أعادت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت قادما من الرياض مساء السبت، طرح أسئلة عما إذا كانت في جعبة زعيم تيار المستقبل خيارات جديدة تحرّك ملف الانتخابات الرئاسية قبل أيام من جلسة الانتخاب المقبلة المقررة في الـ28 من شهر سبتمبر الجاري.
وتؤكد التصريحات الصادرة عن تيار المستقبل أن التيار مازال يعتبر الوزير الأسبق سليمان فرنجية مرشّحه للرئاسة، وأن نواب التيار جاهزون لحضور جلسة الانتخاب، حتى إذا كانت ستؤدي إلى انتخاب الجنرال ميشال عون.
لكن مراقبين في بيروت لاحظوا أن النفي الصادر عن البعض من قيادات التيار الأزرق يستند على غياب مؤشرات أخرى ولا يتسلّح بموقف مبدئي قاطع، كما أن المواقف المستبعِدة لترشيح عون مستوحاة من غياب موقف جديد للحريري في هذا الشأن.
واعتبرت هذه الأوساط أن موقف المستقبل مازال يتيح جدلا داخل البيت الداخلي يسمح بتمرير أي خيارات مستجدة لدى زعيمه.
ويلمّح مقربون من أروقة الرئيس الحريري العائد من اجتماعات عقدها مع المسؤولين السعوديين، إلى أن الرياض لم تبدد الضبابية التي شابت العلاقة مع سعد الحريري والتي أخذت عنوان الأزمة المالية التي عصفت بشركة “سعودي أوجيه” التي يمتلكها زعيم المسقبل.
وفيما ترى أوساط سياسية أن الحريري قد يذهب في اتجاه اعتماد ترشيح ميشال عون معتمدا على ضعف “الفيتو” السعودي، وصولا إلى عودته على رأس الحكومة اللبنانية، ترى أوساط أخرى أن الحريري لن يخاطر بخيارات قد تؤدي إلى وصول عون إلى بعبدا دون التأكد من رعاية المملكة لذلك، كما أن عون نفسه يحتاج إلى هذه الرعاية من خلال مباركة الحريري وتياره المحسوبين على المصالح السعودية في لبنان.
إلا أن دبلوماسيين غربيين في بيروت يرون أن الرئاسة اللبنانية لم تنضج بعد، وأن احتدام الحرب في سوريا معطوفا على إعادة التموضع الدولي بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل، قد تردع الحريري عن القيام بمغامرة أخرى بعد تلك التي خرج بها حين تبنى ترشيح فرنجية.
وتحذّر أوساط داخل تيار المستقبل من أن وحدة التيار باتت على المحك وأن ذهاب الحريري في اتجاه عون رئيسا قد يقوّض لحمة التيار ويسبب انهيارا حقيقيا في شعبيته، في الوقت الذي يجهد الوزير أشرف ريفي في الاستثمار برشاقة في حالة الامتعاض الشعبي داخل بيئة الحريرية السياسية.
صحيفة العرب