عاماً بعدَ عامِ يزدادُ عددُ المواسينَ المُشاركينَ في مجالِسِ أبي عبدِ الله الحُسين(ع) الّتي نشأنَا وتربّينا عليها بحالتِها المعهُودة وما يرافقها ممّا إصطُلِحَ على تسميتِهِ بالشّعائِر من لطمٍ للصّدور وتطبيرٍ ومشيٍ على الجَمر وخمشٍ للظّهور وضربٍ بالجنازير إلخ...
ولا أُغالي ها هُنا إذا ما قلتُ أنّ واحداً من أبرزِ أسباب تدهور منظومة الثّواب والعقاب الإسلاميّة وبالتّالي ما نتجَ عنها من تفشٍّ لظواهر إجتماعيّةٍ بعيدةٍ عن أخلاق الإسلام ومنهجِ أهل بيت النبيِّ(ص) هو هذا النّمطُ السّائد مِنَ الخطاب العاشورائيّ المكثّف المركّز على الدّمع والسّواد وال"الجنّة بِبلاش" بما يعني بشكلٍ أو بآخر التّزهيدَ بالإلتزام مقابلَ الحُصُول على الجنّة عبرَ ذرفِ بعض الدّموع أو مجرّدَ حضورٍ تلك المجالس .
السّؤال الّذي يطرح نفسهُ تلقائيّاً بعدَ ألفٍ وأربعمايةِ عامٍ من شهادة أبي عبد الله(ع) عن جدوى هذه المجالس حيثُ إزدَادَ عددُ الحسينيّينَ كمّاً وشعاراتيّاً وتغلغلَ منهجُ يزيدٍ عمليّاً حيثُ يعملُ على كمّ الأفواه الّتي تصرخُ مطالبةً بوضعِ حدٍّ للظّلم الإجتماعي والفساد المسشتري بكلِّ عناوينه وأشكاله تحتَ عناوين تشبهُ إلى حدٍّ بعيدٍ منهجَ إبنِ زياد بالتّعامل مع أهلِ الكوفة قبيلَ واقعةِ الطّف.
الحُسين(ع) لا يريدُ أعدادً ,الحسين عطّل مشروع يزيدٍ وربحَ المعركة بميزان المباديء والثّوابِت مع قلّةٍ من المناصرين.
الحُسين(ع) خرجَ لطلبِ الإصلاحِ في أمّة جدّه رسولِ الله(ص) فبماذا خلفتموه يا شيعة الحسين!!!
قاسم فحص