الحريري عاد من فرنسا ليوسع مروحة الاتصالات , والرئاسة تقترب من عون
السفير :
يوم 28 أيلول سيكون كغيره من الأيام. وجلسة انتخاب الرئيس التي حددت في هذا التاريخ، الذي حمّل أكثر مما يحتمل، ستمر كما مر قبلها 44 تاريخاً لجلسات انتخاب لم يكتمل نصابها.
لكن ماذا عن الجلسة الرقم 46، وهل سيدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد ثلاثة أسابيع كما جرت العادة أم يبكر موعدها هذه المرة؟
منذ أن عاد سعد الحريري إلى بيروت، والكل يفترض أنه لم يكن ليعود لولا أنه يحمل شيئا جديدا، في السياسة، ما دام عاجزاً عن إعادة تعويم أمبراطوريته المالية بالأدوات التقليدية.
كل ما بلغه من السعوديين يوحي بأن احتمالات التعويم المالي السياسي مقفلة بوجهه بالكامل. يرتّب ذلك أعباءً كبيرة على الرجل. «سعودي أوجيه» من جهة وكل مؤسساته في لبنان من جهة أخرى. تباشير الأزمة يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة. عمليات الصرف بدأت وشملت، أمس، العشرات من الزملاء في جريدة «المستقبل» وستتوالى فصولا لتشمل تلفزيون «المستقبل» وإذاعة «الشرق» و «مؤسسة الحريري» والمتفرغين في «تيار المستقبل».
الجديد السياسي الذي يحمله الحريري الى بيروت لم يعد خافيا على أحد: تبني ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. انقسم فريقه وبعض المقرّبين منه الى تيارين: الأول، يشجعه على المضي في هذا الخيار، ما دامت السعودية تبلغه يوما تلو الآخر، أن لبنان ليس على جدول أعمالها، أي أنه يستطيع تحمل الأكلاف السياسية، وهو خسران/ خسران في المعادلة السعودية، وعليه أن يحاول تعديل المعادلة، من خلال وصوله الى رئاسة الحكومة وتحوّله بالتالي إلى حاجة إقليمية للسعوديين، وعندها يمكن أن تُفتح الأبواب السعودية الموصدة.
التيار الثاني هو الداعي إلى المضي في خيار سليمان فرنجية، واذا كان لا بد من إحداث صدمة إيجابية، فليكن لكن عن طريق تبني مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية، لكن «الخط الأحمر» عند هؤلاء هو تبني ميشال عون. خيار كهذا، بالنسبة إليهم، سيؤدي الى خسارة سعد الحريري ما تبقى من رصيد في شارعه، وبالتالي يكون قد ربح رئاسة الحكومة ولكنه خسر جمهوره وأعطى الضوء الأخضر لتنامي ظواهر الورثة المتطرفين مثل أشرف ريفي وخالد ضاهر وغيرهما.
في أصل عودة الحريري محاولة لإحداث حركية معينة ومحاولة لعدم إبقاء الأبواب مقفلة رئاسيا. «أنا تبنيت ترشيح فرنجية لكي ننتخبه رئيسا وليس لكي يتحول متراسا ـ وهذا ما أبلغه للبطريرك الماروني بشارة الراعي في أوروبا ـ أنا أقبل برئيس يتعبني على مدى ست سنوات، لكن المهم ألا يستمر الفراغ».
بهذا المعنى، أدت عودة الحريري غرضها. ما بعد العودة، لا بد من تشاور سياسي واسع دشنه بلقاءات مغلقة مع بعض أركان فريقه، ولا سيما الرئيس فؤاد السنيورة، وكانت النتيجة تحفظ الأخير على خيار «الجنرال».. وصولا إلى درس خيارات التعامل مع احتمال كهذا مستقبلا.
من «بيت الوسط» إلى بنشعي. أول زيارة سياسية للحريري. في دارة فرنجية، عُقد لقاء موسع استمر حوالي الثلاث ساعات ونصف ساعة وتخلله عشاء شارك فيه إلى جانب الاثنين كل من روني عريجي ويوسف سعادة ويوسف فنيانوس وطوني فرنجية عن «المردة»، ونادر الحريري وغطاس خوري من «المستقبل».
وفق البيان الصادر عن المجتمعين، فقد «تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة إلى ضرورة إحقاقه حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كل القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية».
انتهى البيان المقتضب. ماذا عن أجواء اللقاء؟
اتفق الطرفان بعد زيارة بنشعي على تعميم أجواء إيجابية. شرح الحريري لفرنجية المراحل التي مرت بها المبادرة التي أطلقها قبل سنة بتبني ترشيحه.. لم ينبس زعيم «المستقبل» بأية عبارة توحي بأنه تراجع عن خياره، بل أكد له أنه حتى هذه اللحظة ماض بخياره، لكنه سيقوم بجولة مشاورات ستشمل معظم القوى، وستكون محطتها الثانية في عين التينة في الساعات المقبلة، تليها محطة الرابية ومن ثم محطات غير أساسية.
اتفق الجانبان على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بينهما، ولم يخف الحريري على زعيم «المردة» تواصله شبه اليومي مع العماد ميشال عون، مشدداً على أهمية كسر المراوحة والخروج من المأزق الرئاسي الراهن.
ووفق المقربين من الحريري، فإن زعيم «المستقبل» أمام مروحة من الخيارات المفتوحة، ومن ضمنها خيار العماد عون، لكن لا ينفي ذلك أن الأمور لم تنضج بعد، ولذلك تجاوز النقاش موعد الثامن والعشرين من أيلول. هناك محاولة سيقوم بها الحريري باتجاه بري لإزالة تحفظاته، وخصوصا لناحية إصراره على ربط الرئاسة بالسلة المتكاملة، غير أن قضية رئيس المجلس «هي من مسؤولية «حزب الله» وليس من مسؤوليتنا نحن»!
بكل الأحوال، سيتحرك موكب الحريري باتجاه عين التينة في الساعات المقبلة، ومن المتوقع أن يصدر عن الحريري كلام سياسي يقدم من خلاله إشارات واضحة باتجاه الرابية، حسب المقربين منه، لكن هل من محاولات موازية يقوم بها «حزب الله» من أجل الاستفادة من عملية خلط الأوراق، وبالتالي، محاولة استكشاف الأثمان السياسية الحقيقية لكل طرف من الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي؟
حتى أمس لم ينجح «حزب الله» بإحداث خرق في جدار أزمة الثقة الكبيرة والمتصاعدة بين الرابية وعين التينة، حتى أن بعض «الوسطاء» تحركوا على الخط نفسه بتشجيع من الحزب لكنهم لم يتلقوا إشارات إيجابية من الرابية، وهو الأمر الذي عكسته ليل أمس مقدمة نشرة «او تي في».
هل بمقدور «حزب الله» أن يقدم على تسوية سياسية داخلية حتى لو كان نبيه بري معترضاً عليها؟
هذا السؤال هو أكبر لغم يواجه الاستحقاق الرئاسي إذا صح القول إن هناك إرادة داخلية تحاول الاستفادة من انتفاء الموانع الخارجية وصولا إلى «الفوز» برئيس لبناني صُنع في لبنان.
وبالرغم من أن العونيين ما يزالون يعملون على التحضير لتحركاتهم المفترضة، فإن مصادرهم تؤكد أن ذلك ليس مرتبطاً بحركة الاتصالات القائمة، لا بل يسير معه بالتوازي، مشيرة إلى أنه في الحالتين على العونيين أن يستعدّوا للنزول إلى الشارع، إن كان للاحتجاج أو للاحتفال!
نصرالله: الصراع سياسي وليس طائفياً
من جهة أخرى، رأى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن التسوية تحتاج إلى تخفيف العناد من قبل «تيار المستقبل». وأشار، خلال اللقاء العاشورائي السنوي المغلق مع علماء دين وقرّاء المجالس العاشورائية، عبر الشاشة، تحضيراً لإحياء ليالي عاشوراء، إن «هناك عناداً لدى تيار المستقبل في موضوع ترشيح العماد ميشال عون، وإذا قلل من هذا العناد يمكن الذهاب إلى تسوية تناسب الجميع»، وجدد تمسك الحزب بترشيح «الجنرال».
واعتبر نصرالله «أن هذا العناد هو الذي يعطل الرئاسة في لبنان ويمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وأكد نصرالله أن «الصراع ليس مذهبيا أو طائفيا بل سياسي، سواء على مستوى لبنان أو المنطقة»، محمّلا «السعودية مسؤولية هذا الواقع».
ورأى أن البعض ما زال يكابر ويعاند في موضوع الحرب ضد الإرهاب في سوريا، وجدد القول إن تدخل الحزب منع تمدد «داعش» و «النصرة» وحمى لبنان، وعرض مجريات الوضع الميداني في سوريا، وأكد أن لا عودة إلى الوراء في سوريا، ورأى أن أفق التسوية في سوريا ما زال بعيدا، معتبرا أن التهديد الإسرائيلي قائم إلا أن إسرائيل لا تضمن الانتصار في أية حرب يمكن أن تخوضها ضد «حزب الله»، وجدد القول ان التكفيريين يعملون عند الإسرائيلي، واعتبر أن ما يتعرض له الإسلام من تشويه هو الأسوأ في التاريخ.
النهار :
اذا كانت "حمى الأربعاء" فعلت ما فعلته في الساعات الأخيرة فأقامت الدنيا ولم تقعدها في موجة رهانات وتقديرات وتوقعات استباقية لم يسبق لها مثيل في كل فصول أزمة الفراغ الرئاسي، فكيف لو مر الموعد "المتوهج" غداً ولم ينتخب لا العماد ميشال عون ولا سواه رئيسا للجمهورية؟
الحال ان ما جرى أمس، والذي يتوقع استتباعه في الساعات المقبلة امتداداً الى موعد الجلسة الـ45 لمجلس النواب غدا لانتخاب رئيس للجمهورية، تجاوز كل المألوف والمعتاد مما كان يسبق بعض المحطات السابقة. اكتسب التوهج الاعلامي الذي تسابقت معه مواقع اخبارية الى زيادة حمى التوقعات بعداً استثنائياً بدا من خلاله بوضوح ان عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت قبل يومين اشعلت لدى الاوساط العونية وبعضها الآخر حمى الرهانات الى ذروة غير مسبوقة على "استدارة" حريرية تحمل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد عون الى قصر بعبدا ربطاً بعودة الحريري قبل أيام قليلة من موعد جلسة غد.
وقبل ان "يباغت" الرئيس الحريري الجميع مساء بزيارته لبنشعي التي زادت بطابعها المفاجئ بل المباغت توهج المناخ السياسي والاعلامي، كانت الأجواء بلغت درجة فائقة من البلبلة بفعل ستار الصمت والكتمان والغموض الذي ضرب حول أي تحرك محتمل في "بيت الوسط " الذي لم يعلن عن اي أستقبال شهده علناً، فيما علم ان لقاء عقد أمس بين الرئيس الحريري والرئيس فؤاد السنيورة. هذا السكون في "بيت الوسط" سرعان ما خرقه وصول الرئيس الحريري مساء الى بنشعي يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري والوزير السابق الدكتور غطاس خوري وعقد لقاء مع النائب سليمان فرنجية في حضور وزير الثقافة روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة وطوني سليمان فرنجية ويوسف فنيانوس اعقبه عشاء. وصدر على الاثر بيان مقتضب جاء فيه: "لبى الرئيس سعد الحريري دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الى منزله في بنشعي، وقد تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة الى ضرورة احقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كل القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية".
وبدا واضحاً من المعطيات المتوافرة لدى "النهار" من مصادر وثيقة الصلة بلقاء بنشعي ان الرئيس الحريري اطلق محركات المشاورات السياسية مع مختلف الافرقاء السياسيين سعيا الى مناخ جديد يهدف الى كسر الجمود المتحكم بالازمة الامر الذي من شأنه تبريد "حمى الاربعاء" من دون تبديدها تماماً. وقالت المصادر لـ"النهار" ان الرئيس الحريري بدأ هذه المشاورات بحليفه النائب فرنجية وسيستكملها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وسائر القيادات. واذ استرعى الانتباه ان المصادر نفسها لم تنف امكان ان تشمل حركة الرئيس الحريري لاحقا العماد عون اوضحت ان زيارة الرئيس الحريري لبنشعي "لم تكن لابلاغه قرارات كما تردد بل نحن نتشاور حول ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي وتوسيع رقعة المشاورات مع الجميع". وأكدت ان فرنجية "حليف ومسؤول مثلنا والجو معه كان جيداً". وشددت على انه "لم يعد ممكنا ان تبقى الامور على حالها ولا بد من البحث في كل الاتجاهات".
في أي حال، بدت الأجواء المتصلة بالبيت "المستقبلي" سلبية حيال الانفتاح على خيار عون الى حدود قيل معها إن معادلة "إما نحن وإما عون" ترددت على السنة نواب في كتلة "المستقبل" خلال تداول كل الخيارات الممكنة لاختراق الازمة الرئاسية. لكن الكتلة بدت واثقة من ان الرئيس الحريري يزن الامور "بدقة الجوهرجي" كما قال مصدر بارز فيها لـ"النهار" مع اشارته الى ان معظم الخيارات تبدو صعبة ولا يمكن ان ترمى الكرة في ملعب الرئيس الحريري وتيار "المستقبل".
وعلى رغم كل هذه الاجواء الملبدة بدت الرابية في مناخ ارتياح مع ترداد كلام عن تلقيها اشارات ايجابية في الساعات الاخيرة من دون الحديث عن حسم ما اذا كان النصاب سيتوافر غداً أو في الجلسة التي ستليهاً علما ان الرابية ترصد بدقة البيان الذي سيصدر اليوم عن اجتماع كتلة "المستقبل" على أمل تبين علامات انفتاح على عون.
لا جلسة حكومية؟
الى ذلك بدا من المؤشرات المتصلة بالمأزق الحكومي ان ثمة استبعاداً لدعوة رئيس الوزراء تمام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس. وعلم في هذا السياق ان الرئيس سلام لا يزال يلتزم التريث في توجيه الدعوة الى جلسة هذا الاسبوع افساحاً لمزيد من المشاورات وسط ترجيح عدم توجيه الدعوة لترك الباب مفتوحاً لعودة وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" عن مقاطعة الجلسات. كما فهم ان الرئيس بري ابلغ الرئيس سلام تمنيه عدم توجيه دعوة الى جلسة هذا الاسبوع.
قزي
وأبلغ وزير العمل سجعان قزي "النهار" انه لن يحضر جلسة مجلس الوزراء الخميس اذا وجهت الدعوة اليها "حرصاً على كرامة مجلس الوزراء، اذ لا يجوز للوزراء الذين صمدوا حفاظاً على الحكومة أي الشرعية الباقية ان يعيشوا على وتيرة "يدعو او لا يدعو" الرئيس سلام الى الجلسة و"يحضر أو لا يحضر" "التيار الوطني الحر" و"يحضر او لا يحضر "حزب الله".
المستقبل :
في المشهد الداخلي، برزت أمس زيارة الرئيس سعد الحريري إلى «بنشعي» مستهلاً أولى محطات جولته السياسية على القيادات والمسؤولين غداة عودته إلى بيروت، فالتقى مساءً رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره غطاس خوري بحضور الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعاده وطوني فرنجيه والمحامي يوسف فنيانوس. أما في المشهد الحكومي، فلا يزال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على صبره وتريثه منتظراً «استكمال الصورة» وتبلور نتائج اتصالاته مع القيادات المعنية بشأن الأزمة الحكومية، غير أنّ خلاصة المشاورات المتفاعلة والمتقاطعة على أكثر من خط وفي أكثر من اتجاه أفضت خلال الساعات الأخيرة إلى نتيجة واحدة: لا حكومة هذ الأسبوع.
إذ أوضحت مصادر حكومية لـ»المستقبل» أنّ سلام يواصل مروحة الاتصالات والمشاورات التي يجريها مع المسؤولين لكنه ملتزم سياسة عدم التسرع وعدم الإقدام على اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تشكل استفزازاً لأي من المكونات الحكومية، لافتةً الانتباه في الوقت عينه إلى أنه لم يتلقّ حتى الساعة أي جواب نهائي من قيادة «حزب الله» بشأن مشاركة وزيريها من عدمها في جلسة مجلس الوزراء التي كان من المقرر الدعوة إلى انعقادها بعد غد الخميس.
وعليه، وبما أنّ مهلة الـ72 ساعة الدستورية الفاصلة عن جلسة الخميس قد انقضت من دون أن يوجه رئيس الحكومة الدعوة لانعقادها، أكدت المصادر الحكومية أنّ حظوط عدم انعقاد الجلسة باتت تتقدم على فرص انعقادها، مرجحةً في ضوء ذلك ألا ينعقد مجلس الوزراء هذا الأسبوع بانتظار أن تتضح ما ستؤول إليه مشاورات رئيس المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة ويتخذ بموجبها القرار المناسب.
وعن مسألة انتهاء ولاية كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان يوم الجمعة المقبل، توقعت المصادر بالنسبة لقائد الجيش أن يعمد وزير الدفاع سمير مقبل إلى اتخاذ قرار تأجيل تسريحه ليل الأربعاء أو نهار الخميس، بينما أشارت نظراً إلى عدم إمكانية تأجيل تسريح اللواء سلمان إلى أنه من المرجح تكليف نائبه مهمة رئاسة الأركان بالوكالة ريثما ينعقد مجلس الوزراء ويعمد إلى تعيين خلف له.
الديار :
عاد الرئيس سعد الحريري من فرنسا الى لبنان وبعد عودته بيومين التقى ليل امس رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية في بنشعي واتفقا سوية على اطلاق خطة لانتخاب رئيس للجمهورية، وبما ان الرئيس سعد الحريري رشح الوزير سليمان فرنجية ولم يقم حلفاء فرنجية بتأييده بل ايّدوا واستمروا بدعم العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. عاد البحث بين الحريري وفرنجية لاطلاق مرحلة جديدة من الحوار وتسريع الخطى لانتخاب رئيس للجمهورية ولا شك عندما نقول ذلك فان المسألة تبدأ باتصال بين النائب فرنجية وحزب الله حيث ان الداعم الاساسي للعماد عون هو حزب الله رغم التحالف القائم بين فرنجية وحزب الله لكن حزب الله استمر على موقفه بدعم العماد عون بالوصول الى رئاسة الجمهورية.
لذلك، ستبدأ من اليوم مروحة اتصالات تشمل الاحزاب كلها وتنتهي الى اتفاق لانتخاب رئيس وعلى الارجح سيكون العماد ميشال عون هو الرئيس المقبل.
فلننتظر ونتابع المرحلة الجديدة فالاتصالات التي تجري ابتداء من اليوم والايام المقبلة ستحمل مفاجآت هامة جداً.
وبعد اللقاء صدر عن تيار المردة البيان الآتي: لبى الرئيس سعد الحريري دعوة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى منزله في بنشعي، وقد تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة الى ضرورة احقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كافة القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية.
شارك في اللقاء مدير مكتب الرئيس الحريري الاستاذ نادر الحريري ومستشاره الدكتور غطاس خوري، كما شارك الوزير ريمون عريجي، الوزير السابق يوسف سعادة، السيد طوني فرنجيه والمحامي يوسف فنيانوس.
وقالت مصادر شاركت في اللقاء ان النائب سليمان فرنجيه ابلغ الحريري استمراره في ترشيح نفسه كما اكدت ان الحريري لم يطلب من النائب فرنجيه سحب ترشيحه بل تم الحديث عن نصاب جلسة انتخاب الرئيس وبان على الرئيس الحريري اجراء اتصالات مع حلفائه لتأمين النصاب لان الامور في البلد صعبة جداً. واذا لم يتأمن النصاب واقناع الحلفاء فان الحريري سيقوم بجوجلة لموقفه واجراء اتصالات للخروج من هذه الازمة. لكنه نفى ما تردد في وسائل الاعلام بانه اعلن دعمه للنائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وذكرت المصادر ان الحريري ابلغ فرنجية بانه طلب موعداً من ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وهو ينتظر تحديده.
واشارت المصادر ان الحريري وفرنجيه سيتواصلان مع الرئيس نبيه بري. في الشأن الرئاسي وان الايام المقبلة ستشهد سلسلة من الاتصالات قد تحرك الجمود في هذا الملف. لكنها جزمت بان الرئيس الحريري لم يبلغ النائب فرنجيه بالتراجع عن دعمه او تأييد العماد عون خلافاً لما تم ترويجه.
ـ الاتصالات ـ
هل نضجت طبخة الملف الرئاسي وذللت العقد من امام وصول العمادم يشال عون الى رئاسة الجمهورية، والتي ترافقت مع التسريبات والاسئلة التي ارتفع منسوبها مع وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى بنشعي ولقائه النائب سليمان فرنجية.
وكانت التسريبات قد انطلقت صباحاً عن طبخة حريرية عونية بشأن ملف رئاسة الجمهورية ووصول العماد ميشال عون الى بعبدا. واستتتبعت بتسريبة عن ابلاغ الرئيس سعد الحريري لحزب الله تبني ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وان نادر الحريري ابلغ الحاج حسين خليل بالموضوع، ولم يتأكد صحة هذه المعلومة، ولم يعلق عليها حزب الله وما عزز التسريبات عن شيء ما يحّضر بالنسبة للرئاسة ما ذكرته «عكاظ» نقلا عن مصادر مطلعة في بيروت ان تأييد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بات جاهزا، ويحتاج فقط الى بعض التفاصيل الصغيرة التي ستذلل خلال ايام. واوضح ممثل تيار المستقبل في الحكومة الوزير نبيل دو فريج في تصريح الى «عكاظ» امس انه لم يتلق اي تعليمات بهذا الشأن، لافتا الى انه اذا كان هناك اتفاق على انتخاب العماد عون فعلينا معرفة مواقف كل من نبيه بري والنائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية.
فيما القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، اعتبر ان هناك تخليا واضحا عن لبنان، وهناك تسويات من وراء ظهورنا. ولفت الى ان «حزب الله» وايران لاعبان اقليميان اساسيان بسبب امتلاكهما السلاح والمبادرة العسكرية، فيما نحن في وضع لا يقدم ولا يؤخر.
واضاف:«في النهاية قد يكون الحريري ومن معه دفعوا الى هذا الواقع لاعتبارات كثيرة اهمها ان الحليف الاساسي (القوات اللبنانية) يؤيد انتخاب العماد ميشال عون، ونحن في تيار المستقبل لم نعد بوضع يسمح لنا ان نفرض شروطا كبرى داخل لبنان». وابدى علوش تخوفه على الوضع الامني، محذرا من وجود تخوف كبير من تحرك امني قريبا يفرض هذه الوقائع التي ستحدد شكل لبنان المستقبلي قبل انتخاب الرئيس الذي سيكون حينها تفصيلا صيغرا.
من جهته، اكد لـ«عكاظ» عضو الكتلة البرلمانية النائب احمد فتفت ان موقف كتلة المستقبل واضح، وهو من غير الوارد لدينا انتخاب ميشال عون لاسباب عديدة، اذ نرى ان وصول عون للرئاسة بمثابة استيلاء كامل لـ«حزب الله» وايران على الدولة اللبنانية.
ويبقى السؤال ماذا عن الموقف السعودي؟وهل تصح الاجواء التي عممت عن نضوج طبخة الرئاسة التي شككت فيها قوى سياسية اساسية ودعت للانتظار وعدم التفاول لان اي شيء رسمي لم يصدر عن القيادات الاساسية.
وحسب معلومات المتفائلين ان الاتصالات بشأن ايجاد مخرج لرئاسة الجمهورية كانت تتم بهدوء بين الاقطاب وبعيداً عن الاعلام عبر الرئيس نبيه بري والعماد عون، والنائب وليد جنبلاط، والدكتور جعجع وحزب الله عبر الحاج حسين خليل، وكان باب التواصل بين العونيين وحزب الله مع المستقبل عبر الثلاثي جبران باسيل والحاج حسين خليل ونادر الحريري، وما زالت الاتصالات مستمرة.
واضافت المعلومات، ان الاتصالات بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري لم تنقطع، وانهما ناقشا كل الملفات في حال وصول العماد عون الى بعبدا، وان الحريري حصل على وعود من عون بتولي رئاسة الحكومة كما تم التوافق على ملفات النفط والمال والاقتصاد وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من الوزراء والحقائب والوزارات السيادية، وجوهر التسوية كما اشارت المعلومات عنوانها عون رئيسا للجمهورية وبري للمجلس النيابي، والحريري لرئاسة الحكومة مع حفظ موقع جنبلاط وارضاء كل حلفاء الحريري.
وعلم ان النائب سعد الحريري سيستكمل جولته بزيارات الى الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع ولم تحدد المصادر ما اذا كان سيلتقي حزب الله او العماد ميشال عون رغم ان التواصل قائم.
واشارت المعلومات، ان جلسة «الغد» لن تشهد انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الاتصالات تقدمت وقطعت اشواطاً واذا نضجت الطبخة فان الرئيس بري سيدعو الى جلسة في اسرع وقت لان كل الافرقاء سيوافقون على هذه التسوية التي كانت تنتظر موافقة الرئيس سعد الحريري فقط، وان الحريري لا يقدم على هكذا خطوة لولا الموافقة السعودية بالاضافة الى قناعة الحريري بان حزب الله لن يتخلى عن العماد عون لرئاسة الجمهورية مهما كلف الامر، كما ان الرئيس الحريري راغب بالعودة لتولي رئاسة الحكومة في لبنان، ومبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير وكلامه الايجابي عن الحريري برئاسة الحكومة رد عليها الحريري بالايجابية نفسها.
اما على صعيد التحركات العونية، فسيتم التدشين يوم الخميس اذا فشلت الجهود الرئاسية ولم ينتخب الرئيس غداً وتنتهي في 15 تشرين الاول بكلمة شاملة للعماد عون، وما بين التاريخين سيعطي العماد عون فرصة للجميع. والا الفراق الكبير مع مواقف حاسمة من النظام القائم والذهاب الى خوض معركة قانون الانتخابات ورفض اجراء الانتخابات النيابية الا على اساس قانون جديد وحصري.
الرابية خلية نحل وهناك متابعة لادق التفاصيل ورغم الرهان الجدي على موقف رئيس المستقبل في الرابية لكن مصادر نيابية دعت الى عدم تحميل سعد الحريري اكثر ما يحتمل والقرار في السعودية وليس في بيت الوسط، السعودية لم تقل كلمتها وموقفها معروف برفض العماد ميشال عون فيما جنبلاط ينتظر عودة وزيره وائل ابو فاعور الذي اوفده الى الرياض لمعرفة «الجو السعودي» من مدير المخابرات السعودية جمال لحميدان، ودعت المصادر الى عدم الرهان على التسريبات وكل ما يجري «حكي بحكي» والعماد عون قال انه في 8 اب سيكون في بعبدا ولم يحصل الامر.
ـ الرئيس بري واتصالات مكثفة ـ
الرئيس نبيه بري يؤكد ان هذا الاسبوع قد يرفع من مستوى درجة التواصل بسبب ضغط الازمة، لكن الرئيس بري لايتدخل. حاليا مع تأكيد انه ليس هناك اي مخرج للموضوع الرئاسي من دون التفاهمات على السلة الكاملة.
ـ تحركات شعبية ـ
جلسة انتخاب الرئيس ستترافق مع تحركات شعبية لعدد من النقابات عبر قطع الطرقات الرئيسية والدولية غدا الاربعاء ما بين السادسة والعاشرة صباحاً، احتجاجاً على تلزيم المعاينة الميكانيكية بشكل مخالف للقانون والتحركات الشعبية سيقودها السائقون العموميين، كما سيشهد عصر اليوم تحركات لهيئة التنسيق النقابية لمطالبة الحكومة بالمطالب اما الهيئات الاقتصادية فلم تحسم تحرك الخميس بعد وتتريث بانتظار المزيد من الاتصالات.
ـ جلسة الحكومة ـ
وبالنسبة لجلسة الحكومة فاكدت مصادر الرئيس تمام سلام انه لم يتخذ قراره بعد ولا زال يتولى الدرس وسيأخذ القرار اليوم بعد تبلور الاتصالات الرئاسية.
ـ اجتماع لمسؤولي المناطق في الوطني الحر ـ
وعقد مسؤولو المناطق في التيار الوطني الحر اجتماعا بمنسقي التحرك المركزي. وعلم حسب المجتمعين ان التحركات ستبدأ نهار الخميس، وتنتهي بتظاهرة كبرى في 15 تشرين الاول يوم السبت امام قصر بعبدا ويتحدث فيها العماد ميشال عون. وافيد بان التحضيرات بدأت لتصعيد كبير والامور مختلفة عن التحركات السابقة، والنزول الى الشارع لا عودة عنه مهما كان موقف الحلفاء، والعونيون قادرون على الحشد، ولم يعد لديهم اي شيء يخسروه.
وافيد ان المجتمعين ناقشوا امكانية حصول توقيفات.
الجمهورية :
البلد غارق بالتكهنات ربطاً بعودة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري الى بيروت، ويبدو أنّ سقفها الزمني مفتوح في ظل «تحصّن» الحريري خلف جدران الكتمان الشديد، وعدم كشف خريطة الطريق التي سيتحرّك على أساسها في اتجاه الاستحقاق الرئاسي. إلّا أنّ أحداً لا يملك الاجابة على سيل الاسئلة التي تتدحرج من مختلف المقرات والاوساط السياسية عمّا يحمله الحريري، وأيّ اتجاه رئاسي سيسلكه في الآتي من الايام، وأيهما سيختار في نهاية الطريق ميشال عون او سليمان فرنجية؟ والأهم السؤال عن موقف السعودية من الاستحقاق الرئاسي وما اذا كان قد شابَهُ تعديل او تغيير لناحية مباركة ترشيح هذا المرشح او ذاك؟
وعلى رغم الكلام الذي يقال هنا وهناك عن تباينات داخل تيار «المستقبل» ربطاً بالاستحقاق الرئاسي، وبإمكان التحوّل من فرنجية الى عون، إلّا انه وحتى الآن، وتبعاً للأجواء المحيطة بـ«بيت الوسط»، لم يبدر عن الحريري ما يؤشّر الى نزوله عن جواد مبادرته بترشيح فرنجية.
وفي وقت ما زالت بعض الاوساط في تيار «المستقبل» تؤكد انّ خيار الحريري قد حسم لصالح ترشيح عون، إنشَدّ البلد كله الى الصورة التي ظهرت في بنشعي أمس، والتي جمعت الحريري بالنائب فرنجية، والى جانبهما فريقي عملهما المؤلفين من الوزير روني عريجي، طوني فرنجية، الوزير السابق يوسف سعادة ويوسف فنيانوس، وفي المقابل نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري.
وقد جاءت هذه الصورة، من حيث مكانها وتوقيتها، لتحمل اكثر من مغزى ودلالة، خصوصاً انها الزيارة الاولى العلنية التي يقوم بها الحريري بعد عودته، وانها تجيب عن كل الاستفسارات والاسئلة التي اثيرت في الاجواء الداخلية، الا ان المحيطين بالرجلين حرصوا على مقاربة اللقاء بـ»ايجابية شكلية او كلامية» لا توحي بـ»إيجابية جدية او عميقة»، الامر الذي يفتح الباب على اسئلة كثيرة، خصوصاً حول مصير مبادرة الحريري بترشيح فرنجية.
وتبعاً لذلك، كان اللافت للانتباه عدم صدور تصريحات من الجانبين لا قبل اللقاء ولا بعده، بل اكتفيَا ببيان مشترك جاء بصياغة عامة لا تنطوي على أية اشارة الى مبادرة الحريري بترشيح فرنجية، بل ورد فيه «لبّى الرئيس سعد الحريري دعوة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الى منزله في بنشعي، وقد تركز البحث على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة الى ضرورة احقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع القوى السياسية كافة في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية».
وفيما اكدت مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع أن الاشارة الى تطابق في وجهات النظر تعكس ايجابية النقاش بين الطرفين، قرأت في عدم الاشارة الى تمسّك الحريري بترشيح فرنجية اشارة سلبية، تصب في المنحى الجديد الذي بدأ الحريري في انتهاجه بعد حواره الرئاسي مع عون.
واكتفت مصادر موثوقة في تيار «المردة» بالقول لـ«الجمهورية»: ما يمكن قوله هو أنّ سليمان بك مستمرّ في ترشيحه لرئاسة الجمهورية... وحلّلوا كما تريدون».
يشار إلى أنّ اللقاء استمرّ لأكثر من ثلاث ساعات ونصف تخلله عشاء تبودل خلاله نقاش هادئ وكلام ودّ ومجاملات واستعراض للواقع السياسي بكل تعقيداته بكل صراحة وودية وانفتاح. في الإجمال كانت الأجواء إيجابية على حدّ ما قال أحد المشاركين في اللقاء.
وعلمت «الجمهورية» أنّ الحريري دخل منذ عودته، في حركة اتصالات في اتجاهات داخلية مختلفة، تردد انها شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان يعقد لقاء لاحق بينهما في وقت لاحق، ورئيس الحكومة تمام سلام والنائب وليد جنبلاط وشخصيات قيادية في 14 آذار.
وفيما تؤشّر المناخات السائدة محلياً الى زخم كبير في الحركة السياسية في المرحلة المقبلة، علمت «الجمهورية» انّ جهات سياسية «صديقة» تعمل على خط إتمام لقاء بين عون وبري، وقد يتجلى ذلك بزيارة يقوم بها عون الى عين التينة في فترة غير بعيدة.
فيما تترقّب الرابية المآل الذي سترسو عليه مشاورات الحريري مع القوى السياسية، ولم تنفِ مصادرها وكذلك مصادر تيار المستقبل إمكان عقد لقاء بين الحريري والنائب ميشال عون في وقت قريب.
واكدت مصادر كتلة المستقبل لـ«الجمهورية» انّ الحريري سيجري مشاورات واسعة، وستشمل كل الاطراف، وسألت:
«نحن نتحاور مع «حزب الله»، وانطلاقاً من هذا الحوار لماذا سنرفض ان نتحاور مع الآخر وتحديداً مع النائب عون؟».
على انّ اللافت في كلام المصادر تأكيدها «انّ الحريري آت الى بلده، وهذا امر اكثر من عادي. وبالتالي، لا رابط بين توقيت عودة الحريري وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 28 ايلول». وقالت: «هناك من يحاول تصوير عودة الحريري على غير مقصدها ويضعها في غير موقعها ويقاربها بطريقة لا علاقة لها بالواقع ابداً.
وهناك بعض آخر يقاربها وكأنّ الحريري كان منعزلاً في «صومعة» لفترة، ويفكر، ويدرس، الى ان توصّل الى قرار واتخذه. أبداً، المسألة ليست كذلك، فالرئيس الحريري لم يكن معزولاً، لا عن البلد، ولا عن الناس، ولا عن تيار المستقبل، ولا عن القوى السياسية الاخرى. وبالتالي ما يقوم به هو انه يستكمل الحوارات نفسها...».
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت عودة الحريري ستضع حداً لكل التكهنات التي حصلت طيلة هذه الفترة، او انها ستعطي زخماً للاستحقاق الرئاسي وما اذا كان هذا الاستحقاق لبنانياً، قالت المصادر: لا، لا علاقة لعودة الحريري بذلك، ثم انّ الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني، والرئيس الحريري في الخارج كان يتحدث بالملف الرئاسي مع الجميع.
لم توافق المصادر القائلين بأنّ امراً ما يطبخ جدياً في الكواليس حول رئاسة الجمهورية، وقالت: ما يطبخ هو ما كان يطبخ دائماً. فدائماً عند الحريري وتيار المستقبل وكتلة نواب المستقبل، سؤال أساسي ومركزي: كيف سنخرج من حالة الفراغ التي تدمّر البلد؟ وحتى اللحظة لا جواب.
ورداً على سؤال آخر، لفتت المصادر الانتباه الى «انّ كتلة المستقبل ملتزمة بقرار رئيسها، هي ورئيسها واحد، وهو لا يأخذ قراره بمعزل عنها، وعندما يُتخذ القرار في النهاية، فإنّ أعضاء الكتلة يلتزمون به».
وعندما سئلت المصادر عن ماهية هذا القرار، قالت: كما صدر في البيان الأخير لكتلة المستقبل، حتى هذه اللحظة، ما يزال موقفنا، وموقف الكتلة، هو تأييد ترشيح النائب فرنجية، والكتلة ستنزل الى مجلس النواب غداً، على أساس هذا الموقف.
وعمّا ينتظره عون من الحريري؟ قالت المصادر: مع عون او غيره، هناك نقاش حقيقي يجري في البلد، وضمن المستقبل، ومع القوى السياسية، حول كيفية الخروج من هذه الحالة، نحن حالياً نستكمل المشاورات والحوارات لنرى الي ايّ موقف سنصل.
وهل هناك تبدّل في موقف الحريري رئاسياً لناحية ترشيح عون؟ قالت المصادر: حتى الآن ليس هناك اي تغيير، ولا يعرف المكان الذي ستصل اليه المشاورات الجارية سواء في النقاش الداخلي او النقاش مع الاطراف السياسية الاخرى. الأمور ستأخذ وقتها ولا نعرف الى اين ستصل بكل صراحة.
وهل ستصل جلسة 28 ايلول الى انتخاب رئيس للجمهورية؟ قالت مصادر كتلة المستقبل: يحصل ذلك اذا حصلت مفاجأة ونزل «حزب الله» الى الجلسة، لكننا لا نعتقد ابداً انّ النصاب سيؤمّن كالعادة.
الى ذلك، يطيح النصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة غداً ويُلحِقها بسابقاتها، ويُرحَّل الانتخاب الى موعد آخر، ويمر التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي خلال اليومين المقبلين بشكل إنسيابي بقرار من وزير الدفاع ومن خارج مجلس الوزراء الذي بات محسوماً انه لن يعقد جلسة بعد غد. بعدما قرر الرئيس تمام سلام عدم توجيه الدعوة لعقد الجلسة وأبلغ القوى المكونة للحكومة بذلك على ان تستأنف جلسات مجلس الوزراء الخميس ما بعد المقبل، لدرس ما يسمّى «بنود الضرورة».
واكدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ الجلسة المقبلة ستعقد بشكل طبيعي، خصوصاً انّ مكوّناتها - ما خلا وزراء التيار الوطني الحر- قد التزمت بحضورها. وقالت مصادر سلام لـ«الجمهورية» انه تبلّغ من وزير الثقافة ممثل تيار المردة في الحكومة روني عريجي بأنه سيلبّي اية دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء متى وجّهت اليه.
وعبّرت مصادر سلام عن استيائها من وضع الحكومة، وقالت: الحكومة تعيش أسوأ ايامها وليس هناك من داع للوصول الى ما هو أسوأ. فكل التعهدات السابقة بتوفير الحد الأدنى من التضامن الحكومي تبخّرت ولم تعد متوافرة. وهناك مَن نكث بالعهود التي قطعت وتمّ تجاوزها لأسباب شخصية لا تمتّ الى المصلحة الوطنية بصِلة.
امّا الرئيس سلام فلن يتراجع عمّا تعهّد به ايّاً كانت الكلفة الشخصية لأنها ليست مهمة قياساً على الكلفة الوطنية الشاملة التي تطال لبنان واللبنانيين ومؤسسات البلد المهددة بالسقوط او الشلل في اي وقت، وانّ على الجميع التنبّه الى مخاطر هذه السياسات وانعكاساتها على الوضع الداخلي وعلاقات لبنان بالخارج. وقالت مصادر سلام إنّ رئيس الحكومة ماض في تحمّل مسؤولياته الى النهاية، وهذه المسؤوليات لن يضع حداً لها او يحددها سوى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية في أقرب وقت ممكن...
على صعيد آخر، وفي ظل عدم انعقاد مجلس الوزراء بعد غد، بات محسوماً انّ قرار التمديد سنة اضافية لقائد الجيش سيصدر عن وزير الدفاع سمير مقبل في الساعات المقبلة، وهذا الامر كان مدار بحث خلال زيارة مقبل لرئيس الحكومة أمس، امّا بالنسبة الى رئيس الأركان فليس هناك أيّ إشكال حول موضوعه اذ انّ هناك مخرجاً قد تمّ التوصّل اليه وسيعلن في حينه ويصبّ في مصلحة بقاء رئيس الاركان في موقعه.
من جهة ثانية، بات محسوماً انّ الرئيس بري سيدعو الى جلسة تشريعية لأمور شديدة الضرورة والالحاح كما قال، بعد افتتاح العقد العادي الثاني لمجلس النواب في 18 تشرين الاول المقبل. الا انه استبعد ان يكون القانون الانتخابي على جدول اعمالها.
واستبعدت مصادر وزارية تَوصّل الافرقاء السياسيين الى اتفاق على قانون انتخاب جديد، متوقعة ان تجرى الانتخابات في الربيع المقبل على أساس قانون الستين النافذ، أللهم الّا اذا حصل اتفاق على قانون انتخابي ضمن صفقة يتمّ بموجبها انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وتقول هذه المصادر انّ موضوع السلة ينبغي ان يستبدل بتفاهمات وطنية لأنّ الموضوع مختلف تماماً الآن عمّا كان عليه وأدى الى انعقاد مؤتمر الدوحة الذي أقرّت فيه سلة حلول.
ورأت انّ الخوف من تعثّر اختيار رئيس الحكومة المقبلة وتشكيلها قد لا يكون في محله، خصوصاً اذا انتخب عون رئيساً وكلّف الحريري تأليف الحكومة، لأنهما بثقلهما كلّ في الفريق الذي ينتمي اليه يستطيعان تجاوز ايّ عقبات من شأنها ان تعوق تأليف الحكومة.
وفي اعتقاد المصادر الوزارية نفسها انّ تأليف حكومة خالية من المرشحين للانتخابات ربما يكون الخيار الاسلم لإمرار الانتخابات على ان تتألف الحكومة السياسية الفعلية بعد انتخاب المجلس النيابي الجديد.
أزمة التفاح
على مستوى التحركات المطلبية، شهدت أزمة التفاح امس تطوراً تصعيدياً تمثّل بقطع المزارعين المتضررين الطريق الساحلية في جبيل باتجاه بيروت احتجاجاً على عدم تصريف إنتاجهم، حيث أوحت اجواء التحرّك بمزيد من التصعيد في الايام المقبلة، بعدما هدد المعتصمون بالانتقال الى بيروت. وقد وضع المزارعون صناديق التفاح في وسط الأوتوستراد ووزعوا التفاح على المارة.
اللواء :
كادت الحركة السياسية تنحصر في نقطة واحدة، وعلى محور واحد وبقطب واحد، فيما تراجع إلى درجة بعيدة الاهتمام ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء ستعقد الخميس أم لا، مع ترجيح الاحتمال الثاني، أو ان المجلس النيابي سيلتئم بعد 22 تشرين الأوّل المقبل للتشريع الانتخابي، أو تشريع الضرورة، أو لتشريع دفع رواتب موظفي القطاع العام، أو تشريعات مالية لها علاقة باصدارات أو بمتطلبات دولية، لتجنب وضع لبنان على اللائحة السوداء في ما خص التهرب الضريبي، مع العلم ان المجلس سبق ان أقرّ في العام الماضي بعض القوانين على هذا الصعيد.
ولا مراء في ان جلسة مجلس الوزراء الخميس باتت مرتبطة بالجلسة 45 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً الأربعاء، حيث اختفت تماماً الاستعدادات العونية بالنزول إلى الشارع، وتهيبت الحركات المطلبية حراجة الوضع والآمال المعقودة على إنتاج انفراج رئاسي، وسط اعصاب مشدودة، أو امنيات مبنية على مفاجآت وما يمكن ان تحمله الأيام الآتية من متغيرات أو انقلابات.
وعلى خلفية هذه الحركة الجارية والتوقعات بشأن الخيارات الممكن سلوكها، يحوم شبح أزمة آخذة بالظهور على خلفية المخاطر التي يمكن ان تنجم عن مواقف انقلابية أو تحولات لم تكن في حسبان قواعد تيّار «المستقبل» وكوادره، أو حتى أعضاء كتلة «المستقبل» التي تعد الكتلة الأكبر بين كتل المجلس النيابي الذي يتعين عليه انتخاب الرئيس العتيد.
والثابت، وفقاً لمعلومات «اللواء» ان الرئيس سعد الحريري الذي تتجه الأنظار إلى جولة المشاورات التي بدأها من بنشعي مساء أمس، يأخذ بعين الاعتبار واقع ما يمكن ان يترتب عن الذهاب إلى خيار لا يتفق كثيراً مع التعبئة أو الثقافة السياسية لدى بيئته السياسية والشعبية.
ووفقاً لهذه المعلومات، فإن الرئيس الحريري يُدرك أكثر من غيره, أن مثل هذه الخطوة ستشكل صدمة لقواعده الشعبية، وقد تثير من ردود الفعل والتداعيات في البيئة الحريرية، ما يزيد من حالة الوهن والإحباط التي تعاني منها هذه البيئة، منذ اضطر زعيمها لمغادرة البلد في ظروف أمنية ضاغطة.
ولاحظت صحيفة «عكاظ» السعودية ان ما نشرته عن «نية الرئيس الحريري الموافقة على ترشيح الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية أثارت ارتباكاً لدى نواب «المستقبل» وحلفائهم، كما انها أثارت حفيظة اللواء اشرف ريفي، وقوبلت بصمت من «حزب الله».
وقال ريفي لـ«عكاظ»: «نحن على وعي بالمشروع الإيراني في المنطقة، ولن يسمح لمرشحي حزب الله وإيران، أي سليمان فرنجية وميشال عون الوصول إلى سدة الرئاسة في لبنان»، مضيفاً: «سنقاتل حتى الرمق الأخير ولن نتساهل ابداً في هذه القضية»، مشدداً على انه لن يسمح بأن يحدث في بيروت ما حدث في العراق وصنعاء ودمشق، خاتماً: «سنكون مقاتلين شرسين للحفاظ على هويتنا اللبنانية والعربية».
ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا للصحيفة نفسها ان لا أحد من قوى 8 آذار يؤيد عون، كاشفاً بأن هناك معلومات تفيد بأن تيّار «المستقبل» حاول أن يؤيد عون للرئاسة، لكنه لم يسمع كلاماً مشجعاً من «حزب الله».
ولم يستبعد عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر ان تؤدي «موافقة الحريري على انتخاب عون إلى اضعاف تيّار «المستقبل»، معتبراً ان المسألة ليست بيد الأطراف الداخلية، وأن الأمور بيد اللاعبين الاقليميين والدوليين».
جولة الحريري
على مسافة أقل من 48 ساعة، وفي توقيت ملفت، زار الرئيس الحريري بنشعي ليل أمس، وعقد لقاء وخلوة ثم عشاء مع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي سبق ورشحه الرئيس الحريري لرئاسة الجمهورية، وشارك في هذا اللقاء مع الرئيس الحريري مدير مكتبه السيد نادر الحريري ومستشاره السياسي النائب السابق غطاس خوري. كما شارك إلى جانب النائب فرنجية نجله طوني ووزير الثقافة روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة والمحامي يوسف فنيانوس.
وجرى اللقاء في أجواء وصفت «بالودية» و«الصريحة»، وتناول وفقاً لبعض المصادر الحاجة الماسة لإنهاء الشغور الرئاسي، والثقة القائمة بين الطرفين، والعقبات التي واجهت ترشيح النائب فرنجية حتى من اقرب حلفائه في 8 آذار، لا سيما «حزب الله» الذي تمسك بترشيح النائب عون.
وأوضحت المصادر أن الرئيس الحريري حرص على أن يستهل جولته السي<