علم أن وزير الصحة وائل أبو فاعور عقد اجتماعا صباح أمس مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وهو الاجتماع الثاني الذي يعقده معه خلال 48 ساعة وذلك بعد عودة الاخير من المملكة العربية السعودية، وأطلع أبو فاعور الرئيس سلام على آخر الاتصالات التي تجري على صعيد ملء الشغور الرئاسي، كذلك على نتائج اجتماع الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط الذي عقد مساء أمس الاول في بيت الوسط وموقف جنبلاط من طروحات الحريري.
ورد أبو فاعور على سؤال حول ما اذا كان لا يزال محتارا أو انه أصبح مختارا أجاب قائلا "المهم المختارة ليست محتاره".
بعد ذلك التقى أبو فاعور الرئيس الحريري واستكمل معه البحث في آخر المستجدات والتطورات الرئاسية، ثم زار على الأثر رئيس المجلس نبيه بري.
وعلم أن الامور لا زالت معقدة وصعبة، وهي بحاجة الى المزيد من الاتصالات والمشاورات لتظهر النتائج، وأكدت المصادر أن لا شيء محسوماً أو ملموساً حتى الساعة بالنسبة الى الخيارات المتعددة المطروحة لا سيما من قبل الرئيس الحريري.
ولفتت المصادر الى أن تعدد واختلاف آراء القادة السياسيين في البلد هي التي تعرقل الطروحات باعتبار أنه ليس هناك من تسوية واحدة ترضي الجميع في ظل تمسكهم بمواقفهم، وأشارت الى أنها ليست المرة الاولى التي يقوم بها الحريري بإجراء مشاورات وإتصالات لكسر الجمود في الملف الرئاسي ليعود ويصبح من أولويات الملفات الذي شهد جمودا في الفترة الاخيرة، وذكّرت المصادر بمحاولات الحريري السابقة لإخراج الأزمة من عنق الزجاجة من خلال المبادرات التي أطلقها وهو لن ييأس بالقيام بأي عمل يمكن الوصول من خلاله الى نتيجة إيجابية في هذا الملف.
في المقابل، اشادت مصادر نيابية في "التيار الوطني الحر" بمواقف الرئيس الحريري الأخيرة، واعتبرت أن لديه مشروعاً وطنياً وأملت تظهير طرحه في وقت قريب، متوقعة أن يكون إيجابيا، ورأت المصادر أن ما يفكر به رئيس «تيار المستقبل» منطقي وصحيح وهو يريد الخير للبلد ومصلحتها، والخيار الذي قد يعلنه علنا بدعمه للعماد ميشال عون سيبرهن عن ذلك، واعتبرت المصادر أن خيار التغيير الذي سيتبعه الحريري هو الخيار الذي يمكن أن ينقذ البلد.
وانتقدت المصادر موقف رئيس المجلس حيال موضوع ترشيح عون، واعتبرت أن الرئيس بري يريد أن يبقى وحده حاكم البلد وهو يرفض سياسة تغيير الواقع اللبناني الى الأفضل بل يريد بقاء الوضع على ما هو عليه ويريد المساومات على ملفات أساسية وهامة كملف النفط.
ورأت أن السلة التي يتحدث عنها الرئيس بري ليست الا لعرقلة الحلول ولوضع العصي في الدواليب رغم أهمية الامور التي تضمنها هذه السلة.
وأملت المصادر ان يشكل العماد عون في حال وصوله الى سدة الرئاسة الاولى ثنائياً ناجحاً وتغييرياً مع الرئيس الحريري، وقالت المصادر عندما أقتنع الحريري بالعماد عون وجد وللاسف من لا يريد إنقاذ البلد وانتقاله نحو الأفضل. وأبدت المصادر انزعاجها من تغريدة النائب سليمان فرنجية والتي جاءت بمثابة تحذير للحريري من اختياره العماد عون كرئيس قوي للجمهورية.
وفي معلومات أن الوزير ميشال فرعون الذي زار الرئيس الحريري نقل اليه أجواء اللقاء الاخير الذي جمعه بالعماد عون.
مصادر وزارية اعتبرت أن لا مانع من الاتيان بالعماد عون رئيسا والرئيس الحريري رئيسا للحكومة مذكرا بالازدهار والانتعاش الذي شهده لبنان خلال حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس أميل لحود ووصفتها بأنها من أنجح الحكومات رغم الاختلاف والخلاف الذي كان بين الرجلين.
ولكن المصادر استبعدت أن يكون الحريري هو رئيس حكومة العهد الاولى لأن الحكومة المقبلة التي ستأتي في حال أنتخب رئيس للجمهورية ستكون حكومة انتخابات نيابية وعمرها لن يكون طويلا، وهذا الامر لن ينطبق على ما يمكن أن تكون عليه حكومة الحريري الذي من المتوقع أن يشكل حكومة قوية بعد إجراء الانتخابات النيابية.
من ناحية ثانية، استبعدت المصادر أن يدعو سلام مجلس الوزراء الى جلسة في وقت قريب، واعتبرت ان تعليق الجلسات في المرحلة الراهنة أفضل للبلد.