أكدت الحكومة الإيرانية بيعها الولايات المتحدة 32 طناً من الماء الثقيل، بعد أيام من تحويل 38 طناً من هذه المادة المستخدمة في المفاعلات الذرية إلی روسيا، في إطار الاتفاق النووي مع الغرب.

وأشار مدير منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي إلى طلبات من شركات أوروبية بينها ألمانية وفرنسية لشراء الماء الثقيل، لافتاً إلی أن الاتفاق النووي أعطی لإيران حق الاحتفاظ بـ 130 طناً من الماء الثقيل، وبيع ما يزيد على ذك إلى الشركات المرخص لها من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولفت صالحي إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تنتج 20 طناً من الماء الثقيل سنوياً، مؤكداً حاجة البلاد خلال خمسين سنة مقبلة إلی 250 طناً من هذه المادة في مجالات صناعية مختلفة. ورأی في الانتقادات الداخلية الموجهة إلى الاتفاق النووي «منافسة سياسية لا تتصف بالموضوعية وتغفل حقيقة ما أنجز في الاتفاق».

في الوقت ذاته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عزم الحكومة على معالجة تلكؤ أميركا في إزالة العقوبات الاقتصادية عن بلاده، لافتاً إلی أن «الدول التي كانت تقف ضد إيران، تمارس الضغوط اليوم علی الإدارة الأميركية من أجل تقديم توضيحات لأسباب العراقيل التي تضعها في طريق تنفيذ الاتفاق النووي».

أتى كلام ظريف خلال مثوله أمام أعضاء مجلس الشوری (البرلمان) للإجابة عن أسئلة للنائب الأصولي جواد كريم قدوسي تتعلق بالاتفاق النووي واحتمال مساسه بالثوابت الإيرانية في دعم «محور الممانعة». ونفى الوزير وجود أي وثائق سرية في الاتفاق. كما أشار إلى تقرير قدمته وزارة الخارجية إلى البرلمان تناول قضايا عدة من بينها عودة مستوى تصدير النفط إلى وضعه السابق، كما تطرق إلى التلكؤ وقدم اقتراحات لمعالجته.

في غضون ذلك، وصل وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابريل إلی طهران أمس، علی رأس وفد اقتصادي يشمل موظفين حكوميين كباراً وخبراء في المجالين السياسي والاقتصادي لدراسة إمكان إزالة العراقيل التي تمنع تطوير العلاقات بين البلدين.

وتعتبر هذه الزيارة الثانية لغابريل لطهران بعد التوقيع علی الاتفاق النووي، إلا أن طهران رفضت الانصياع للشروط التي وضعتها ألمانيا من أجل توسيع التعاون الاقتصادي، إذ أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن بلاده ترفض التطرق إلی قضايا تمس السيادة الإيرانية كقضية حقوق الإنسان والمواقف الثابتة من القضية الفلسطينية.

وارتفعت الصادرات الألمانية إلی إيران في النصف الأول من 2016 إلی ما يعادل بليون يورو سنوياً، ويمكن أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلی 4 بلايين يورو في السنة.

على صعيد آخر، قدم رئيس ديوان الحسابات عادل آذر تقريراً لأعضاء البرلمان حول الرواتب المرتفعة لكبار الموظفين في وزارات النفط والطاقة والإسكان والاقتصاد وفي المصارف وشركات التأمين. وأكد رئيس مجلس الشوری علي لاريجاني أن كل المبالغ التي تخطت العتبة القانونية للرواتب استرجعت إلى الخزانة العامة.

وقال آذر إن 14 مليون دولار تقريباً أعيدت إلى الخزانة العامة، فيما تعمل جهات مختصة علی تحويل بقية المبالغ، لافتاً إلی أن عدداً من الموظفين تم طردهم من الخدمة لتورطهم في تجاوزات قانونية و «إحالة الملف علی الجهاز القضائي لدرسه وإصدار الأحكام المناسبة».