لعلّ عمر ميقاتي أصغر موقوف متهم بكمّ من ملفات خطرة، بينها القتل ومحاولة القتل امام القضاء العسكري. طبع فترة الفتوة وشروق الشباب بأعمال بوليسية مروعة. وهو الذي صوَر بدم بارد جريمة ذبح العسكري عباس مدلج على يد السوري "ابو الورد" اثناء احتجازه لدى تنظيم "داعش".
الموقوف عمر ميقاتي (20 عاماً) الملقب "ابو هريرة"،والذي اعترف اولياً بانتمائه الى تنظيم "داعش" الارهابي استجوب امام المحكمة العسكرية الدائمة امس برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي سامي صادر بتهمة الانتماء الى مجموعة عسكرية شاركت في المعارك بين جبل محسن وباب التبانة.وسبق أن اعترف في قاعة المحاكمة نفسها في جلسة سابقة باطلاق النار على العسكري حسين طه في منطقة التل في طرابلس عام 2013 بينما كان على دراجة نارية يقودها "ابو اسامة" .
يعترف "ابو هريرة" امام المحكمة بمشاركته في جولات من القتال في التبانة وجبل محسن من دون ان يستهدف عسكريين في تلك المعارك حيث كان يطلق النار في الهواء. في تلك المرحلة يعترف اولياً بمشاركته في تلك المعارك مع مجموعات مسلحة بينها مجموعة اسامة منصور الذي قتل لاحقاً في تبادل اطلاقه النار مع دورية امنية حاولت توقيفه.
جواب ميقاتي لرئيس المحكمة استتبع بسؤال استطرادي من الاخير " في الملف نفسه افدت ان كل شخص يرتدي البزة العسكرية هو هدف لك؟"،فيجيب عمر ميقاتي بلون وجهه الداكن وشعره الاشعث الذي يغطي قسماً من جبينه " نعم، بعدما قُتل شقيقي".وشقيق عمر هو "ابو بكر" ميقاتي الذي قتل في احدى الاشتباكات مع الجيش. وكان عمر عائداً للتو من سوريا حيث بايع تنظيم"داعش" الذي تأثر به واقتنع بأفكاره، بحسبه اولياً. وبعد مقتل شقيقه قرر الانتقام له واطلق النار بالاشتراك مع آخرين على عسكريين عشوائيا وعلى حدة.واستشهد احدهما وجُرح الثاني.
ويردف رئيس المحكمة بسؤال على مسمع المتهم "وما ذنب العسكريين" الذين استهدفهم في طرابلس بعد مقتل شقيقه؟، يجيب بسؤال "وما ذنب شقيقي؟".
وبعدما طلب له محاميه المكلف من المعونة القضائية في نقابة المحامين الدفاع عنه منح المتهم اوسع الاسباب التخفيفية طلب عمر ميقاتي البراءة.فسأله رئيس المحكمة"هل يمكنك في معتقدك ان تطلب السماح من المحكمة؟"، اجاب الموقوف بعد صمت"اطلب البراءة فقط".
وبعد تذاكر قضت المحكمة بحبس عمر ميقاتي 10 سنوات وتجريده من الحقوق المدنية وتسليم بندقية حربية الى المحكمة وتغريمه مئة الف ليرة. وهو الحكم الاول الذي يصدر في حقه في عدد من الملفات الملاحق بها امام القضاء العسكري.
واستأذن احمد سليم ميقاتي الملقب "ابو الهدى " المحكمة بمقابلة ابنه عمر بعد ارجاء جلسة اخرى موقوف فيها مع ابنه عمر وملاحق فيها غيابيا شادي المولوي الى الرابع من كانون الثاني المقبل لتكليف المعونة القضائية في نقابة المحامين من بيروت محام يدافع عن ميقاتي الابن. وهم متهمون في هذا الملف بتأليف مجموعة مسلحة بهدف القيام بأعمال ارهابية والمشاركة فياشتباكات ضد الجيش في طرابلس ووضع عبوات ناسفة بهدف استهداف دورياته والتخطيط لقتل ضباط كبار منه.
كلوديت سركيس