هي مأساة جديدة، قضت على طفولة تيا محمود رنو البالغة من العمر ثماني سنوات ونصف والتي توفيت يوم الجمعة 23 أيلول في مستشفى حمود الجامعي في مدينة صيدا من دون أن تتضّح الأسباب الفعليّة وراء الوفاة.
لم تطل رحلة تيا ومعاناتها مع مرضها الغامض، فإختصرت الطريق ورحلت، وفي تفاصيل الحادثة بحسب ما أفيد من معلومات، ففي يوم الثلاثاء الفائت إرتفعت حرارة تيا بشكل مفاجئ، ما دفع الأهل إلى الإتصال بطبيبها لإطلاعه على حالتها فطلب منهم إحضارها في اليوم الثاني أي الأربعاء إلى عيادته لفحصها، وقد وصف الطبيب لتيا 3 حقن لمدة ثلاثة أيام، كل يوم حقنة إلا أن حالتها الصحية سرعان ما تدهورت ومن الحقنة الأولى، وبعد كشف الطبيب عليها، توجهت عائلة تيا إلى الصيدلية حيث تم وخزها بالإبرة ومن ثم عادوا إلى المنزل آملين أن تتحسن حالتها لكن الورم بدأ يظهر في كل جسدها والحساسية تمتد من خلف أذنها إلى كافة أنحاء جسمها حتى وصل الأمر بها إلى عدم القدرة على السير، الحركة والتنفس.
وعليه فقد فسارع الأهل بالإتصال بالطبيب الذي طلب منهم نقلها فورًا إلى مستشفى حمود، ولكنه لم يحضر الطبيب الا في صباح اليوم الثاني في حين كان في إنتظارها فريق من الأطباء قيل أنه إستدعاهم، وبحسب ما أفيد أيضًا أن الطفلة نقلت إلى غرفة أخرى لإجراء بعض الفحوصات اللازمة وإعطائها حقنة في ظهرها ضد "السحايا" بعد حقنة البنج وإذ بحالتها تسوء كليًا ومن ثم أبلغهم بضرورة نقلها فورًا الى غرفة العناية الفائقة فوضعها ليس بخير، وتعتبر العائلة أنها وقعت ضحية عملية كذب ممنهجة حيكت ضدهم وبدأت الروايات تتعدد والنتيجة واحدة شمعة آل رنو إنطفت باكرًا دون إن يفارق لسانها إسم والدها ووالدتها حتى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة على فراش الموت.
إلتحفت الطفلة تيا رنو التراب، ليفتح ملف أسباب موتها السريع، فبعد أن تلقت عائلتها صدمة وفاتها ظهر الجمعة الماضي، إنتفضت البارحة معلنة أن وراء حرمانها من إبنتها خطأ طبيًا إرتكبه طبيب الأطفال خليل.أ الذي عاينها، أمام مستشفى غسان حمود التي لفظت فيها أنفاسها الأخيرة، إعتصم أهلها مطالبين بأخذ حقها والإقتصاص من "قاتلها".
ملف تيا أصبح في عهدة وزير الصحة وائل أبو فاعور، وعائلتها نفذت إعتصامًا أمام مستشفى حمود، كان إعتصامهم سلميًا ولمدة قصيرة من أجل سلامة المرضى الأخرين، ولكن ستليه خطوات تصعيدية بدءاً من اليوم بحسب ما أفادت معلومات، وأن العائلة ستفتعل قلقًا كل يوم كي تآخذ حق تيا وتمنع من أن يكون هناك شخص آخر حقلًا للتجربة.
رحلت فراشة والدها الجميلة وخلّفت وراءها وجعًا ولغزًا، ربما تكون الأيام وحدها كفيلة بحلها.