... غداً لناظره قريب، فالجلسة الـ 45 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً الأربعاء جعلتْها البروباغندا السياسية - الاعلامية في بيروت وكأنها «مفترق طرق» في الفراغ الرئاسي المتمادي منذ ايار الـ 2014، وسط الترويج لأجواء بأن ما بعدها لن يكون كما قبلها.
ورغم ان «كتلة المستقبل» ونوابها تحدثوا مراراً وتكراراً في الأسابيع الأخيرة عن تمسكهم بمبادرة الرئيس الحريري التي قضت بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، فان الضغوط المتعاظمة التي يتعرض لها وعنوانها «عون او الفوضى» جعلتْ موقفه في عين الحدَث وكأنه «القفل والمفتاح» في وصول زعيم «التيار الوطني الحر» الى القصر الرئاسي في بعبدا، الأمر الذي أطلق حملة تكهنات حيال امكان تبديل خياره الرئاسي، وهو الذي أصبح محاصَراً بمفارقاتٍ لا يُستهان بها، ولعل أبرزها:
• ان سيْره بانتخاب عون كاستجابة لإرادة غالبية المسيحيين بعد دعم «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع لترشّح زعيم «التيار الحر» لا يقلل من وطأة تسليمه في نهاية المطاف بـ «مرشح حزب الله وايران».
وثمة مَن يشير في هذا السياق الى انه صحيح ان الحريري سبق ان رشّح فرنجية وهو حليف «حزب الله» وصديق الرئيس السوري بشار الاسد، لكن هذا الامر جرى بغطاء سعودي - فرنسي - وبتفاهم «مكتوب» بين الحريري وفرنجية.
• في حال إدارة الحريري الظهر للعماد عون كمرشّح لـ «حزب الله» فإنه لن ينجو بالضرورة من سلّة الحزب التي يتمسّك بها رئيس البرلمان نبيه بري كـ «ممر اجباري» لأيّ تسوية في شأن الرئاسة، وهي السلة التي تشتمل على الاتفاق على الرئيس والحكومة (رئيسها وتوازناتها وآليات اتخاذ القرارات فيها) وقانون الانتخاب.
وفي غمرة اضطرار الحريري للمفاضلة بين السيئ والأسوأ، كشفت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت عن ان الحريري الذي ما زال يتمسّك بترشيح النائب فرنجية، يبدي انفتاحاً جدياً على احتمالات السير بعون رئيساً والتي تبقى دونها الحاجة الى مفاوضات جدية وفي العمق قبل اتخاذ القرار النهائي.
وفيما تسري في بعض الأوساط معلومات عن استعداد عون «للقيام بما يلزم» للحصول على دعم الحريري الذي بات يفتح الباب امام امكان التفاهم مع زعيم «التيار الحرّ»، تشير دوائر مطلعة الى ان أطرافاً من داخل تيار الحريري عيْنه تدعو الى التقاط فرصة دعم ترشيح عون كمفتاح للحدّ من الخسائر المتوالية عبر تسوية شاملة، رغم استهوال شخصيات أخرى داخل التيار الأزرق تجرُّع كأس عون، الذي كان حتى الأمس القريب يتقدم على «حزب الله» في مناهضة الحريري وتياره ومحوره الاقليمي.
الراي