تقول مصادر واسعة الإطلاع أن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بادر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى القول: "من الآخر. جئت لتبلغني بأنك ستسير بخيار العماد عون. وإذا كنت تنوي ذلك أتفهم ظروفك ولا أعتب عليك وتعرف أن عتبي الأساسي هو على حلفائي الذين لم يساندوا ترشيحي بعدما تبنيته أنت"...
كرر الحريري لفرنجية مبررات تحركه الجديد، وفق أوساط "المستقبل"، بالقول أنه لم يترك مبادرة إلا وأقدم عليها للخروج من الشغور الرئاسي منذ ترشيح جعجع، إلى اقتراح الرئيس الجميل بديلاً، وحين طرحنا إمكان السير ببطرس حرب لم يقبلوا، ثم طرحنا فكرة المرشح التوافقي، وبعدها اتفقنا معك وما زلنا منذ زهاء 11 شهراً بلا أي تقدم على رغم ما قيل أن "حزب الله" دعا إلى التريث شهرين أو ثلاثة لعله يمشي بترشيحك. ثم رشح جعجع العماد عون لكننا ما زلنا على الحالة نفسها والحزب لا يقوم بأي خطوة ليجلب أصواتاً له مع أني رددت موقفي بالاستعداد للنزول إلى البرلمان ليجري التصويت وإذا فاز عون سأقول له مبروك. إلى متى نبقى على هذه الحال؟
وفيما قالت مصادر مطلعة أن أحد قادة "المردة" عاتب أحد مساعدي الحريري على تشجيع الأخير منذ أشهر على خيار عون، أوضحت أيضاً أن الحريري أكد حرصه على الخروج من الفراغ لأن البلد على حافة الانهيار اقتصادياً، وأن شلل المؤسسات بفعل الشغور لم يعد يحتمل، وأنه لم يخف ملاحظته لفرنجية بأن كتلته لا تنزل إلى البرلمان، وأنه لم يقنع حلفاءه بالسعي الى الخروج من هذه الحالة، فيما الحريري يتعرض لحملة بأنه يقف ضد الميثاقية وحقوق المسيحيين فوق ما عاناه من دعمه فرنجية على صعيد جمهوره، بينما الأقطاب الذين أيدوا خيار رئيس "المردة" لا يبذلون جهداً لإنجاح هذا الخيار، وهم يبدون مرتاحين على وضعهم، ويتركون "المستقبل" يتلقى الاتهامات بأنه يؤخر الرئاسة، فيما جمهوره يعاني من اهتراء الدولة ويصبح عرضة للتأثر بالخطاب المتطرف. إلا أن أوساط الحريري تضيف على ذلك القول إنه طرح السؤال كما في بقية محطات جولته حول ما يجب فعله للخروج من الركود وأنه قرر فتح الخيارات كافة ولم يحسم نهائياً السير بخيار عون بانتظار استكمال مشاوراته.
وتلفت المصادر الواسعة الاطلاع إلى أن فرنجية ذكّر الحريري بأنهما سبق أن اتفقا على أنه إذا ذهب إلى خيار آخر غيره لن ينسحب من السباق الرئاسي "إلا لمرشح ثالث وليس لعون ولن أمشي به".
وأضافت: "قال فرنجية بوضوح للحريري أن هناك ثقة بنيت بيننا لكن انسحابي لم نتفق عليه. وعلى كل حال أنا أنبهك إذا اتفقت مع عون من أن يحصل معك ما حصل مع الرئيس أمين الجميل حين عينه رئيساً للحكومة عام 1988 (اضطر الأخير لمغادرة البلاد بعد تعرضه لمحاولة اغتيال وقيل في حينها أن عون أبلغه أنه لا يستطيع حمايته...)، وهو ما صدر لاحقاً عن فرنجية في تغريدة على "تويتر". وعلى رغم ذلك اعتبرت أوساط "المستقبل" أن حركة الحريري أنتجت إيجابيات مع فرنجية، لمجرد نزول عضو كتلة نوابه إسطفان الدويهي إلى جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس الأربعاء الماضي منهياً بذلك تضامنه مع "حزب الله" في مقاطعة الجلسات.