عاش البقاع أول من أمس، مشهداً جدَّ واقعي من حياة الناس الذين يعانون من تلوث نهر الليطاني وأمراضه. ففيما كانت جامعة بيروت العربية تطلق صرختها من مركز أبحاثها البيئية في تعنايل خلال ندوة نظمتها لإنقاذ النهر، كان اهالي بر الياس، وعلى بعد أمتار من مكان الندوة، يشيعون ابن بلدتهم الدكتور طارق سليمان الهندي، الذي قتله تلوث الليطاني، كما نعاه أبناء بلدته وأصدقائه على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك إثر إصابته بسرطان الرئة.
لن يكون طارق أخر «شهداء» الليطاني وتلوثه الذي ينهي حياة البقاعيين، وهو ليس الأول حيث سبق ولقي والده سليمان الهندي حتفه بالمرض عينه. ويؤكد اهالي بر الياس أن ثلاث وفيات من أصل خمسة في بلدتهم سببها الأمراض السرطانية الناتجة عن تلوث النهر الذي يشق بلدتهم.
أقيمت ندوة جامعة بيروت العربية برعاية وحضور وزير البيئة محمد المشنوق وعدد من رؤساء البلديات والمختصين. وأكد المشنوق وجود خريطة طريق ستباشرها الوزارة قريبا جدا، وتشمل 165 بلدة وقرية لرفع الملوثات والنفايات، من مصبات مجارٍ صحية ونفايات صناعية وصلبة، عن مجرى الليطاني بعد تنظيفه.
وأشار رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو جلال العدوي الى ان الندوة تهدف إلى وقف المجزرة البيئية في لبنان ونشر الوعي حول واقع النهر وايجاد الحلول المناسبة له.
وأكد النائب جمال الجراح أن «البنية الاساسية لتنظيف نهر الليطاني وحوضه، من محطات التكرير ومعامل فرز النفايات وطمرها باتت جاهزة».
وتحدث النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية عن ارتفاع قياسي في عدد الاصابات بالأمراض السرطانية التي تتسابق مع الدراسات العلمية حول تاثير هذا العدوان من التلوث على واقع الحياة في البقاع». وأكد ان الموت من جراء التلوث يسابق صياغة التقارير العلمية حول نسب الوفيات بالأمراض السرطانية حيث يتصدر لبنان قائمة الدول العربية بها وبأعداد الوفيات.
وشددت توصيات الندوة على إيجاد حوافز للمحافظة على كمية ونوعية المياه في الليطاني مع المطالبة بالاسراع في اقرار مشاريع القروض المخصصة لمعالجة التلوث.
السفير