نشرت جريدة نيويورك تايمز الأميركية تسريبات صوتية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقاء جمعه مع ممثلين عن المعارضة السورية تناول فيها الأزمة السورية وعبر فيها بوضوح عن إستراتيجية أوباما في سوريا .
أبرز النقاط المسربة:
بحسب التسريبات فإن كيري عبر عن رفض واشنطن لشن حملة عسكرية ضد الحكومة السورية مستندا لرأي القانون الدولي في هذا الأمر.
وأضاف أن " موسكو لا تأبه بالقانون الدولي على عكس واشنطن."
لكن النقطة الأهم والأبرز التي أثارت جدلا واسعا هو ما تناوله عن حزب الله وتدخله في سوريا فرفض كيري تسليح قوى المعارضة ضد حزب الله لأن الأخير لا يتآمر ضد أميركا ولا يحاربها في سوريا بينما سلحت أميركا قوى المعارضة ضد كل من داعش والنصرة.
قضية مبهمة:
فمنذ بدء الحملة الأميركية والدولية على داعش في سوريا والعراق منذ 3 سنوات حتى الآن وتقارير تصدر يوميا عن الأسباب الغير واضحة التي تمنع أميركا من توجيه ضربات عسكرية ضد حزب الله في سوريا على الرغم من الضربات النوعية والقاسية التي تعرض لها الحزب من قبل إسرائيل.
لا شك أن أميركا لها مصالحها الخاصة وخصوصا ما يتعلق بأمنها القومي والتي تختلف في بعض الأحيان عن إسرائيل.
وهذه المصالح الخاصة زادت كثيرا في عهد أوباما الذي شهد نفورا بين نتنياهو وأوباما على رغم صفقات الأسلحة الضخمة والتي لها اعتبارات إقتصادية وتاريخية أكثر منها سياسية ، لذلك ليس من الضروري أن تحارب أميركا بدلا عن إسرائيل ضد حزب الله في هذه المنطقة التي تشكل مدى حيوي إستراتيجي لإسرائيل.
ويلحظ أيضا في الحرب السورية أن طوال فترة تدخل أميركا في سوريا لم تتعرض أي طائرة أو هدف أميركي لتهديد حقيقي من حزب الله.
لكن النقطة الأبرز لهذا التحول هو الثوب الجديد الذي بدأ يرتديه الحزب بالتخلي عن شعارات الموت لأميركا وإستبدالها بالموت لآل سعود بعد توقيع الإتفاق النووي بين أميركا وإيران وتطور العلاقات التجارية بين البلدين.
أميركا وحزب الله أو بالأحرى أميركا وإيران يلعبان بأسلوب هادىء على قاعدة :" لا تهدد مصالحي فلا أهدد مصالحك " خصوصا أن أميركا لم تضرب الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري .
إستخلاص العبر:
ما صرح به كيري يعنينا نحن كلبنانيين وخصوصا كشيعة كون الدعاية التي كان يسوق لها الحزب هي أن أميركا رأس الإرهاب وتريد التخلص منا كشيعة وتهجيرنا وظهر في التسجيلات المسربة أن كل هم أميركا البرغماتية هو أن لا تهدد مصالحها فلا تقترب منك سواء كنت شيعي بلحية أو من دونها.
والأمر الآخر أن حزب الله كان يستخدم أداة لترهيب وإسكات الأصوات الشيعية التي تعترض على سياسته فكان يسميهم ب :" شيعة السفارة الأميركية" ولكن بعد ما قاله كيري، أصبح لخصومه ولمخالفي سياسته عليه حق الإعتذار.