إذا كان التنافس بين حركة أمل وحزب الله على أرض الجنوب هو أمر ممدوح ومطلوب، شرط أن يكون هذا التنافس بخدمة الناس وتأمين مصالحهم والسهر على متطلباتهم وحاجاتهم وضرورياتهم المفقودة، لا أن يقتصر على قشور الأمور وسخافاتها، لأنه حينئذ يصبح التنافس ممجوجًا ومقرفًا ولا يجدي إلا المزيد من إنفضاض الناس عنهما.
نشهد في الجنوب هذه الأيام ظاهرة غريبة عجيبة تقوم بها حركة أمل بشكل خاص لم تعودنا على مثلها في السابق، عبر التجهيز لمراسيم " كرنفال " عاشوراء، فلم يبقى على الطرقات وفي الساحات عمود ولا جدار ولا مسجد ولا حسينية ولا شجرة ولا حجر ولا عصفور ولا سيارة ولاسماء ولا شمس ولا قمر ولا هواء، إلا وتسربل بالخِرَق واليافطات السوداء !! حتى بدا وكأن حركة أمل تكفّن الجنوب وأهل الجنوب بالأسود.
نحن مع حركة أمل بالسعي لنزع " لواء " التشيع والشيعة وإحياء المراسم من يد حزب الله ولكن ليس إلى درجة أن تخنق سمانا بهذا اللواء، لأنه على رأي المثل : " الشي متى ما زاد نقص".