رصاصة جديدة تسبّبت بكارثة، أنهت حياة شاب وحطمت آمال عائلة، بعدما استقرّت في بطن ابن بلدة عنقون عباس نبيل زيعور، فترجّل ابن الثالثة والعشرين ربيعاً عن صهوة أحلامه وطموحاته وفارق الحياة داخل مكتب والده بعد لحظات قليلة من وصوله الى عمله.
صباح الخميس وقعت الفاجعة، "ألقى عباس السلام على السكرتيرة ودخل الى المكتب، سحب المسدس عن خاصرته، وإذ برصاصة تطلق من طريق الخطأ وتصيبه فوق ذاكرته. نقل الى مستشفى الراعي في صيدا، لكنه، ويا للأسف، لم يتمكن من الصمود، غلبه الموت، سرق روحه وحرق قلب عائلته"، بحسب ما قال لـ "النهار" المقرب من العائلة حسين مرتضى كلاكش.
مع والده في المقاولات كان يعمل عباس، يلفت كلاكش "نتيجة الظروف الأمنية حمل مسدساً مرخصاً قبل ستة أشهر، لكونه يقصد المرامل في البقاع ليلاً، وذلك لحماية نفسه على الطريق إذ يعلم الجميع مخاطر التنقل تحت جناح الظلام، لكن، ويا للأسف، ما حصل لم يكن في الحسبان، فالمسدس الذي حمله لحمايته تسبّب في مقتله".
تحقيق بعد الرحيل
رحل "المطيع، الآدمي، المتديّن، القريب الى قلب كل من عرفه"، بحسب حسين، مضيفاً "كان مرتاحاً في حياته، والده أمّن له ولشقيقيه وشقيقته كل ما يحتاجون إليه. ارتبط قبل فترة بفتاة زميلته في الدراسة قبل ان ".
الشرطة القضائية حضرت الى المكان والتحقيق بحسب مصدر أمني "لا يزال مستمراً لمعرفة ملابسات ما جرى"، في حين اعتبر حسين أن ما حصل قضاء وقدر "هذه إرادة الله ولا اعتراض على حكمه، رغم أن خسارتنا كبيرة ولا تعوّض".
وضع غير منضبط
السلاح المنتشر في كل مكان حصد أرواح العديد من الناس الى الآن، أبكى آباء، أدمى قلب أمهات، ويتّم أطفالاً، سواء من طريق الخطأ أو بسبب حالات الغضب أو حتى الانتحار، "أكثر من مليون قطعة سلاح و60 ألف رخصة لحمله في لبنان. ليس ثمة منزل خال منه، بعضه مرخّص وبعضه الآخر ليس كذلك"، بحسب ما قاله العميد المتقاعد هشام جابر لـ"النهار". ويتابع "في كل الأحوال وجود السلاح خطير جداً بأيدٍ لا تحسن استعماله، واقتناؤه في المنزل يشكل خطراً على أهل البيت، اذ من الممكن ان يصل الى ايدي الأولاد او الخدم، او حتى صاحبه قد يطلق رصاصة من طريق الخطأ، أو في لحظة غضب، لا بل ليس بالضرورة ان يشد الزناد كي يطلق النار، اذ يمكن ان يؤدي تحريك المسدس الملقن بقوة الى انطلاق رصاصة وحصول فاجعة".
شروط مطلوبة
"يحتوي السلاح على خزان للرصاص وحجرة، عند تلقينه تصبح الرصاصة جاهزة للانطلاق، التي لا تخرج الا اذا ضغط على الزناد او تلقى السلاح ضربة قوية، اما اذا كان غير ملقن فهو لا يشكل خطراً"، بحسب جابر الذي طالب الدولة بإصدار قانون معجل مكرّر لضبط السلاح.
وقال: "يجب ان يستند الترخيص الى معطيات معينة، منها الحالة النفسية والجسدية لحامله، إضافة الى الحصول على رخصة اقتناء. نعم من حق كل لبناني ان يقتني سلاحاً في منزله، مسدساً كان أو بندقية، ضمن شروط يحددها القانون كأن يكون مقتنيه على قدر من الثقة كي لا يقع السلاح بأيدي الأطفال والقُصّر والخدم".
المصدر: "النهار"