مرّت الجلسة الـ45، كما كان متوقّعاً، من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية مُسقطة كل التكهنات والتسريبات والحسابات، وكل ما بقي منها ترددات حركة الرئيس سعد الحريري المستمرة منذ عودته إلى لبنان، وكان آخرها لقاء مع رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، فيما ضرب رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً جديداً لجلسة إنتخابية في 31 تشرين الأول المقبل. هكذا يكون بري أعطى فسحة زمنيّة لجميع المكوّنات السياسية وخصوصاً الحريري لإنضاج التسوية أو التأكّد من عقمها، ولا سيما انّ المعوقات لا تزال منصوبة في درب التفاهم بين الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون، مع مواقف غامضة من بري ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وخلفهما «حزب الله»، محورها شرط «السلّة» التي قد تكون قنبلة موقوتة هدفها إطاحة حركة الحريري الإنفتاحية.
رحلة الألف ميل التي بدأها الحريري منذ أيام مستمرة ولم يحبطها الإخفاق بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الأمس التي برزت فيها مواقف متناقضة يمكن أن تختصر المشهد الغامض الذي تمرّ به الحياة السياسية اللبنانية في ظل أفق إقليمي مسدود.
ولعلّ أبرز ما طبعها هو مشاركة النائب اسطفان الدويهي من كتلة «لبنان الحرّ الموحّد» للمرة الأولى. وتزامنَ ذلك مع هجوم شنّه فرنجية على عون عبر تغريدة له عبر «تويتر» أرفَقها بهاشتاغ: «للتاريخ»، إعتبر فيها أنه «إذا اتفق الرئيس سعد الحريري مع العماد ميشال عون وسَمّاه لرئاسة الجمهورية، فهو سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس أمين الجميّل عون رئيساً للحكومة سنة ١٩٨٨».
وأثارت تغريدة فرنجية استغراب اوساط سياسية، ورفضت الرابية السجال مع بنشعي، واكتفى بعض المطّلعين على أجوائها بالقول لـ«الجمهورية»: انّ أحد أوجه الحراك الحاصل حالياً انه ظَهّر المواقف على حقيقتها»، مشيرين الى انّ فرنجية «حرّ وهذا رأيه».
لكنّ أوساطا في تيار «المستقبل» أبدَت امتعاضها حيال تصريح فرنجية، وقالت لـ«الجمهورية»: اذا كان لديه مشكلة مع عون فليتوجّه اليه مباشرة من دون التوجّه باللوم والانتقاد إلى سعد الحريري الذي لم يُبد حياله إلّا كل إيجابية واحترام».
وتساءلت: «لماذا تصويب السهام على الحريري؟ وهل تكون الجهة التي تقف خلف فرنجية هي «حزب الله؟»، لافتة إلى انه في وقت يتمادى «الحزب» في اتهام الحريري بوَضع المعوقات أمام إتمام الاستحقاق الرئاسي في عدم انتخاب عون رئيساً، تراه يعمل على توزيع الأدوار بين بري وفرنجية لإشاعة أجواء من التصعيد لا يمكن أن يقوما بها من دون غطاء «الحزب».
«المردة»
امّا اوساط «المردة» فأكدت لـ«الجمهورية» ردّاً على سؤال حول «تويتر» فرنجية، انّ «من حق فرنجية الطبيعي كونه مرشحاً رئاسياً، ان يدافع عن ترشيحه ضمن إطار التنافس الديموقراطي، وهو مرشح للرئاسة والعماد عون مرشح للرئاسة».
ولفتت الى انّ الحريري لم يبلّغ فرنجية «انه عدل عن مبادرته تأييد ترشيحه كما انه لم يعلن دعمه ترشيح عون. وبطبيعة الحال فإنّ ترشيح فرنجية لا يزال هو الأقوى ويشكّل القاسم المشترك الذي يرضي الجميع خصوصاً المسيحيين لجهة إشراكهم في القرار السياسي استناداً الى ما تمّ التوافق عليه في بكركي بين الاقطاب الموارنة الاربعة، فيما تبيّن منذ سنتين ونصف السنة انّ وصول عون الى الرئاسة يصطدم بعراقيل جمّة من الصعوبة بمكان حلّها، وما العاصفة السياسية المُثارة اليوم سوى دليل على ذلك».
برّي
وكان برّي أبدى امس استعداده لتقريب موعد جلسة الانتخاب إذا تمّ التفاهم على الرئاسة، وربط الحل بوجود سلّة تفاهمات عامة مكرراً موقفه المعروف بأنّ الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحلّ المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية، وقال: «ليس لديّ شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة».
الحريري
وواصل الحريري مشاوراته الرئاسية، فاستقبل مساء امس في «بيت الوسط» جنبلاط، في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور والدكتور غطاس خوري، وجرى عرض التطورات السياسية الراهنة، واستكمل البحث إلى مأدبة عشاء. بعدها، نشر الحريري عبر حسابه على «تويتر» صورة تجمعه بجنبلاط وأرفقها بعبارة: «مين قال زعلانين؟».
وعلمت «الجمهورية» انّ اجواء اللقاء كانت ايجابية وسادها مصارحة تامّة بين الحريري وجنبلاط الذي حَذّره من خطورة الإقدام على خطوة متسرّعة تولّد ردات فعل غير محسوبة، كما نصحه ان تكون الاولوية للمناخ الشعبي وقراءة الواقع على الارض ومدى تَقبّل الشارع هذه التسوية. وتمّ الاتفاق على ان تبقى المشاورات مفتوحة بموازاة استكمال الحريري جولته على باقي القوى السياسية.
وكان الحريري زار الجميّل في الصيفي وبحث معه في «الاستحقاق الرئاسي والاحتمالات الممكنة للخروج من الأزمة القائمة». وبعدها توجّه المجتمعون الى بكفيا حيث تناولوا طعام الغداء الى مائدة الرئيس أمين الجميّل، واستُكملت المباحثات في حضور النائب إيلي ماروني والأمين العام للحزب رفيق غانم.
ماروني
وأكد ماروني لـ«الجمهورية» أنّ اللقاء استعرض كلّ جوانب الأزمة، ودام نحو 4 ساعات، وطرحنا ماذا يجري وما هي الحلول وما سلبيّات كلّ حلّ وإيجابيّاته، وناقشنا ترشيح النائب سليمان فرنجية، من ثمّ تبنّي ترشيح العماد ميشال عون، وصولاً الى إمكان طرح مرشّح ثالث وفاقي بغية إنهاء الشغور الرئاسي»، مضيفاً: «كان للرئيس الجميّل مطالعته الخاصة، ورأيه في كل المسائل المطروحة».
وأوضح ماروني أنّ «الكتائب ليست ضدّ ترشيح أحد أو تضع فيتو على أي إسم ومن ضمنهم ميشال عون، وهناك وقت مُتبقٍّ لجلسة 31 تشرين الأول، لذلك قرّرنا درس الخيارات وأبقينا اجتماعات المجلس السياسي مفتوحة لاتخاذ الموقف النهائي، وقد أكّدنا للرئيس الحريري متانة التحالف بيننا، وأنه سيكون لنا موقفنا الخاص لكنّنا لن نقف عائقاً في وجه أيّ مبادرة إنقاذية، على رغم أننا لا نختار الرئيس على أساس الصداقات الشخصية إنما على أساس ثوابتنا والتزامه المبادئ التي نؤمن بها».
ونفى ماروني أن يكون اللقاء تطرّق الى قانون الإنتخاب، «بل ركّز على الأزمة السياسية التي تضرب البلاد بفِعل عدم انتخاب رئيس»، مشدداً على أنّ «الأجواء مع الحريري كانت إيجابية جداً، ولن نغلق الباب على أيّ خيار ممكن، فكلّ ما يهمّ الكتائب هو إعادة عمل المؤسسات، ومنع انهيار الدولة لأنّ الوضع الإجتماعي والاقتصادي والأمني لا يتحمّل مزيداً من الانتظار».
مصادر كتائبية
وقالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» انّ الحريري لم يقدّم اي مبادرة نهائية وثابتة وعَبّر عن النية بالإسراع في الإستحقاق الرئاسي مهما كانت العُقد مستعصية، وأكّد ضرورة تجاوز هذا الإستحقاق ليستعيد البلد عافيته وحيويته.
واضافت المصادر انّ الحريري لم يبلغ قيادة الكتائب بأيّ من الخيارت النهائية والثابتة، وانه ما زال يجهد لفَكفكة العقد، ومستعد لأيّ خطوة او مبادرة تنهي الشغور الرئاسي ويحتاج الى من يلاقيه في وسط الطريق فالطروحات من جانب واحد لم ولن تصل الى أيّ نتيجة ايجابية.
ولفتت إلى انه لم يتخذ بعد أيّ قرار، ولذلك فإنّ تأييد ترشيحه فرنجية ما زال قائماً وهما يتعاونان مع قيادات سياسية ووطنية للعبور بالإستحقاق، مشيرة الى انّ خيار مرشّح ثالث قد يكون من الخيارات التي تريح البلد في ظل التجاذبات والإصطفافات الحادة.
وأوضحت المصادر انّ الوصول الى هذه المعادلة مَردّه الى الترشيحات التي «كَربَجت» البلد، فلا ترشيحه لفرنجية شكّل حلاً ولا إصرار «حزب الله» على عون يؤدي إلى انتخاب الرئيس العتيد في ظل وجود قرار نواب الحزب القاضي بالمقاطعة الشاملة للجلسات الخمس والأربعين التي عقدت الى اليوم.
من جهته ابلغ الجميّل الحريري انّ الحزب سيواظب على المشاركة في جلسات الإنتخاب ايّاً كانت الظروف المحيطة بأيّ جلسة، لكنه لن ينتخب من لم يحمل مشروعاً سيادياً واضحاً وصريحاً وبالتحديد لن ينتخب لا عون ولا فرنجية وسيكون اوّل من يهنىء الفائز منهما.
وشدد الجميّل على أهمية ان نقنع جميع الكتل النيابية المقاطعة جلسات الانتخاب بالحضور الى المجلس، ولنَحتكم الى ما يقوله الدستور وننتخب، ومن ينال الأكثرية من المرشحين نُواكبه او نلاقيه الى بعبدا ونكون الى جانبه ايّاً كان، شرط ان يكون منتخباً بالوسائل السياسية والديموقراطية فلا يُصار الى فرض ايّ مرشح أيّاً كان.
سعيد
وفي المواقف من الحراك الجاري، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: انّ «حزب الله» لا يريد انتخاب رئيس جمهورية وهم يهوّلون علينا بميشال عون لكي يجرّوا الرئيس الحريري الى السلّة التي يريدها الرئيس بري، لأنّ الحزب لا يريد رئاسة الجمهورية فقط بل يريد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وقائد الجيش وقائد الدرك ومدير المخابرات وقانون الانتخابات، ويريد شاويش قرطبا وقاضي الجديدة. باختصار، الحزب يريد كلّ الجمهورية».
«14 آذار»
واستبعد مصدر قيادي في 14 آذار وصول العماد عون الى قصر بعبدا، واكد لـ«الجمهورية» انّ الورقة الرئاسية ليست في يد الرئيس الحريري بل في يد «حزب الله» ومن خلفه إيران، التي تحتفظ بها ضمن مجموعة أوراقها في اليمن وسوريا والعراق لتحسين مفاوضاتها مع الادارة الاميركية الجديدة، واعتبر انّ كل ما يحدث راهناً هو لتحميل الحريري في النهاية مسؤولية الشغور الرئاسي. وإذ توقّف عند موقف النائب سليمان فرنجية الرافض الانسحاب من السباق الرئاسي، أكّد انّ «حزب الله» لا يريد إنجاز هذا الاستحقاق.
«8 آذار»
وفي غياب ايّ موقف لـ«حزب الله» ممّا يجري، أوضح مصدر في فريق 8 آذار لـ«الجمهورية» انّ الحريري ابلغ عون موافقته على تأييد ترشيحه وأبلغ فرنجية بشكل غير مباشر انّ مبادرته وصلت الى طريق مسدود ويجب التفتيش عن بدائل، لكن من الواضح من بيان كتلة المستقبل امس الاول أنه اختار عون.
وتوقّع المصدر مبادرات من الحريري باتجاه بري ومبادرات من عون باتجاه بري، مشيراً الى انّ الوقت الفاصل عن جلسة انتخاب الرئيس الـ46 هو وقت التفاوض.
ولعلّ أبرز ما طبعها هو مشاركة النائب اسطفان الدويهي من كتلة «لبنان الحرّ الموحّد» للمرة الأولى. وتزامنَ ذلك مع هجوم شنّه فرنجية على عون عبر تغريدة له عبر «تويتر» أرفَقها بهاشتاغ: «للتاريخ»، إعتبر فيها أنه «إذا اتفق الرئيس سعد الحريري مع العماد ميشال عون وسَمّاه لرئاسة الجمهورية، فهو سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس أمين الجميّل عون رئيساً للحكومة سنة ١٩٨٨».
وأثارت تغريدة فرنجية استغراب اوساط سياسية، ورفضت الرابية السجال مع بنشعي، واكتفى بعض المطّلعين على أجوائها بالقول لـ«الجمهورية»: انّ أحد أوجه الحراك الحاصل حالياً انه ظَهّر المواقف على حقيقتها»، مشيرين الى انّ فرنجية «حرّ وهذا رأيه».
لكنّ أوساطا في تيار «المستقبل» أبدَت امتعاضها حيال تصريح فرنجية، وقالت لـ«الجمهورية»: اذا كان لديه مشكلة مع عون فليتوجّه اليه مباشرة من دون التوجّه باللوم والانتقاد إلى سعد الحريري الذي لم يُبد حياله إلّا كل إيجابية واحترام».
وتساءلت: «لماذا تصويب السهام على الحريري؟ وهل تكون الجهة التي تقف خلف فرنجية هي «حزب الله؟»، لافتة إلى انه في وقت يتمادى «الحزب» في اتهام الحريري بوَضع المعوقات أمام إتمام الاستحقاق الرئاسي في عدم انتخاب عون رئيساً، تراه يعمل على توزيع الأدوار بين بري وفرنجية لإشاعة أجواء من التصعيد لا يمكن أن يقوما بها من دون غطاء «الحزب».
«المردة»
امّا اوساط «المردة» فأكدت لـ«الجمهورية» ردّاً على سؤال حول «تويتر» فرنجية، انّ «من حق فرنجية الطبيعي كونه مرشحاً رئاسياً، ان يدافع عن ترشيحه ضمن إطار التنافس الديموقراطي، وهو مرشح للرئاسة والعماد عون مرشح للرئاسة».
ولفتت الى انّ الحريري لم يبلّغ فرنجية «انه عدل عن مبادرته تأييد ترشيحه كما انه لم يعلن دعمه ترشيح عون. وبطبيعة الحال فإنّ ترشيح فرنجية لا يزال هو الأقوى ويشكّل القاسم المشترك الذي يرضي الجميع خصوصاً المسيحيين لجهة إشراكهم في القرار السياسي استناداً الى ما تمّ التوافق عليه في بكركي بين الاقطاب الموارنة الاربعة، فيما تبيّن منذ سنتين ونصف السنة انّ وصول عون الى الرئاسة يصطدم بعراقيل جمّة من الصعوبة بمكان حلّها، وما العاصفة السياسية المُثارة اليوم سوى دليل على ذلك».
برّي
وكان برّي أبدى امس استعداده لتقريب موعد جلسة الانتخاب إذا تمّ التفاهم على الرئاسة، وربط الحل بوجود سلّة تفاهمات عامة مكرراً موقفه المعروف بأنّ الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحلّ المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية، وقال: «ليس لديّ شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة».
الحريري
وواصل الحريري مشاوراته الرئاسية، فاستقبل مساء امس في «بيت الوسط» جنبلاط، في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور والدكتور غطاس خوري، وجرى عرض التطورات السياسية الراهنة، واستكمل البحث إلى مأدبة عشاء. بعدها، نشر الحريري عبر حسابه على «تويتر» صورة تجمعه بجنبلاط وأرفقها بعبارة: «مين قال زعلانين؟».
وعلمت «الجمهورية» انّ اجواء اللقاء كانت ايجابية وسادها مصارحة تامّة بين الحريري وجنبلاط الذي حَذّره من خطورة الإقدام على خطوة متسرّعة تولّد ردات فعل غير محسوبة، كما نصحه ان تكون الاولوية للمناخ الشعبي وقراءة الواقع على الارض ومدى تَقبّل الشارع هذه التسوية. وتمّ الاتفاق على ان تبقى المشاورات مفتوحة بموازاة استكمال الحريري جولته على باقي القوى السياسية.
وكان الحريري زار الجميّل في الصيفي وبحث معه في «الاستحقاق الرئاسي والاحتمالات الممكنة للخروج من الأزمة القائمة». وبعدها توجّه المجتمعون الى بكفيا حيث تناولوا طعام الغداء الى مائدة الرئيس أمين الجميّل، واستُكملت المباحثات في حضور النائب إيلي ماروني والأمين العام للحزب رفيق غانم.
ماروني
وأكد ماروني لـ«الجمهورية» أنّ اللقاء استعرض كلّ جوانب الأزمة، ودام نحو 4 ساعات، وطرحنا ماذا يجري وما هي الحلول وما سلبيّات كلّ حلّ وإيجابيّاته، وناقشنا ترشيح النائب سليمان فرنجية، من ثمّ تبنّي ترشيح العماد ميشال عون، وصولاً الى إمكان طرح مرشّح ثالث وفاقي بغية إنهاء الشغور الرئاسي»، مضيفاً: «كان للرئيس الجميّل مطالعته الخاصة، ورأيه في كل المسائل المطروحة».
وأوضح ماروني أنّ «الكتائب ليست ضدّ ترشيح أحد أو تضع فيتو على أي إسم ومن ضمنهم ميشال عون، وهناك وقت مُتبقٍّ لجلسة 31 تشرين الأول، لذلك قرّرنا درس الخيارات وأبقينا اجتماعات المجلس السياسي مفتوحة لاتخاذ الموقف النهائي، وقد أكّدنا للرئيس الحريري متانة التحالف بيننا، وأنه سيكون لنا موقفنا الخاص لكنّنا لن نقف عائقاً في وجه أيّ مبادرة إنقاذية، على رغم أننا لا نختار الرئيس على أساس الصداقات الشخصية إنما على أساس ثوابتنا والتزامه المبادئ التي نؤمن بها».
ونفى ماروني أن يكون اللقاء تطرّق الى قانون الإنتخاب، «بل ركّز على الأزمة السياسية التي تضرب البلاد بفِعل عدم انتخاب رئيس»، مشدداً على أنّ «الأجواء مع الحريري كانت إيجابية جداً، ولن نغلق الباب على أيّ خيار ممكن، فكلّ ما يهمّ الكتائب هو إعادة عمل المؤسسات، ومنع انهيار الدولة لأنّ الوضع الإجتماعي والاقتصادي والأمني لا يتحمّل مزيداً من الانتظار».
مصادر كتائبية
وقالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» انّ الحريري لم يقدّم اي مبادرة نهائية وثابتة وعَبّر عن النية بالإسراع في الإستحقاق الرئاسي مهما كانت العُقد مستعصية، وأكّد ضرورة تجاوز هذا الإستحقاق ليستعيد البلد عافيته وحيويته.
واضافت المصادر انّ الحريري لم يبلغ قيادة الكتائب بأيّ من الخيارت النهائية والثابتة، وانه ما زال يجهد لفَكفكة العقد، ومستعد لأيّ خطوة او مبادرة تنهي الشغور الرئاسي ويحتاج الى من يلاقيه في وسط الطريق فالطروحات من جانب واحد لم ولن تصل الى أيّ نتيجة ايجابية.
ولفتت إلى انه لم يتخذ بعد أيّ قرار، ولذلك فإنّ تأييد ترشيحه فرنجية ما زال قائماً وهما يتعاونان مع قيادات سياسية ووطنية للعبور بالإستحقاق، مشيرة الى انّ خيار مرشّح ثالث قد يكون من الخيارات التي تريح البلد في ظل التجاذبات والإصطفافات الحادة.
وأوضحت المصادر انّ الوصول الى هذه المعادلة مَردّه الى الترشيحات التي «كَربَجت» البلد، فلا ترشيحه لفرنجية شكّل حلاً ولا إصرار «حزب الله» على عون يؤدي إلى انتخاب الرئيس العتيد في ظل وجود قرار نواب الحزب القاضي بالمقاطعة الشاملة للجلسات الخمس والأربعين التي عقدت الى اليوم.
من جهته ابلغ الجميّل الحريري انّ الحزب سيواظب على المشاركة في جلسات الإنتخاب ايّاً كانت الظروف المحيطة بأيّ جلسة، لكنه لن ينتخب من لم يحمل مشروعاً سيادياً واضحاً وصريحاً وبالتحديد لن ينتخب لا عون ولا فرنجية وسيكون اوّل من يهنىء الفائز منهما.
وشدد الجميّل على أهمية ان نقنع جميع الكتل النيابية المقاطعة جلسات الانتخاب بالحضور الى المجلس، ولنَحتكم الى ما يقوله الدستور وننتخب، ومن ينال الأكثرية من المرشحين نُواكبه او نلاقيه الى بعبدا ونكون الى جانبه ايّاً كان، شرط ان يكون منتخباً بالوسائل السياسية والديموقراطية فلا يُصار الى فرض ايّ مرشح أيّاً كان.
سعيد
وفي المواقف من الحراك الجاري، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: انّ «حزب الله» لا يريد انتخاب رئيس جمهورية وهم يهوّلون علينا بميشال عون لكي يجرّوا الرئيس الحريري الى السلّة التي يريدها الرئيس بري، لأنّ الحزب لا يريد رئاسة الجمهورية فقط بل يريد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وقائد الجيش وقائد الدرك ومدير المخابرات وقانون الانتخابات، ويريد شاويش قرطبا وقاضي الجديدة. باختصار، الحزب يريد كلّ الجمهورية».
«14 آذار»
واستبعد مصدر قيادي في 14 آذار وصول العماد عون الى قصر بعبدا، واكد لـ«الجمهورية» انّ الورقة الرئاسية ليست في يد الرئيس الحريري بل في يد «حزب الله» ومن خلفه إيران، التي تحتفظ بها ضمن مجموعة أوراقها في اليمن وسوريا والعراق لتحسين مفاوضاتها مع الادارة الاميركية الجديدة، واعتبر انّ كل ما يحدث راهناً هو لتحميل الحريري في النهاية مسؤولية الشغور الرئاسي. وإذ توقّف عند موقف النائب سليمان فرنجية الرافض الانسحاب من السباق الرئاسي، أكّد انّ «حزب الله» لا يريد إنجاز هذا الاستحقاق.
«8 آذار»
وفي غياب ايّ موقف لـ«حزب الله» ممّا يجري، أوضح مصدر في فريق 8 آذار لـ«الجمهورية» انّ الحريري ابلغ عون موافقته على تأييد ترشيحه وأبلغ فرنجية بشكل غير مباشر انّ مبادرته وصلت الى طريق مسدود ويجب التفتيش عن بدائل، لكن من الواضح من بيان كتلة المستقبل امس الاول أنه اختار عون.
وتوقّع المصدر مبادرات من الحريري باتجاه بري ومبادرات من عون باتجاه بري، مشيراً الى انّ الوقت الفاصل عن جلسة انتخاب الرئيس الـ46 هو وقت التفاوض.