نفى العميد يحيى رسول، المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة مشاركة أي قوات أجنبية برية في معارك تحرير مدينة الموصل المزمعة، مركز محافظة نينوى (شمالا) من سيطرة داعش.

وأضاف رسول أن “خطة تحرير المدن العراقية، والقوات المنفذة لها بما فيها مدينة الموصل (شمالا)، عراقية خالصة، مؤكدا عدم مشاركة أي قوات أجنبية برية في المعارك.

وأردف قائلا إن “من يخطط للعمليات العسكرية الجارية ضد (داعش)، هو القيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة العمليات المشتركة، ومن ينفذ الخطط العسكرية، هو قوات الجيش العراقي، وعناصر مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، وقوات الحشد الشعبي، وكلها تخضع للقيادة المشتركة”.

وأوضح رسول أن”وجود قوات التحالف الدولي في العراق هو لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتوجيه الضربات الجوية لمواقع (داعش)، والتدريب والتسليح والتجهيز للقوات العراقية، وكل ذلك يخضع لموافقة الحكومة الاتحادية”.

ويأتي هذا النفي بعد ورود تقارير صحافية عن وصول المئات من الجنود الأميركيين إلى قاعدة “القيارة” الجوية جنوب مدينة الموصل، خلال الأيام الماضية، استعدادا للمشاركة في معركة الموصل المرتقبة، التي يتوقع انطلاقها الشهر القادم. ويقول محللون إن النفي العراقي لوجود قوات أجنبية تعمل لتحرير الموصل أشبه بذر الرماد على الأعين، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن وقوف الإيرانيين وراء قيادة الحشد الشعبي الذي يخضع وفقا للمحللين لأوامر قاسم سليماني المشرف على فيلق القدس الإيراني.

ويؤكد مراقبون أن الحشد الشعبي يدين بالولاء للقيادات الإيرانية أكثر مما يخضع لأي قيادة عراقية أخرى، فضلا عن اعتراف كبار المسؤولين العراقيين بأن سليماني يعمل مستشارا لدى القوات العراقية.

ولا يتوانى قادة رأي عراقيون معروفون بدعواتهم إلى إحياء النهج السيادي، في التعبير عن استيائهم من جعل القضايا المصيرية للعراق مجرّد أوراق لخدمة أهداف ومصالح بلدان أخرى.

ويجزم مراقبون بوجود معطيات موضوعية تحتّم استحالة أن تكون معركة الموصل عراقية خالصة تتمثّل في ضعف القدرات العسكرية العراقية وتشتت قياداتها بعد إقالة وزير الدفاع من قبل مجلس النواب، فضلا عن كثرة التجاذبات بين أطراف محلية وإقليمية ودولية حول مصير المدينة بعد استعادتها من داعش.

وفجّر إمساك الولايات المتحدة والإيرانيين بزمام المبادرة في معركة الموصل، التي توصف بالحاسمة، النقاش مجدّدا، حول سيادة العراق وتحكّمه بملفات تتعلّق بمصيره ومستقبل شعبه.

ومنذ انطلاق الحرب على التنظيم بعد استيلائه على ما يقارب ثلث مساحة البلاد سنة 2014، بدا تعويل العراق على الخارج كبيرا في تلك الحرب التي جاءت بشكل مفاجئ في أوج انهيار القوات المسلّحة العراقية بفعل الفساد وتسرّب الصراعات السياسية والاعتبارات الطائفية إلى صفوفها.

وبعد أن فتحت حكومة العراق الباب واسعا أمام التدخّل الإيراني عن طريق الخبراء العسكريين في عدة معارك، مع الاستعانة بطيران التحالف الدولي، تبدو الحكومة ذاتها وقد أرغمت على تسليم قيادة معركة الموصل إلى يد الولايات المتحدة التي توحي تصريحات كبار مسؤوليها بأنها صاحبة الكلمة الفصل في تلك المعركة.

صحيفة العرب