بدأت رحلة المذيع رواد ضاهر منذ ستة عشر عامًا من «راديو بيبلوس» مرورًا بإذاعة «صوت الغد» وصولاً إلى قناة «أو تي في» التي انضم إليها في العام 2007 ورافق تشييد مبناها الأول في المكلّس وتابع كل مراحل ولادتها. لكن ماذا بعد إعلانه الاستقالة الأسبوع الماضي من القناة؟
يقول ضاهر إنّه لم يعد موظفًا في «أو تي في» وسيتوقف عن تقديم الأخبار مع نهاية شهر تشرين الثاني المقبل، إلا أنّه سيستمر في تقديم «حوار اليوم» كمتعاقد حر مع القناة خلال الفترة المقبلة، من دون أن يحدد المهلة الزمنية.
دخل ضاهر مهنة الإعلام معلّقًا رياضيًا في «إذاعة بيبلوس» ويعتبر الرياضة هواية ما زال يمارسها، لكنه لن يعود إلى الإعلام الرياضي، فهي مرحلة ومضت. كذلك الحال بالنسبة إلى عمله كمراسل بين عامي 2007 و 2009. يرى ضاهر أن أهم مرحلة كانت تغطية عدوان تموز وكان وقتذاك في إذاعة «صوت الغد»، «وفي سوريا قمت بتغطيات عدّة لصالح «أو تي في» وأفخر بها جميعها».
يؤكد ضاهر أنّ شغفه بمهنة الإعلام لم ولن ينضب، «في البداية كان حلمًا وتحقّق، وما زلت حتى اللحظة شغوفًا بالإعلام. أجد هذا المجال جميلاً وممتعًا، لكن الحلم لم يعد ورديًا، فأمامه العديد من العقبات والصعوبات والضغوط لا سيما في لبنان، حيث الجميع مسيّس، وهناك مَن يأخذ منحى عدائيًا تجاه الإعلامي بحسب انتمائه السياسي. العمل في لبنان متعب والسوق الإعلانية لا تكفي كلّ المحطات. المشاكل المالية تعيق الإنتاجات الكبيرة في صناعة البرامج وغيرها وتحد العاملين في المجال».
يقول ضاهر إنّ «أو تي في» منحته الانطلاقة في عالم التلفزيون، «كوني من خلفية إذاعية، حضنتني القناة وقدّمت لي الكثير، ففي عمر الخامسة والعشرين أصبحت مذيعًا رئيسًا للأخبار، وبدأت العمل معدًا ومحاورًا في «حوار اليوم»، وفي عمر الثانية والثلاثين بتّ منسّقًا للأخبار، كما قدّمت أكثر من حلقة خاصة، وبرنامج «من سوريا». يضيف ضاهر: «ما زلت أشعر بلذة العمل لكنني مللت النمط نفسه مدّة تسع سنوات. هو الروتين الذي دفعني إلى الاستقالة، ولا شيء آخر. أريد كسر هذا الروتين في مهنة غير مستقرة في الأساس، كي أؤسس لعملٍ خاص بي في المرحلة المقبلة».
نستفسر عن عمله الخاص فيجيب أنّه متعلّق بالتدريب الإعلامي المرئي والمسموع، «التسويق وإدارة الأعمال هو اختصاصي الجامعي، وكوني مدرّسًا ومدرّبًا في «المركز الدولي للإعلام» في سوريا منذ ثلاث سنوات، وبعد الخبرة التي اكتسبتها من خلال التدريس والتدريب والدراسة والعمل مدّة 16 سنة، وتقديم أكثر من 1200 حلقة تلفزيونية، وجدتُ أنّ عليّ أن أؤسس مركزًا لتدريب السياسيين والإعلاميين في لبنان. وبدأت بدراسة الخطة مع عدد من الأشخاص وسننتقل إلى التنفيذ قريبًا».
وحول استمراره في تقديم «حوار اليوم» يشرح ضاهر «تقديم البرنامج لا يكفي طموحي لكنه مكان أرتاح فيه وأعتبره فرصة لأستمر في إطلالتي التلفزيونية بعد ابتعادي من الأخبار. طموحي المهني يتمحور حول تقديم برنامج سياسي ـ اجتماعي في وقت ذروة المشاهدة مساءً».
في حال مغادرة «أو تي في» نهائيًا إلى أي محطة يمكن أن ينضم ضاهر؟ «طبعًا ليست المستقبل، أنا لست عضوًا في التيار الوطني الحر ولكنني أتوافق مع الخطوط العريضة لهذه المحطة، وبالتالي كل ما يدور في محور المقاومة أتفق معه. ما يهمني أن تكون الشاشة ـ لبنانية كانت أو فضائية ـ غير معادية للمقاومة. ولا أجد في لبنان الشاشة الحلم».
قبل أن يودّع الأخبار يتمنى ضاهر أن يذيع خبر انتهاء الأزمة السورية، بالإضافة إلى خبر حلّ مشكلة النفايات. «يهمني أن نصل إلى حلول على الصعيد المعيشي المرتبط بالناس في لبنان وأتمنى أن أذيع خبرًا يتعلق بعملية عسكرية للمقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني».
يعتبر ضاهر أنّ تعبير «النجم التلفزيوني» ينطبق على إعلاميين ارتبطت أسماؤهم بشاشات معيّنة، وكل شخص يحدّد نجم الشاشة بحسب معطياته. نسأله عن نجم شاشة «أو تي في» فيرد ممازحًا أنّه نجمها، ويختار مرسال غانم نجمًا لـ «ال بي سي»، وسمر أبو خليل نجمة «الجديد»، وبولا يعقوبيان نجمة «المستقبل»، ووليد عبود «أم تي في» وعباس ضاهر لـ»ان بي ان».
يأمل ضاهر حين يُذكر اسمه في عالم الإعلام أن يكون مرادفًا لـ «آدمي ومرتّب وصاحب مبدأ ولا يشرى ولا يباع»، معللاً السبب بأنّ «الأوادم» باتوا قلّة في المجتمعات بشكل عام. ويختم بالقول «بكل الأحوال الإعلام هو بالفعل لعبة وصناعة وهو نوع من أنواع التسويق. لا حقيقة كاملة عبر الإعلام، بل زاوية معيّنة من الحقيقة. وأنا بالطبع لا أمتلك كلّ الحقيقة بل أراها بحسب مبادئي ووجهة نظري».
السفير