هل قضي الأمر، وفقد النائب ميشال عون فرصة لاحت لايام، بعد تحضيرات لاشهر، من أن الانتقال من الرابية إلى بعبدا بات مسألة وقت؟
أهمية هذا السؤال انه يأتي وفي ثناياه أجوبة، قبل توجه الرئيس سعد الحريري إلى الرابية، في غضون الـ48 ساعة المقبلة، حيث ان لقاءه مع النائب عون، من المتوقع ان يسبقه لقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع العائد لتوه من رحلة خاصة إلى الخارج، رافقته فيها زوجته النائب ستريدا جعجع.
اما مبررات هذا التساؤل فهي تكمن في المعطيات التالية:
1- ما نقل عن الرئيس نبيه برّي وعن عدد من نواب كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها ان عين التينة ترفع لا كبيرة وفي وجه وصول عون إلى الرئاسة الأوّلى، ولا حاجة بالتالي لا للكلام على السلة أو استئناف الحوار، أو التمديد للمجلس وشرعيته وقانونيته.
وهذا الموقف، سمعه النائب وليد جنبلاط، وربما يكون سمعه أيضاً الرئيس الحريري الذي زار مساءً مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وبعد التقاط الصورة في الاجتماع الذي شارك فيه وزير المال علي حسن خليل بوصفه المعاون السياسي للرئيس برّي ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، بصفته المؤتمن على أسرار «بيت الوسط».
2- استعانة النائب جنبلاط بأغنية الزمن الجميل الفيروزية للهروب من عبء إعلان موقف صريح وواضح من ترشيح عون، فإذا به يغرد قبل ان يسافر إلى الخارج مستعيناً بفيلم فيروز «سفر برلك» وجاء في حرفية التغريدة: «صار بدها سفر على قول فيروز في سفر برلك».
ومغزى التغريدة واضح في حدّ ذاته، بعد يوم مكوكي طويل لوزير الصحة وائل أبو فاعور بين عين التينة و«بيت الوسط» والسراي، كانت خاتمته بين الرئيسين برّي والحريري لقاءً وعشاءً.
وكان الوزير أبو فاعور قال لـ«اللواء» في السراي رداً على سؤال حول ما إذا كان ما يزال محتاراً أو انه أصبح محتاراً «المهم ان المختارة ليست محتارة».
ونقل عن جنبلاط قوله للرئيس الحريري عندما التقاه مساء أمس الأوّل في «بيت الوسط» نصيحة مؤداها: «لا تجعل أحداً يأخذك لا باتجاه التطرف ولا باتجاه الانهزام»، وهي عبارة توحي ان الأمور ما زالت معقدة وصعبة، وهي بحاجة إلى مزيد من الاتصالات والمشاورات لتظهير النتائج.
وفي هذا السياق، استبعد مصدر وزاري لـ«اللواء» الوصول إلى توافق حول الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب، معتبراً ان حركة الرئيس الحريري في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي جدية، لكن طريقها ما تزال غير سالكة نظراً لوعورتها.
ولفت هذا المصدر إلى ان لا معطيات محلية أو إقليمية أو دولية توحي بإمكانية انتخاب رئيس في هذه المرحلة، مشيراً إلى ان ما يحصل اليوم ما زال مجرّد سعي لمعالجة هذا الملف، غير ان السؤال الذي يطرح هو: هل عاد لبنان ليكون أولوية على أجندة بعض الدول المعنية بالملف اللبناني؟
«حزب الله»
3- المواقف حمالة الأوجه التي أطلقها نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في ما خص جولة المشاورات الجارية ومسارها، فالشيخ قاسم تحدث عن «جماعة الكذب السياسي» وعن ان بعض الشخصيات والقوى السياسية في لبنان «حاولت إثارة الفتن والبلبلة»، مشيراً إلى ان « الفتن لا تنتج حلولاً»، مؤكداً ان «حزب الله» «يدعم الحوار كطريقة لمعالجة مشاكل الازمة»، وأن «قواعد عمل الحزب في هذه المرحلة هي للاستقرار الامني وتعطيل الفتن»، مؤكداً «اننا سنواجه ونستمر في سوريا ولو طال الزمن»، مطالباً بكف ما اسماه «ايدي اللاعبين الدوليين والاقليميين عن التدخل بشؤون لبنان وتقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى نتيجة ايجابية».
وفي موقف، يظهر تضامناً مع التيار العوني، عزا النائب رعد الكثير من الأزمات إلى ما وصفه «بالاحساس بانتقاص الشراكة الوطنية»، مطالباً «بإيجاد حل داخلي «ودعم انتظار الخارج» فالتسوية في لبنان آخر التسويات التي يمكن ان تحصل في المنطقة»، متسائلاً: «لماذا يتم تعطيل هيئة الحوار الوطني، ولحساب من ولماذا تعطل الحكومة وأين مصالح النّاس والمجلس النيابي؟»، مؤكداً رفضه المثالثة وتمسك الحزب بالمناصفة والشراكة الوطنية.
وتبدي أوساط «حزب الله» تفاؤلاً حذراً من المشاورات الجارية، رغم ان الأجواء ما تزال ضبابية، وأن انتخاب النائب عون ما تزال دونه عقبات، وأن ثمة انتظاراً للموقفين الإقليمي والدولي.
وتكشف هذه الأوساط عن حركة اتصال ناشطة بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري تؤكد المضي بترشيح عون والسعي لمعالجة المطبات.
«بيت الوسط»
4- في بيت الوسط، وعلى صعيد كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها الأخير، ما زال الترقب سيّد الموقف، ولا تنفك المصادر النيابية المقربة من الرئيس الحريري من التأكيد ان حركة رئيس تيّار «المستقبل» احدثت صدمة إيجابية في الوسطين السياسي والاقتصادي، وأوقفت موجة التهديدات في الشارع، سواء النقابية أو الاقتصادية أو حتى السياسية وحركت المياه الراكدة على صعيد الاستحقاق الرئاسي.
واستدركت هذه المصادر، إلا أن هذا لا يعني أن موضوع التوافق على مرشّح ما قد حُسم، لكن حركة الاتصالات مستمرة، ودعت إلى أخذ مواقف كل من الرئيس برّي والنائبين جنبلاط وفرنجية فضلاً عن موقف حزب الكتائب بعين الاعتبار، متسائلاً عن أي خيار بديل يمكن أن يُعيد محركات البحث الرئاسي إلى الواجهة.
واعتبرت هذه المصادر أن وضع خيار عون على الطاولة يدل على حُسن نيّة وتوجّه جدي لإنقاذ البلد.
وفي هذا الإطار، قال مصدر سياسي أن تغريدة النائب فرنجية الموجهة للرئيس الحريري لم تكن في محلّها، فالرئيس الحريري قال لا مانع من وصول عون إلى الرئاسة الأولى ولم يطلب من أحد تبنّي خياراته.
«المردة»
5- في بنشعي، تمضي ماكينة «المردة» في تظهير موقف تيارها من اللقاء مع الرئيس الحريري والخيارات المستجدة، في ضوء طرح تبنّي عون للرئاسة.
وزير الثقافة روني عريجي، جدّد التأكيد في مقابلة مع محطة L.B.C ليل أمس أن النائب فرنجية لم يلمس نيّة لدى الرئيس الحريري لوقف دعمه للرئاسة الأولى، مضيفاً: «الإنطباع لدينا أن الرجل (في إشارة إلى الحريري) لم يخرج منا، وأن فرنجية مستمر بترشيحه، وهو لن ينسحب إلا في حالة واحدة حدوث إجماع وطني حول شخصية أخرى»، معرباً عن اعتقاده بأن خيار «المردة» هو المعارضة في حال وصول عون إلى بعبدا.
وروى ثقاة أن الرئيس الحريري بادر فرنجية في بنشعي قائلاً بأن ترشيح عون بات وارداً بعد أشهر من ترشيحك الذي لم يُكتب له النجاح.
وحول ما قصده فرنجية من إعادة عون 28 عاماً إلى الوراء، قالت مصادر في «المردة» أن تغريدته أُسيء فهمها، وأن من فسّرها عن طريق الخطأ أغفل ما حصل في عام 1988، عندما دخلت القوات اللبنانية الى مناطق نفوذ الرئيس أمين الجميّل في المتن واضطراره إلى مغادرة لبنان من دون أن يدافع عنه العماد عون الذي كان رئيساً للحكومة العسكرية وقائداً للجيش اللبناني.
الرابية
6- تضرب أوساط الرابية الأسبوع المقبل محطة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مشيرة إلى أن العقبات لا تقف عند السلة أو عند الضمانات أو عند «فوبيا» وصول عون إلى الرئاسة الأولى، فهي تبدو متأرجحة بين خيارين: إمّا أن يُنتخب عون أو التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، مع غمز من قناة «حزب الله» الذي لم يحرّك ساكناً بعد لنزع فتيل ممانعة برّي لانتخاب عون.
وتجاهر المصادر النيابية في «التيار الوطني الحر» بقناعته بأن الرئيس الحريري صادق التوجّه ولديه رغبة أكيدة بإنهاء الشغور الرئاسي، بما يتناسب مع وصول شخصية تمثّل المسيحيين على حدّ تعبير المصادر، التي قالت أن لدى الرئيس الحريري مشروعاً وطنياً، وأن خياره الآن يمثّل خشبة خلاص البلد.
وانتقدت المصادر موقف رئيس المجلس حيال موضوع ترشيح عون، واعتبرت أن الرئيس برّي يريد أن يبقى وحده حاكم البلد وهو يرفض سياسة تغيير الواقع اللبناني إلى الأفضل بل يريد بقاء الوضع على ما هو عليه ويريد المساومات على ملفات أساسية وهامّة كملف النفط.
ورأت أن السلة التي يتحدث عنها الرئيس برّي ليست إلا لعرقلة الحلول ولوضع العصي في الدواليب رغم أهمية الأمور التي تتضمنها هذه السلة.
ومع ذلك، عاد التيار العوني إلى تفعيل لجان التحرّك على الأرض، ولكن ليس على قاعدة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث اكتفى التيار ببيان وصف فيه قرار وزير الدفاع سمير مقبل بتأجيل تسريح قهوجي بأنه مخالفة فاضحة لكل القوانين، وأن قرار مقبل غير شرعي وغير قانوني ولا يخدم المؤسسة العسكرية، وأن التيار لن يسكت عن التمادي في تجاوز القوانين ولو بقي وحيداً، بل على خلفية عدم وصول عون إلى بعبدا والذي يستعد لإطلاق خطاب ناري في 15 تشرين أول، في ذروة التصعيد السياسي، وعلى «اللهم إني بلّغت».
اللواء : المأزق: عون يكاد يفقد الفرصة.. والشارع ورقة محروقة الحريري في عين التينة قبل الرابية .. وجنبلاط يُغرّد «فيروزيات» ويستعد للسفر!
اللواء : المأزق: عون يكاد يفقد الفرصة.. والشارع ورقة محروقة...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
500
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro