كان ابن شهاب الزهري أكبر علماء العصر الأموي هو مولود في المدينة المنورة عام 58 ورحل إلى دمشق في حدود عام 80 مات عام 124 هذا الزهري لم يكن صحابيا فهو مولود في المدينة المنورة في العام الذي توفيت فيه السيدة عائشة أي عام 58 وكان الزهري خائنا لقومه من أهل المدينة المنورة حيث كانت المدينة المنورة موطن المعارضة للأمويين وانتهك الأمويون حرمتها بالقتل العام والإغتصاب والسلب في موقعة الحرة الشهيرة في عهد الفاجر الجائر يزيد بن معاوية حيث وصفت بالمجزرة الرهيبة بحق أهل المدينة وشهد الزهري طفلا مأساة قومه التي تفوق الخيال بفظاعتها ووحشيتها وعايش أحزان أهل المدينة ولكنه لحق بدمشق عاصمة الأمويين يعرض خدماته على الخليفة عبد الملك بن مروان الذي أعاد تأسيس وتوطيد الدولة الأموية بالحديد والنار وطبقا لأوامر عبد الملك عاد ابن شهاب الزهري إلى المدينة المنورة يتعلم المزيد من شيوخها ثم جاء عبد الملك بن مروان إلى المدينة عام 75 يهدد أهلها في خطبة مشهورة له بأنه سيقتل من يقول له ( اتق الله ) وعاد عبد الملك إلى دمشق ثم لحق به ابن شهاب الزهري ليعمل متفرغا في القصر الأموي يعلم أولاد عبد الملك بن مروان ومات عبد الملك بن مروان عام 86 تاركا ابن شهاب الزهري يواصل دوره مربيا ومعلما لأحفاد عبد الملك .
كان يخدم ابنه الوليد بن عبد الملك الذي توفي عام 96 ثم الخليفة سليمان بن عبد الملك المتوفى عام 99 ثم عمر بن عبد العزيز المتوفى عام 101 ثم يزيد بن عبد الملك ( يزيد الثاني ) المتوفى عام 105 والذي مات الزهري قبله بعام واحد سنة 124 وبسبب ملازمته لهشام وأبنائه فقد قالوا إن هشاما اصطحب الزهري معه في رحلة الحج عام 106 أي العام التالي لتوليه الخلافة في كل هذا كان الانقطاع التام بين الزهري والمدينة عاصمة المعارضة ضد الأمويون نقول هذا لتوضيح حقيقة خطيرة هي كذب ابن اسحاق أول من كتب السيرة النبوية وكذلك مالك بن أنس أول من كتب في الفقه ( كتاب الموطأ حين ولد ابن اسحاق في المدينة عام 85 كان الزهري قبل ذلك بسنوات قد رحل عن المدينة نهائيا إلى قصور الأمويين في دمشق ابن اسحاق الذي كان جده من السبي عاش في المدينة محتقرا بسبب أصله غير العربي ثم رحل عنها إلى بغداد خادما للخليفة المهدي العباسي كتب ابن اسحاق سيرته تلك من دماغه زاعما انه سمع الروايات بنفسه من ابن شهاب الزهري هذا مع أن ابن اسحاق لم يصاحب ابن شهاب الزهري ولم يسمع منه ولم يره أصلا كتبها تنفيذا لأمر الخليفة العباسي المهدي ثالث الخلفاء العباسيين جاعلا شخصية النبي (ص) أشبه ما تكون بالخليفة المنصور العباسي الذي وطد الدولة العباسية بالحديد والنار والدم واشتهر بالغدر والتآمر وقتل الأسرى ونقلها عنه من جاء بعده من كُتَّاب السيرة وأشهرهم ابن هشام بل هناك أحاديث في التشريع رواها ابن اسحاق زاعما أنه سمعها من شهاب الزهري مروية عن النبي ص وحين نعرف أن ابن اسحاق لم يسمع شيئا من الزهري فإن جانبا كبيرا من روايات الفقه السني تكون باطلة من حيث السند لأن مخترعها مزور بارع اسمه ابن اسحاق.
الحلقة الأولى