أظهرت دراسة جديدة نُشرت في دورية Psychoneuroendocrinology للدراسات النفسية والعصبية أن كثرة الأصدقاء على صفحات المراهقين في "فيسبوك" تتسبب في خلل هرموني، وذلك من خلال زيادة نسبة هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر والإجهاد.
وقالت سونيا لوبيان أستاذة الطب النفسي في جامعة مونتريال والمشاركة في الدراسة، "أحد أهم مسببات ارتفاع هذا الهرمون هو كثرة الأصدقاء على فيسبوك".
يأتي ذلك بينما يبدي أكثر من 95% من المراهقين في العالم اهتماماً كبيراً بالشبكات الاجتماعية، خاصةً "فيسبوك" الذي يلعب دوراً هاماً في كيفية تواصلهم في حياتهم الاجتماعية، وفق ما نشره موقع Vocativ الأميركي.
وكانت دراسات سابقة وجدت أن التواصل المتكرر على الشبكات الاجتماعية لا يؤثر على ارتفاع هرمونات التوتر، وذلك رغم أن دراسة واحدة على الأقل أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم قدر قليل من احترام الذات يميلون إلى أن يكونوا أكثر قلقاً بشأن ما ينشره الآخرون عنهم على فيسبوك.
ولكن الآن تؤكد لوبيان وفريقها للمرة الأولى بأن سلوكيات معينة على "فيسبوك" تنبئ بمستويات عالية من الاجهاد لدى المراهقين.
وشملت الدراسة التي أجرتها لوبيان وفريقها 88 مراهقاً بين عمر الـ12 و17 تم سؤالهم: كم مرة تستخدم فيسبوك؟ كم هو عدد أصدقاؤك على الشبكات الاجتماعية؟ كم مرة يضعون إعجاباً؟ وكم مرة يقومون بنشر منشورات بأنفسهم؟
ومن ثم جمع الفريق هذه الاستبيانات المكررة 4 مرات يومياً على مدى 3 أيام مع قياس نسبة هرمون الكورتيزول في كل مرة.
الباحثون لم يجدوا ارتباطاً كبيراً بين ارتفاع الهرمون وعدد الإعجابات أو المنشورات، لكنهم وجدوا ارتباطاً شديداً بين ارتفاع هذا الهرمون وعدد الأصدقاء على فيسبوك.
فأولئك الذين تجاوز عدد أصدقائهم الـ 300، لديهم نسب عالية جداً من هرمون الكورتيزول ولديهم توتر واضح في سلوكهم.
وبحسب لوبيان، فإن الدراسة تؤكد أن كثرة الأصدقاء للمراهقين على "فيسبوك" تفرز نسب عالية من هذا الهرمون بشكل يومي.
ووفقاً لـVocativ، يمثل ذلك مثاراً للقلق، سيما أن زيادة نسبة هذا الهرمون اليومية عند مراهق في عمر الـ13 تزيد من من خطر إصابته بالاكتئاب بنسبة 40% في عمر الـ 16.
ولكن لا يعني ذلك أنه يجب على الآباء التسلل لأجهزة أولادهم وإزالة العديد من الأصدقاء كما تقول لوبيان، ولكن عليهم مناقشة أولادهم هل نحن بحاجة بالفعل لكل هؤلاء الأصدقاء في العالم الافتراضي؟؟