أن مديرية المخابرات في الجيش، وبعد اسبوع من المواجهة التي فتحتها مع شبكات ترويج المخدرات في طرابلس، نفذت عملية مستمرة لم تتوقف ليلا نهارا في الأيام القليلة الماضية وتمكنت من تفكيك شبكة خطيرة جدا من كبار مروّجي المخدرات في منطقة الشمال لا سيما في طرابلس وضواحيها ناهز عديدها الـ 15 عنصراً، وفي مقدمهم مطلوب بأكثر من 200 مذكرة توقيف وبلاغ بحث وتحر.
اما المفاجأة فتمثلت في ان التحقيقات مع أفراد الشبكة "بيّنت أن بينهم نجل الموقوف أحمد سليم ميقاتي (أبو الهدى) الإرهابي المخضرم الذي كان يخطط لإقامة إمارة في شمال لبنان مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي".
واعترف الموقوفون ان "داعش" يبيح استخدام الجريمة المنظمة وفي طليعتها تجارة المخدرات والكبتاغون لتمويل عملياته الإرهابية، فيما قالت مصادر معنية أن عمليات مديرية المخابرات الأخيرة في الشمال "تأتي في سياق جهدها الدائم لتجفيف أحد مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، بموازاة حربها المتعاظمة ضد محاولات تنفيذ عمليات ارهابية دموية في الداخل اللبناني".
ومع توقيف الدفعة الثانية من افراد تلك الشبكات بعد فترة قصيرة من القاء القبض على مجموعة شملت رؤوس مدبرة ومطلوبين خطيرين، يكون الجيش قد تجاوز مرحلة الضربات الاستباقية التي كان يقوم بها سابقا، الى الحرب المفتوحة على المخدرات، بعد توسيع دائرة الجبهة من طرابلس الى عدد من اقضية الشمال ومنها الكورة.
وتحظى عملية الجيش بترحيب شعبي واسع خصوصا في ضوء تفشي ظاهرة المخدرات التي باتت تؤرق ابناء مدينة طرابلس، نظرا لتمكن تلك الشبكات من ايجاد موطىء قدم لها في العديد من الاحياء الفقيرة في المناطق الشعبية، مستغلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لاصطياد ضحاياها وتأمين بيئة آمنة لها، قبل ان يتم استهدافها في بعض تلك الأماكن والتي كانت تعتبرها حصنا منيعا لها نظرا للتركيبة العمرانية التي تحول دون دخول اليات الجيش أو الأجهزة الأمنية الى تلك الاحياء.
وكشف مصدر عسكري لـ "السفير" أن العملية مستمرة ولن تتوقف قبل القضاء على تلك الشبكات، موضحاً أن معظم افرادها باتوا معروفين وعملية اعتقالهم "مسألة وقت فقط".
(السفير)