كشف تسجيل مسرب لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، أثناء اجتماعه مع ممثلين لأربع منظمات إنسانية سورية، عن اعتقاده بفشل الدبلوماسية الأميركية في حل الأزمة السورية، موضحا أسباب عدم تدخل واشنطن عسكريا.
وأعرب كيري خلال الاجتماع الذي تم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تعاطفه مع مطالب السوريين أن تتدخل الولايات المتحدة عسكريا في ظل الضربات الجوية السورية والروسية ضد المدنيين.
وقال: "الأميركيون لا يوافقون على إرسال الشباب للقتال في الخارج خاصة أننا نقاتل في عدة أماكن في العالم لعقود، هذا قد يغضبكم لكنها الحقيقة، المعارضة هناك وهي تفعل ما بوسعها ونحن ندعمها".
وقال كيري: "أعتقد أن ما بين 3 إلى 4 أشخاص في الإدارة الأميركية كانوا مع فكرة التدخل العسكري لكنني فقدت الحجة. دافعت عن استخدام القوة ووقفت وأعلنت أننا ذاهبون لمهاجمة الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيماوية"، في إشارة للحديث الذي دار في البيت الأبيض قبل خطاب للرئيس باراك أوباما، قال فيه إن القوات السورية تجاوزت الخط الأحمر.
وانتقد كيري الكونغرس لفشله في دعم هذه الضربة العسكرية آنذاك، قائلا: "خلاصة القول هي أن الكونغرس رفض حتى التصويت للسماح بذلك، ولهذا فإن التدخل العسكري الجديد سيكون من الصعب تحقيقه والحصول على مواققه عليه".
وأشار الوزير إلى أن القيود القانونية الدولية والدفاعات الجوية المحلية من أهم الأسباب التي تجعل التدخل العسكري الأميركي غير مجد، وقال: "نحن نحترم القانون الدولي والروس لا يفعلون، لا يمكننا التدخل عسكريا دون قرار من مجلس الأمن وأنتم تعرفون صعوبة تمرير ذلك".
وشدد كيري على أن أي قصف جوي هجومي ضد الحكومة السورية يتطلب إخراج دفاعاته الجوية عن العمل، وهذا أمر يحتاج لعملية عسكرية شاملة مدعومة بقرار دولي، فيما التفويض الراهن محدود بضرب تنظيم "داعش" فقط.
وسأل كيري الحضور السوريين عن أي مواد فيلمية بحوزتهم عن استهداف القوافل الإغاثية ونشطاء الدفاع المدني، متضمنة طائرات روسية أو سورية تحلق في الهواء خلال قصف جوي، وسأل: "هل ثمة أحد كان موجودا في حلب خلال قصف القافلة؟ هل يمكنكم الحصول على أحد من أجل الشهادة؟"، في إشارة إلى واقعة استهداف قافلة إغاثية في حلب قبل أيام.
واقترح كيري أن يمثل اللاجؤون السوريون "يوما ما" عاملا مهما في إخراج الأسد من السلطة، إذا أتيحت لهم فرصة التصويت في انتخابات رئاسية، وقال: "الأسد يخشى ذلك، هذا ما علمناه من مصادرنا الاستخباراتية".
ورفض جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على ما قال إنها "محادثة خاصة".
يشار إلى أن الاجتماع الذي تم تسريبه كان على جدول وزير الخارجية الأميركي خلال أعمال الجمعية العامة، وقال "إنه للاستماع إلى هموم السوريين مباشرة".
سكاي نيوز عربية