وجدت دراسة حديثة أن 75% من المستطلعين يعتبرون أن الاستماع للموسيقى أثناء الجري أمر مفيد. فالموسيقى تعمل كمولد للطاقة أثناء الرياضة، وقد كانت موضوع دراسة علمية على مرّ عقدين من الزمن، تبيّن من خلالها أنّ مكوّنات الموسيقى، من كلمات وايقاع، يمكن أن تؤثر بشكلٍ كبير على الأداء إذ تشتّت الرياضي عن التعب، كما شرح الأستاذ في علم النفس الرياضي في جامعة برونيل، الدكتور كوستاس كاراجورغيس، في كتابه "تطبيق الموسيقى في التمرين والرياضة". "والإفادة ليست مقتصرة على الركض في الحديقة، بل حتى الرياضيون يسدّون العجز النفسي في الموسيقى"، يقول كاراجورغيس.
وتشير الدراسات إلى أن اعتياد الرياضيين على مقطوعة موسيقية معينة توصلهم إلى أفضل حالة ذهنية لممارسة الرياضة. في الواقع، تخشى بعض المنظمات الرياضية أن الموسيقى قوية لدرجة أن غيابها يؤثّر في اللاعبين أثناء المباريات. يقول كاراجورغيس: "إن الأولمبي مايكل فيلبس معروفٌ باستخدامه موسيقى الهيب هوب الصاخبة والعدوانية في الساحة التنافسية. ومع ذلك، فإن معظم الناس لا يستفيدون من كامل إمكانات الموسيقى، إذ لها تأثير كبير على الحالة النفسية"، معتقدًا أنّ كتابه هو الأول في تفسير كيفية تطبيقها على الرياضة.
يعترف كاراجورغيس من ناحية أخرى أن هناك حالات حيث يمكن الموسيقى أن تكون ضارة فيه. على سبيل المثال، الرياضيون الذين يراقبون باستمرار مستويات السرعة من أجل تحقيق الأداء الأمثل يمكن أن يتشتّت تركيزهم. والفصاميون، من ناحية أخرى، يعتمدون على تحفيز الموسيقى لتحويل انتباههم عن الألم.
كما يعتقد الدكتور كاراجورغيس أنّ الموسيقى حلّ للسمنة ولداء السكري من النوع الثاني. فدفْع البدناء إلى الانخراط في دوراتٍ ثلاث مرات أسبوعيًّا من شأنه إنقاذهم على المدى الطويل. كذلك أظهرت الدراسات في أندية الهواة أن تشغيل الموسيقى يمنع من سماع النفَس والخطى، سواء أكانت الخاصة بهم أم بمَن حولهم. لهذا السبب، يعتقد رئيس الدورة في علم النفس الرياضي والإرشاد في جامعة لندن متروبوليتان، إيان غومري، أنّ أموراً أخرى يمكن أن تحقّق نتائج مماثلة. يوضح: "التفكير في أمور أخرى مثل عطلة القادمة، أو حتى مشكلة حالية يمكن أن تشتّت الرياضي".
ويعتقد الدكتور كوستاس كاراجورغيس أن "التشجيع اللفظي، مثل صراخ المدرب الشخصي، يمكنه أيضًا تعزيز الأداء، فضلًا عن العثور على أصدقاء ذي أهداف رياضية مماثلة ومستوى لياقة بدنية متقاربة، لتأجيج المنافسة الودّية". "ومع ذلك، لا شيء يعمل تمامًا كالموسيقى"، يقول كاراجوغيس، و"لا حتى القهوة".
فما هو، إذًا، نوع الموسيقى الأمثل للرياضة؟ "تشير البحوث إلى أن الإيقاع هو العامل الأكثر أهمية بالنسبة للمتردّدين إلى صالات النوادي الرياضية، يقول كاراجورغيس، في حين أن المحترفين يستفيدون أكثر حين يستمعون إلى موسيقى لها ارتباط عاطفي قوي بهم".