تتعرض محافظة صلاح الدين العراقية ذات الغالبية السنية، إلى ممارسات عدة تتبعها منظمات ومليشيات مرتبطة بإيران لتغيير هويتها، وذلك بعدما تم استعادة أغلب أقضيتها من سيطرة تنظيم الدولة، حسبما ذكرت مصادر خاصة.
وكان آخر ما أعلنت القوات العراقية عن استعادته من تنظيم الدولة، الخميس الماضي، قضاء الشرقاط الذي يربط محافظة صلاح الدين بمحافظة كروك بعد نحو عامين من سيطرة التنظيم عليه.
وقالت المصادر في حديثها لـ"عربي21"، إن "خطوات التشييع المجتمعي تجرى على قدم وساق منذ استعادة مدن المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة وحتى الآن، وذلك من خلال توافد أبناء المحافظة إلى إيران بذريعتي التدريب والسياحة".
وبالتعاون مع السلطات الرسمية في المحافظة، فإن إيران توجه دعوات إلى أبناء معظم العشائر السنية في المحافظة وأبرزها عشيرة الجبور، لزيارة إيران بدعوى السياحة، وتوفر لهم مبالغ مالية أيضا، ومن ثم تحث العشائر على تدريب أبنائها في إيران، وفقا للمصادر.
ونقلت "عربي21" عن حازم سلام (اسم وهمي) أحد المتطوعين السنة المتدربين في معسكرات إيرانية، قوله إن "التدريب يتم بإشراف قادة إيرانيين كبار، ولا يسمح لنا بالتجول خارج المعسكر في منطقة تكثر فيها المعسكرات".
ولفت إلى أن "المنطقة الصحراوية التي نتدرب فيها يوجد فيها معسكرات ضخمة محاطة بجدران مرتفعة جدا، لا يستطيع أحد الصعود عليها"، وقال إن "الإيرانيين يمتنعون عن ذكر من يتدرب داخل تلك المعسكرات".
وأكد سلام، أن "إيران تستغل نقمة سكان المحافظة على تنظيم الدولة وما تسبب به من تهجير وخراب للمدن التي سيطر عليها، وتحاول كسب ودهم بمساعدتهم في استعادة مدنهم وطرد التنظيم".
وعلى الصعيد ذاته، قالت مصادر أخرى لـ"عربي21"، إن "المناطق التي تتم استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة لا يسمح للأهالي بالعودة إليها دون الانضمام إلى المليشيات الشيعية".
وأكدت المصادر، أن ناحية يثرب التي كانت من أشد المدن ضراوة في مقاومة الاحتلال الأمريكي، أصبحت اليوم تحت سيطرة مليشيا "عصائب أهل الحق" المرتبطة بإيران والتي يقودها قيس الخزعلي.
وتمنع مليشيا "العصائب"، عودة أهالي المدينة الذين نزحوا عنها بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها في حزيران 2014، وتشترط على شباب المدينة الانضمام إلى صفوف المليشيا، مقابل السماح لهم بالعودة، على حد قول المصادر.
ووفقا للمصادر، فإن من يمتنع عن الانضمام إلى "عصائب أهل الحق" تبلغه المليشيا بأنها لا تستطيع أن توفر له ولأهله الحماية في حال عودتهم إلى منزلهم، وإذا تعرضوا إلى أي مخاطر فإنها غير مسؤولة.
وتتبع يثرب قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين التي سيطر عليها تنظيم الدولة، ما تسبب في موجة نزوح واسعة، ثم استعادتها القوات الحكومية العراقية مدعومة بمجموعات من المليشيات قبل نحو عام.
إلى ذلك، لا يزال قضاء الدور أحد أكبر مدن محافظة صلاح الدين، تحت سيطرة مليشيا بدر، منذ استعادته من تنظيم الدولة في آذار/ مارس 2015، فيما اتهمت المليشيا بخطف نحو 160 مدنيا من أهالي القضاء ولم يعثر عليهم حتى الآن.
المصدر : عربي 21