نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها توم كوغلان، يتحدث فيه عن معركة حلب الدائرة الآن.
ويقول الكاتب في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد يحضر لآخر عملية برية من أجل السيطرة على مدينة حلب، بعد أن قامت الطائرات السورية والروسية بإسقاط سلسلة من قنابل النابالم على الجزء الشرقي منها، والواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة لنظام دمشق.
ويضيف كوغلان أن "قادة العالم شجبوا الهجمات (البربرية) التي لم تتوقف، حيث استمر الطيران بضرب القنابل السجادية، وقال سكان المنطقة الشرقية إن القنابل السجادية، التي تقوم باختراق الأرض قبل انفجارها، تركت وراءها حفرة عمقها خمسة أمتار، وهزت الأرض بقوة زلزال صغير".
وينقل التقرير عن المقاتلين قولهم إنه تم ضربهم بأنواع من الأسلحة الحرارية، مثل "تي أو أس- 1إي"، وهي قنابل ملتهبة استخدمت بطريقة فعالة عام 1999 أثناء حصار مدينة غروزني، عاصمة الشيشان.
وتشير الصحيفة إلى أن النظام السوري يقوم بآخر محاولة مدعوما من المليشيات الإيرانية والطيران الروسي لتدمير معقل المعارضة في حلب، وإجباره على الركوع، لافتة إلى أن بيانا وقعه 30 فصيلا من المعارضة، اتهم النظام بممارسة سياسة "الارض المحروقة؛ لتدمير المدينة، وتشريد أهلها".
ويورد الكاتب نقلا عن أبي رجب، وهو طبيب في مستشفى مدعوم من منظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) في شرق المدينة، قوله إن 29 حالة من بين 67 استقبلتها المستشفى كانت لأطفال، وتوفي خمسة منهم عندما نفدت المراوح الهوائية.
ويفيد التقرير بأن النظام يقول إنه يحقق تقدما في المعركة، فيما تقول فصائل المعارضة أن المليشيات المدعومة من إيران تقوم بحشد قواتها من أجل المعركة التي تقترب.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الجبهة الشامية العقيد محمد أحمد، قوله إن "الغارات الجوية التي شنتها الطائرات التابعة للنظام والطائرات الروسية هي من أجل التحضير لعملية كبيرة"، وأضاف أن "القصف الجوي والمدفعي هو ما يسبق أي هجوم، وقواتنا مستعدة وجاهزة في القطاعات كلها".
ويلفت كوغلان إلى الجلسة العاصفة في مجلس الأمن، التي خرج منها ممثلو بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عندما بدأ المندوب السوري بالحديث، مشيرا إلى أن المندوب البريطاني ماثيو ريكروفت، قال: "بعد خمسة أعوام من النزاع يعتقد الشخص أن النظام اكتفى من البربرية، وأن تعطشه لدماء شعبه توقف، وفي هذا الأسبوع غرق النظام وروسيا في موجة جديدة، وأطلقوا العنان للجحيم في حلب".
وبحسب التقرير، فإنه "لا يعرف كيف سيتحرك الغرب لوقف هذه المعركة، إلا أن القوات الروسية والسورية تقدمت بعض الشيء يوم السبت، وسيطرت لأول مرة على منطقة حندرات في المنطقة الشمالية من المدينة، وهي مخيم للفلسطينيين، لكن المعارضة استعادتها صباح يوم الأحد".
وتذكر الصحيفة أن المحللين يرون أن نظام الأسد لا يملك القابلية العسكرية، أو الجنود، للسيطرة على المدينة، مبنى بعد مبنى، دون أن يجوّع ويركّع من تبقى من السكان فيها، مستدركة بأن الحشود العسكرية السورية والروسية والإيرانية والمليشيات العراقية تشير إلى اعتقاد الروس أن هناك إمكانية للسيطرة على المدينة.
وينقل الكاتب عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديز، قوله إن "حلب ستسقط، ووجود الطيران الروسي وغاراته سيكون حاسما للمعركة، انظر إلى ما فعله الطيران الأمريكي في تكريت، والرمادي، والفلوجة مع القوات العراقية، التي كانت أقل قدرة من تنظيم الدولة، فقد دمر القصف الجوي هذه المدن"، وأضاف أن "الطيران الروسي سيدمر الجزء الشرقي من المدن، ويقتل كل من فيه، إلا في حال ساعدت الأمم المتحدة المدنيين على الجلاء منه".
ويؤكد كوغلان أن قادة المعارضة ليسوا خائفين من القصف، ولديهم الإرادة، ويصفون المعركة بـ"معركة الوجود".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول القيادي في جماعة "أحرار الشام"، أبي بكر الفاروق، إنه تم تعزيز إمدادات المقاتلين في المدينة بالسلاح والذخيرة، عندما تم خرق الهدنة، وتمت السيطرة على مخازن للسلاح من النظام.
المصدر : سكاي نيوز عربي