أعلنت رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري أن "الظروف الدقيقة والإستثنائية والمقلقة التي يعيشها وطننا الحبيب لبنان تفرض علينا أن نحدد تحدياتنا وأن نواجهها ونتوزع المسؤولية من أجل الحفاظ على إنجازاتنا الوطنية ومسيرتنا الصعبة في بناء السلم الأهلي وإعادة إنتظام الحياة الوطنية في إطار الدولة العادلة والقادرة على احتضان جميع إبنائها، دون تمييز أو إهمال أو حرمان من أي شكل كان".
وخلال مشاركته في حفل تخرج طلاب معهد صيدا الفني في باحة المعهد، أشارت إلى أنه "علينا الاعتراف بأن ما من أحد قادر على النهوض بوطننا إلا بوحدتنا وتكافلنا وتحديد مسؤولياتنا والنهوض بوطننا على أسس علمية واضحة نستطيع من خلالها وضع إستراتيجيتنا العلمية والدقيقة التي تقوم على مواءمة الإمكانيات مع الأهداف الحقيقية التي تلبي طموح أجيالنا الصاعدة وتستوعب طاقاتهم الخلاقة في كل مجال، وأن نطوي صفحة الماضي البعيد التي كانت تفاضل بين عمل وآخر وبين علم وآخر".
وأكدت أن "النهوض الوطني لا يتحقق إلا بتكافل كل الطاقات الحية وتكاملها وتطوير مهاراتها، وعلى وجه الخصوص البنية العملانية لمجتمعنا الوطني والتي أصبحت متداخلة وضرورية في كل تفاصيل حياتنا اليومية"، لافتة إلى أن "هذه البنية العملانية المميزة التي نتطلع إليها لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تكافل الإرادات والإمكانيات بين القطاع الخاص وسوق العمل وأهل التقنية والخبرة ووزارة التربية والتعليم والمديرية العامة للتعليم المهني والتقني، لتجعل من المعاهد الفنية قضية وطنية أساسية لتأمين كل أسباب النجاح والتفوق لطلاب المعاهد الفنية والمدارس المهنية لكي يعود لبنان مميزا بكل خدماته وتقنياته، وأن يكون التعليم المهني والفني على تواصل دائم مع القطاع الخاص والقطاعات المهنية والصناعية والحرفية حتى يشعر طلاب المعاهد الفنية بانتمائهم الطبيعي لسوق العمل والإنتاج".
وشددت على أن "هذه المهمة ليست بالأمر المستعصي إنما تحتاج إلى أن نمضي معا بالإتجاه السليم وأن نتوقف عن المراجعة والمساءلة لأننا في بلدنا الصغير قادرون على تحديد احتياجاتنا وأولوياتنا الحالية والمستقبلية، وخصوصا أن على رأس وزارة التربية والتعليم شخصية تربوية مميزة هي الوزير الياس بو صعب الذي يمتلك تاريخا مميزا في لبنان والمنطقة بنجاحاته التربوية وبمواصفات عالمية. وإن حضوره معنا اليوم هو تأكيد على إيمانه بهذه الرسالة التربوية وأهمية التعليم المهني والمعاهد الفنية".