كشفت دراسة جديدة أن "5 في المئة من البشر مبرمجون وراثياً لأن يشيخوا أسرع ويموتوا أبكر من الآخرين"، إذ توصل علماء في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس،
إلى أوضح دليل حتى الآن، وهو أن لكلّ فردٍ ساعته الداخلية، التي تتحرك عقاربها بإيقاعٍ يختلف عن الآخرين. ويعني ذلك أن خطر الموت المبكر يزيد عند بعض الأفراد بنسبة 50 في المئة على الآخرين، بصرف النظر عما يدخنون أو يشربون أو يأكلون. ويمكن أن تفسّر الدراسة لماذا يموت البعض قبل الأوان، رغم أنهم يعيشون حياة مريحة خالية من التوترات والضغوط النفسية، ويمارسون النشاط البدني ويتبعون نظاماً غذائياً صحياً.
وأشاد خبراء بالاكتشاف، واعتبروه "إختراقاً علمياً يمكن أن يؤدي ذات يوم إلى طرق تبطئ عملية الشيخوخة".
وقال ستيف هوفارث، رئيس فريق الباحثين الذين أجروا الدراسة، "أن نمط الحياة الصحي قد يساعد في إطالة العمر، ولكن عملية شيخوختنا المتأصلة فينا تمنعنا من خداع الموت الى الأبد". وقام فريق الباحثين بتحليل المادة الوراثية في عينات من دم أكثر من 13 الف شخص في الولايات المتحدة وأوروبا، ثم حساب معدل شيخوخة كل فرد باستخدام ساعة صمَّمها رئيس الفريق هوفارث خصيصاً لهذا الغرض.
وأخذ العلماء بيانات من ما تسمى بالساعة "التخلقية"، التي تمثل العمر "البيولوجي" لكل شخصٍ، وقارنوا هذه البيانات بالعمر الحقيقي، لحساب متوسط العمر الذي من المتوقع عيشه. وفوجىء العلماء بايجادهم بعض الأشخاص، بمن فيهم أشخاص أصحاء متعافون، بإمكانية موتهم في سن أصغر من أقرانهم، بيولوجياً. فقد كان معدل الشيخوخة أسرع بين 5 في المئة من المتطوعين البالغ عددهم 13 الف شخص، متسبباً في زيادة احتمالات إصابتهم بمرض يؤدي الى موتهم المبكر بنسبة 50 في المئة مقارنة مع الآخرين. ونقلت صحيفة "الديلي ميل" عن الدكتور ثميستوكليس اسيميس، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة ستانفورد الذي شارك في البحث، أنه "ليس معروفاً حتى الآن لماذا وكيف تحدد هذه الساعة الداخلية زمن حياتنا". وسأل أسيميس: "هل أن التغيرات التخلقية المرتبطة بالشيخوخة الزمنية سبب مباشر لموت كبار السن؟ وهل انها تزيد احتمالات الاصابة بأمراض معينة أو تشل قدرة المرء على مقاومة استفحال المرض بعد حدوث الاصابة؟". وأضاف: "ان المطلوب مزيد من البحث للاجابة عن هذه الأسئلة".
من جهته، قال الدكتور هورفاث "ان نتائج الدراسة بصرف النظر عن ذلك، تقدم أدلة حاسمة على كيف نستطيع ان نبقي سكاننا الذين يتقدم بهم العمر شباباً فترة أطول، ويجب أن نجد تدخلات طبية تطيل العيش الصحي من 5 إلى 20 عاماً إضافياً". وأشار رئيس فريق الباحثين الى "ان الساعة التخلقية تمكّن العلماء من ان يقيموا بسرعة تأثير العلاجات المضادة للشيخوخة في غضون ثلاثة سنوات فقط".
(إيلاف)