. وتطرّق إلى شؤون تنظيمية إعلامية حول موقف «التيار» ووسائل التعبير عنه.
طرابلس
إنمائياً، وبعد اتصاله بالرئيس نجيب ميقاتي، علمت «الجمهورية» أنّ وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي استكمل جولة اتصالاته وأجرى اتصالاً بالنوّاب: سمير الجسر، محمد كبّارة، أحمد كرامي، محمّد الصفدي. وأتى ذلك في سياق العمل على إنماء مدينة طرابلس وتحييد العمل الإنمائي عن السياسة.