ماذا فعلتم ايها الزعماء الاعزاء الموارنة بالموقع الرئاسي، ولماذا تواصلون نتف ريش الفخامة بهذه الطريقة المستفظعة وتواصلون وضع الملامة على الآخرين شركائكم في الوطن والمصير سنة وشيعة، وعلى الحسابات الخارجية التي تؤثر في مواقفهم كما أثرت على مدى الدهر حسابات خارجية في مواقفكم؟
كلما ركب سعد الحريري الطائرة يلفح هواء المحركات نوافذ بعبدا وغيرها ويظنّ البعض ان بابا نويل سيهبط بالمظلة الى القصر المهجور واضعاً صاحب الفخامة في الكرسي التي أكلها الفراغ، وكلما نزل بعض النواب الى المجلس في جلسة بوش جديدة لا تفقّس رئيساً للجمهورية، ونحن في جلسة المسخرة رقم 45 وفي شهر فراغ البهدلة رقم 27، يقول البعض "فتش عن حزب الله" .
غريب، من أيام طانيوس شاهين ويوسف بك كرم الى أيامنا هذه لم يتغيّر شيء، على رغم ان الفرسان الأربعة سبق لهم ان أغلقوا الأبواب على أنفسهم في بكركي وفي حضور هيبة مار مارون السلام لإسمه، واتفقوا على ان من يحالفه قليل من الحظ في الوصول الى الرئاسة يحظى بتأييد الثلاثة أو على الأقل بعدم معارضتهم له ووضعهم العصي في دواليبه، لكنهم خرجوا وخناجر بروتوس وراء ظهورهم مسنونة وقاطعة .
ولقد مضى على هذا من غير شر عامان ونيف، ولسنا ندري ونحن الأرثوذكس الذين يشبهون الهنود الحمر في جبال كانيون اذا كان يحق لنا ان نسأل غبطة أبينا البطريرك بشارة الراعي، الذي نجلّ، ماذا ينتظر بعد اذا كانت الصلوات والقداديس لم تفتح النوافذ المغلقة في القلوب والرؤوس، ولماذا لا يدعو الفرسان الأربعة الى رحاب بكركي والروح القدس ويقول لهم الكلام الذي بات مطلوباً "إذا لم تتفضلوا وتلتزموا ما سبق لكم ان اتفقتم عليه هنا، ففي لبنان موارنة مفخرة مثلكم وربما أحسن منكم، وان بكركي في حل من ذلك الإتفاق" ؟
سيقول كثيرون من النشامى وما علاقة بكركي بموضوع دستوري يقرره مجلس النواب، لكن ذلك يجرّنا تواً الى القول أولم نصل ويا للأسف الى زمن بتنا نفّصّل فيه الرئآسات والرؤساء على قياس الطائفة والمذهب، ولكأننا في نظام لويا جيرغا حيث تعيّن كل طائفة الشيخ الذي يعلو كعبه عندها.
وحتى ونحن في مثل هذا النظام، بدليل إختصار الموارنة بالفرسان الأربعة، ها نحن في ضجيج الفراغ الذي يجعل البلاد نهباً لطائرة الحريري تلقي رئيساً من المدخنة، او لطائر الرخّ يحمل في منقاره فخامة الرئيس من عند السيد حسن نصرالله .
نسينا ان رئيس الجمهورية هو رئيس كل اللبنانيين، وأننا ذبحنا النظام الديموقراطي البرلماني من الوريد الى الوريد، وحتى طقوس لويا جيرغا القبلية عطلناها ولم يبق من الفخامة شيء !
رسالة إلى سيدنا البطريرك الراعي
رسالة إلى سيدنا البطريرك الراعيراجح الخوري
NewLebanon
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
464
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro