قالت الولايات المتحدة اليوم (الإثنين) إنها ستوقف المحادثات مع روسيا في مسعى لإنهاء العنف في سورية واتهمت موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان «الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية مع روسيا التي فتحت للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية. هذا ليس قراراً اتخذ بخفة».
من جهته، دافع البيت الأبيض اليوم عن قراره تعليق محادثاته مع روسيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية متهماً موسكو بمحاولة «إخضاع» المدنيين من خلال قصفها. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست «لقد نفد صبر الجميع من روسيا».
وفي شأن آخر، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً اليوم لتعليق اتفاق مع الولايات المتحدة في شأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة نووية في علامة جديدة على تدهور العلاقات بين الدولتين.
وقالت مقدمة المرسوم إن الاتفاق، الذي وقع في العام 2000 وبدأ سريانه وفقاً لاتفاق آخر وقع في 2010، سيعلق بسبب «ظهور تهديد للاستقرار الاستراتيجي وكنتيجة للإجراءات غير الودية من جانب الولايات المتحدة الأميركية حيال الاتحاد الروسي».
وقالت أيضاً إن الولايات المتحدة عجزت عن «ضمان تنفيذ التزاماتها الخاصة باستخدام البلوتونيوم الفائض الصالح لصنع أسلحة». ودعا الاتفاق الذي وقعه في العام 2010 وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون الجانبين إلى التخلص من 34 طناً مترياً من البلوتونيوم بإحراقها في مفاعلات نووية.
وقالت كلينتون وقتها إن تلك الكمية كافية لصنع ما يصل إلى 17 ألف سلاح نووي. واعتبر الجانبان وقتها الاتفاق كعلامة على نمو التعاون بينهما في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وأظهر مشروع القانون الذي تقدم به الرئيس الروسي أن موسكو ترغب في أن ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات وتدفع تعويضات عن الضرر الذي تسببت به إذا أرادت أن تستأنف روسيا تنفيذ اتفاق التخلص من البلوتونيوم المخصب لصناعة الأسلحة.
وطالبت روسيا أيضاً أن تبطل واشنطن «قانون ماجنتسكي» وأن تخفض البنى التحتية العسكرية وجنودها في البلدان التي انضمت إلى «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بعد الأول من أيلول (سبتمبر) 2000 وفقاً لنسخة من مسودة القانون التي نشرت على الموقع الإلكتروني لمجلس النواب الروسي.
وانزلقت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى حد التجمد عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014 بعد أن أطاحت احتجاجات في كييف الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي للرئيس الروسي. وقادت واشنطن حملة لفرض عقوبات اقتصادية غربية على روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية.
المصدر: رويترز