تتجه انظار وكالات الفضاء والشركات الفضائية الكبرى الى كوكب المريخ لارسال مهمات مأهولة اليه.
فإلى المشاريع التي اعلنتها وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" وشركة "مارس وان" الهولندية، انضمت مساء الثلاثاء شركة "سبايس اكس" الفضائية الاميركية الخاصة لهذا الركب مع اعلان مؤسسها الون ماسك نيته ارسال رواد فضاء الى الكوكب الاحر منتصف العقد المقبل.
الا ان عقبات كبيرة ما زالت تحول دون ذلك، وهي عقبات مالية اكثر منها تقنية، بحسب عالم الفيزياء الفلكية فرانسوا فورجيه، وهو متخصص في كوكب المريخ.
ج: مزج الون ماسك في اعلانه الثلاثاء بين مشاريع طويلة الامد، وهي ستبقى لوقت طويل قيد التفكير فقط، مثل بناء مدينة على سطح المريخ، وبعض الامور الاخرى القابلة للتحقيق. فحين تحدث مثلا عن بناء اكبر صاروخ فضائي في التاريخ اظهر عناصر تشير الى ان الامر جدي جدا.
هناك مشاريع اخرى تنطوي على قدر اكبر من الهذيان، مثل مشروع "مارس وان" الذي يريد ان يرسل بشرا الى كوكب المريخ في رحلة ذهاب من دون القدرة على العودة، وقد اثار المشروع ضجة كبيرة لكنه في الحقيقة هراء.
اما في مشروع الون ماسك، فهناك امور طموحة جدا. وهو يعلن منذ سنوات عن مشاريع نحسبها غير منطقية ثم يحققها.
ج: تم تحديد العقبات امام مشروع ارسال رواد فضاء الى المريخ، يجب بناء مركبة فضائية اكبر من تلك التي نعرف صنعها، وان ننفذ الرحلة الى المريخ، وان نهبط على سطحه وهي مهمة صعبة، ثم بعد ذلك تأمين الحياة هناك للرواد، ومن بعدها جعلهم يقلعون من المريخ في صاروخ تجمع اجزاؤه هناك، ليعودوا الى الارض.
كل هذه المراحل صعبة، لكن ليس هناك اي شيء عصي على التحقيق، فنحن لا نتحدث عن رحلة عبر الزمن، او عن رحلة الى كوكب خارج المجموعة الشمسية.
العقبة الكبرى ستكون مالية، الامر يتطلب ملايين ساعات العمل، بالتالي امكانات هائلة، مئات مليارات الدولارات، اي اكثر بمئتي مرة من ميزانية مهمة "روزيتا" الاوروبية (التي استكشفت المذنب "تشوري" وبلغت نفقاتها مليارا و400 مليون دولار")، الامر يحتاج الى تعاون عالمي.
اما مشروع الحياة على كوكب المريخ فلا شيء يعيقه، لكنه عبث من الناحية الاقتصادية، لماذا علينا ان ننفق كل هذا المال؟
ج: رواد الفضاء يمكنهم ان يكونوا اكثر فاعلية هناك من الروبوتات، الانسان يمكنه ان يحفر ليبحث عن البكتيريا (وغيرها مما قد يدل على وجود حياة) في الطبقات العميقة، وهي امور مهمة علميا، لكن اهميتها لا تبرر قيمة المال الذي سينفق لتحقيقها، بهذه الاموال يمكن ان نفعل اشياء مهمة اكثر، لكن الذهاب الى المريخ يمكن ان يكون مبررا برغبة البشرية بخوض هذه المغامرة.
هكذا كان الحال مع مهمات "ابولو"، فقد قال المستشار العلمي الرئاسي لجون كينيدي "اريد ان نحقق هذه المهمة، ليس من أجل العلم"...هكذا سيكون الحال مع المهمات المأهولة الى المريخ.
المصدر : أ.ف.ب