كلمة الإصلاح كلمة قرآنية وردت في القرآن الكريم على ألسن الأنبياء فهي مصطلح تاريخي يصلح لكل زمانٍ ومكان مثلا ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود:88]،.
والإصلاح يعني أن هناك خللاً يجب أن يعالج وقد لا يلزم تغييرا كليا ً لذلك عندما طرح الامام الحسين هذا المفهوم السياسي والثقافي طرحه من قبيل المصطلحات الإنسانية العامة الصالحة لكل مجتمع بحيث مصطلح انقلاب يعني إلغاء الآخر أما كلمة تغيير تثير حفيظة الخصم والمجتمع .
إن هذا التأكيد على الإصلاح والسير به من قبل الامام يعطي هذه العملية الأمان للوصول الى النتائج المرجوة.
من هنا فالامام عليه السلام كان يريد تحقيق الهدف الأساسي وهو الإصلاح وسعى الى النصر بشتى الطرق المتاحة والممكنة والمباحة التي تناسب مقام الامام عليه السلام.
وهذا المصطلح يستخدمه السياسيون في كل عصر وفِي كل بلدٍ الا أن الطرق والوسائل في اغلبها ملتوية الا أن الحسين كان يتمتع بهدف نبيل وطريقة شريفة للوصول الى غاية الإصلاح فعند الامام الغاية والوسيلة يلزمهما التناسق والتوافق .
فَلَو ضربنا مثلا الكل يطالب بالإصلاح والتغيير في بلدٍ كلبنان ولكن في واقع الحال لا يستطيع أحد تغيير شيئا الا بتغيير الطبقة الحاكمة والفاسدة .
بنو أمية مجموعة متسلطة فاسدة أطاحت بكل قواعد دين محمد (ص) فاضطر الامام الحسين (ع) أن يقوم بحركته المميزة.
ومن المهم التأمل ان يدرس مؤتمر منى في الحج قبل موت معاوية ابن ابي سفيان لفهم استراتيجية الامام الحسين واللافت أن هذا المؤتمر وثق بالكتابة ولَم تصل إلينا أي وثيقة أو لم يعثر علي أي ورقة تاريخية مكتوبة من هذا المؤتمر وهذا دليل أن بني أمية حاولوا محو الأخضر واليابس وكل ما يتعلق بآل محمد (ص).
فالإمام الحسين أبلغ الحاضرين بأن يسمعوا ويناقشوا ويقروا ويبلغوا قوله ويكتبوه وهذا يعتبر أول مؤتمر نقاشي يتبادل الامام فيه الأفكار ويدون نتائج مقررات المؤتمر وتنشر في الأصقاع والامصار وفِي شتى وسائل التواصل .