اليوم جلسة جديدة لانتخاب رئيس. اليوم مرة جديدة سنشهد تعطيل الرئاسة الاولى التي لم تتعطل بهذا الشكل حتى في أيام الحرب. واليوم يطرح جدياً إمكان انتخاب الجنرال ميشال عون بعد عودة الرئيس الحريري وبعد المفاوضات الجارية بين الرئيس بري والنائب جنبلاط والرئيس الحريري و"حزب الله".
المشكلة الكبرى تكمن في أن المسيحيين لم يتفقوا.
فالدكتور سمير جعجع لم يرشح عون إلا بعد ترشيح فرنجية، وربما لو رشحه عندما كان فرنجية والحزب والجميع يدعمونه لكان ترشيحه نافعاً أكثر.
الكتائب لم تؤيد ترشيح عون أو فرنجية حتى الآن.
فالحزب والحريري يتحكّمان في الرئاسة لأنه لو كان هناك إجماع مسيحي يفرض مرشحاً قوياً لما كانت الأمور آلت الى ما آلت اليه.
جعجع تحالف مع "المستقبل" ولكن ذلك لم يوصله. والجنرال تحالف مع الحزب وحلفاؤه لم يوصلوه. لماذا؟ لانه كان الأجدر بعون وجعجع ان يتحالفا منذ البداية وان يستوعبا الجميع، ولان تحالفهما أتى رداً على ترشيح فرنجية.
وهنا الخطأ الكبير. فعون الذي يملك أكبر كتلة مسيحية كان يجب ان ينطلق منذ البداية من القاعدة المسيحية، ويحاول استقطاب الأفرقاء الآخرين.
أما الدول الخارجية في الغرب والشرق، والتي تؤدي دوراً قوياً في كل استحقاق في لبنان، فالأكيد أن غالبيتها لا تكترث للاستحقاق الرئاسي، لكن لو ان مرشحاً قوياً جمع الرأي العام والمسيحيين لكانت كل الدول مضطرة الى التعاون معه ودعمه. عندما تحصل اللعبة بين أربعة مرشحين خلال سنتين من دون خطة ولا رؤية ولا دعم شعبي كبير، ومن دون تحالف مسيحي متين، فهذا الوضع يسمح للفراغ بأن يتحكم فينا من دون رحمة.
فاسمحوا لنا ان نقول اليوم انه يفترض ان يمثلنا مَن لم يتقن لعبة إثبات نفسه داخلياً أو خارجياً. ومن يقرأ في التاريخ والعلوم السياسية بكل موضوعية لا يمكنه الا ان يقول ان ما يحصل هو نتيجة عدم رؤية وعدم قوة وعدم قدرة على التغيير.
ومن يسأل عما إذا كان عون سينتخب اليوم أو في الجلستين المقبلتين أو سيكون مرشح آخر من الأربعة الأساسيين (جعجع فرنجية الجميّل) او سيبقى الفراغ حتى دوحة جديدة أو ربما سيكون هنالك مرشح آخر ليس لاعباً أساسياً من القوى المسيحية، يجب أن يعلم أن ما يجدر بنا أن نسأله هو: لماذا نحن بلا رئيس منذ أكثر من سنتين؟ ولماذا لم يتمكن المرشحون الأربعة الاساسيون من تغيير الوضع أو إثبات أنفسهم، أو على الأقل الاتفاق لمصلحة المسيحيين ولبنان؟
ميشال تويني