في السياسة، انتظار مفتوح لتصاعد الدخان من «المدخنة الرئاسيّة»، وكلّ البلد غارق في «عتمة رئاسية» ومضبوط على إيقاع تنجيم سياسي يجتاح كلّ المستويات، تارةً يعزّز احتمال تصاعد الدخان الأبيض في المدى القريب جداً، كمؤشّر لانتخاب وشيك لرئيس الجمهورية ربطاً بالحوار الرئاسي بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، وتارةً أخرى يعدم هذا الاحتمال نهائياً، بربط الملفّ الرئاسي اللبناني بأزمة المنطقة والحديث عن عمرٍ مديد للفراغ الرئاسي، يقذف بالرئاسة أشهراً إلى الأمام، وعلى الأقلّ إلى ما بعد الانتخابات الأميركية وتشكيل الإدارة الجديدة. وأمّا الأمن فهو تحت السيطرة، بحسب تأكيد قائد الجيش العماد جان قهوجي، والأولوية تبقى لحماية الاستقرار الداخلي بمعزل عن الظروف المحيطة بالوطن، مع التأكيد على أنّ الرسالة النوعية التي وجّهها الإنجاز النوعي بالقبض على أمير «داعش» في مخيّم عين الحلوة عماد ياسين، أمس الأوّل، تؤكّد بما لا يقبل الشكّ قدرةَ الجيش على مواجهة الإرهاب والانتصار عليه.
في زمن التنجيم السياسي هذا، يدخل البلد في عتمة رئاسية، فيقع يوماً تحت تأثير «نوبة تفاؤل» تُبنى لها أسباب موضوعية تحيط الرئاسة الضائعة بألوان زهرية، ولكن سرعان ما يصحو منها في اليوم التالي ليقع تحت تأثير»نوبة تشاؤم» تُبنى لها أسباب موضوعية أيضاً وتجتاح كلّ مفاصله وتمحو كلّ الألوان.
وما بين النوبة والنوبة، هناك من يراهن على أن يميّز الخيط الأبيض الرئاسي من الخيط الأسود في هذه العتمة، فيعلق الملف الرئاسي برُمّته على الخط الحريري - العوني ترقّباً لِما قد يستجد.
وإلى أن يثبت العكس، يبقى ما راج أخيراً عن تحوّلٍ ما في موقف الحريري لناحية التخلّي عن ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ودعم ترشيح عون، في إطار التكهّنات، خصوصاً أنّ الصورة الحريرية لم تثبت على موقف نهائي بعد، في انتظار عبور رئيس تيار «المستقبل» ما بات يسمّى «الممر الإلزامي السعودي»، وهذا ما قد يتوضّح خلال الايام القليلة المقبلة، في ظل ما يتردد عن لقاء وشيك بين الحريري والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
على أنّ الصورة في هذه الأجواء تشي بأنّ حبال التواصل ما زالت مربوطة ما بين الرابية و»بيت الوسط»، ويلعب مدير مكتب الحريري نادر الحريري الدور الاساس في هذا المجال، سواء في الرابية أو في باريس.
عدّة الشغل
وعلمت «الجمهورية» أنّ ما تَردّد عن لقاء عقِد في باريس بين الرئيس الحريري وباسيل، لم يكن دقيقاً، ذلك انّ اللقاء تمّ بين باسيل ونادر الحريري، وبحسب معلومات موثوقة انّ نادر الحريري ابلغَ الى باسيل إصرار الحريري على ترشيح عون، وأنه يعمل على تأمين الإخراج اللازم داخلَ تيار «المستقبل» وخارجه.
إلّا أنّ ما عكّر الأجواء الإيجابية التي لمسَها باسيل، في اللحظة التي تَوجّه فيها الى نيويورك وانتقلَ فيها نادر الحريري الى بيروت، هو المواقف التي صدرَت عن كتلة «المستقبل» وبعض الشخصيات فيه، التي نفت ان يكون قد حصَل هذا التبنّي، وأكّدت الاستمرار بترشيح فرنجية.
وبحسب المعلومات فإنّ باسيل اتصل بنادر الحريري من نيويورك مستوضحاً حقيقة هذه المواقف وأبعادها، فجاء الجواب بما مفاده «دعكَ مِن ذلك، هذا من عدّة الشغل لتأمين الإخراج اللازم».
تفاهم مع برّي
في هذا الجوّ، بات من المسَلّم به أنّ جلسة 28 أيلول لن تكون «ولّادةً لرئيس جديد للجمهورية»، وذلك تبعاً للأجواء السلبية التي ما زالت تحيط بالملف الرئاسي، بالاضافة الى انّ الجلسة الولّادة، وكما تقول المصادر المواكبة للحوار، يفترض ان تكون وليدةَ تفاهمات سياسية مسبَقة حولها، وتحديداً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خصوصاً وأنّ لدى بري الكثير من الأمور والقضايا التي يرى الاتفاق عليها ضرورياً للسير بأيّ مخرج.
ولفتت المصادر الى أنّ الاهتمام يتركّز حاليّاً على إمرار التمديد لقائد الجيش، على ان تنشط الاتصالات مجدداً لمعالجة المقاطعة العونية للحكومة، ولا توحي الأجواء السائدة حالياً بأنّ عون سيقف حجر عثرة أمام استمرار الحكومة.
وفي السياق نفسِه، أكّد وزير بارز لـ«الجمهورية» أنّ الأيام المقبلة مرشّحة لأن تشهد مزيداً من الأحدات السياسية النوعية التي من شأنها أن تؤسس لإرادة جدّية لانتخاب رئيس قبل نهاية السنة الحالية.
وفي هذا الصَدد قد لا يطول غياب الحريري خارج لبنان ليعود في وقتٍ لاحق لينطلقَ بمشاورات مع القيادات السياسية بدءاً ببرّي، مع الاشارة الى انّ هناك من أسدى نصيحة الى الجانب العوني بالانفتاح على برّي من أجل كسر جليد العلاقة والتأسيس لتفاهم ضروري لضمان نجاح الاستحقاق الرئاسي.
في هذا الوقت، لم ترِد أيّ إشارات سعودية سلبية أو إيجابية من الاستحقاق الرئاسي، او حيال انفتاح الحريري على عون، او حيال مباركة وصول عون الى رئاسة الجمهورية .
وقال الوزير البارز لـ«الجمهورية» إنّ جهات لبنانية وغير لبنانية حاولت استمزاجَ رأي المملكة في الفترة الاخيرة، إلّا أنّ الجانب السعودي أفهمَ كلّ هذه الجهات بأنه لا يريد التدخّل في الشأن الرئاسي اللبناني، كما أوحى لهؤلاء بأنّ لبنان ليس في دائرة اهتماماته في هذه المرحلة.
عون يراقب
في المقابل، لا يزال عون يراقب سيرَ الأوضاع والمواقف بصمتٍ مطبق، من جهة، ويترقّب كلمة من الرئيس الحريري من جهة أخرى، قبل أن يُعِدّ خطابَه المرتقَب يوم السبت في 15 تشرين الأوّل، موعد إحياء ذكرى 13 تشرين والتي لم يحدّد مكانها بعد.
وفيما أكّد المطّلعون على موقف عون أنّ خطابه المرتقَب سيكون حسب الظرف، لم تستبعد المعلومات ان يخرج عون عن صمته قبل 15 تشرين، وتحدّثت عن احتمال أن يوجّه نداءً بصوته إلى قواعد «التيار الوطني الحر» قبل هذا التاريخ.
وجهة «التيار»... الشارع
ميدانياً، وبعد التحرّكات المطلبية التي افتتحت الشارع، تتّجه الأنظار الى شكل التحرّكات العونية المرتقبة، والتي ستنطلق وفق معلومات «الجمهورية» في غضون ساعات، والتي شاءَها «التيار الوطني الحر» أن تكون على مراحل: الأولى تمهيدية تسبق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 28 أيلول، والثانية تعقب الجلسة، وصولاً الى 15 تشرين.
وفي المعلومات أنّ «التيار» الذي أبقى قواعده مستنفرة وفي أعلى جهوزية، ينكبّ على وضعِ اللمسات على أشكال تحرّكِه المتصاعد وفقَ خطة كاملة وضَعها ورسَمها بشعاراتها وأدواتها وأهدافها، وهي عرضة للتبديل والتغيير بحسب كلّ منطقة، علماً أنّها تشمل كلّ لبنان ويشارك فيها «التيار» بكلّ هيئاته.
وقالت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية»: نازلين عالشارع ولو لوحدنا، وهذه المرّة لا خروج منه قبل أن تتحقق حقوقنا، وأيام «السَلبطة» التي كانت في زمن السوريين انتهت، ونحن لا نطالب بشيء يخصّ «التيار» وحده بل بحقّ ميثاقي». وتساءلت «كيف تكون الميثاقية موجودة في ظلّ غياب تمثيل أربع قوى مسيحية أساسية في الحكومة: «التيار» و»القوات» و»الكتائب» و»الطاشناق»؟
ولفَتت المصادر الى أنّ «التيار» لا ينزل على الارض لإظهار حجمِه، «فقد سبقَ أن أظهره قبل، وصناديق الاقتراع غداً ستقول الكلمة الفصل، بل إنّ هدف نزوله توجيه رسائل ذات مغزى وأبعاد ومطالب بالحقوق، شعارُه الأساس الميثاقية كونها مطلباً وطنياً عاماً وليس طائفياً أو حزبياً».
وأكّدت المصادر أنّ «التيار» سيلجأ في تحرّكه «الى كل الوسائل المتاحة، وأشكال التحرّك مفتوحة على كلّ الوسائل الديموقراطية لتحصيل الحقوق ورفضِ الألغاء والتهميش».
إلّا أنّ المصادر حرصَت على التأكيد أنّ هذا التحرك «لن يخرج عن مساره السلمي، ودعت «المهوّلين الى الكف عن تهويلاتهم، لأنّ «التيار» أحرصُ منهم على السِلم الأهلي والاستقرار، وليس عليهم إلّا أن «يزيحوا طوابيرَهم الخامسة من الدرب، وما يِعتَلوا همّنا»، وذكّرَت بأنّ تحرّكات «التيار» تميّزَت دائماً بسِلميتها ولم يتمّ فيها كسرُ لوحِ زجاج واحد».
عودة سلام
إلى ذلك، يُنتظر بعد عودة رئيس الحكومة تمام سلام الى بيروت أن تنشط حركة الاتصالات بزخمٍ كبير سعياً إلى ترتيب جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.
على صعيد آخر، كشفَت مراجع دبلوماسية اوروبية لـ»الجمهورية» انّ لبنان تبلّغَ من مراجع دولية إشادتَها بالعملية الامنية الناجحة التي نفّذها الجيش اللبناني بالقبض على أمير الارهابيين في مخيّم عين الحلوة المدعو عماد ياسين.
وكما تبلّغَ لبنان من جهة ثانية، «أنّ موجة العنف الجديدة التي شهدَتها سوريا في الساعات الماضية هي الأخطر عقبَ فشلِ المفاوضات الروسية – الأميركية الهادفة لتمديد وقفِ النار في سوريا، وأنّ حدّتَها دليلٌ على أنّ المفاوضات بلغَت محطات أساسية ومفصلية، ما دفعَ بالجميع إلى استخدام الآلة العسكرية لفرض وجهةِ نظرٍ على أخرى.
ولفتَت المراجع إلى أنّ لبنان سيبقى بمنأى عن تردّدات ما يجري في سوريا، على رغم أنّ ما تشهده هو الأكثر دموية وتدميراً، بغية تغيير الواقع القائم في حلب ومحيطِها، وهو ما جرى التفاهم بشأنه بين أطراف المواجهة في سوريا.
وما بين النوبة والنوبة، هناك من يراهن على أن يميّز الخيط الأبيض الرئاسي من الخيط الأسود في هذه العتمة، فيعلق الملف الرئاسي برُمّته على الخط الحريري - العوني ترقّباً لِما قد يستجد.
وإلى أن يثبت العكس، يبقى ما راج أخيراً عن تحوّلٍ ما في موقف الحريري لناحية التخلّي عن ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ودعم ترشيح عون، في إطار التكهّنات، خصوصاً أنّ الصورة الحريرية لم تثبت على موقف نهائي بعد، في انتظار عبور رئيس تيار «المستقبل» ما بات يسمّى «الممر الإلزامي السعودي»، وهذا ما قد يتوضّح خلال الايام القليلة المقبلة، في ظل ما يتردد عن لقاء وشيك بين الحريري والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
على أنّ الصورة في هذه الأجواء تشي بأنّ حبال التواصل ما زالت مربوطة ما بين الرابية و»بيت الوسط»، ويلعب مدير مكتب الحريري نادر الحريري الدور الاساس في هذا المجال، سواء في الرابية أو في باريس.
عدّة الشغل
وعلمت «الجمهورية» أنّ ما تَردّد عن لقاء عقِد في باريس بين الرئيس الحريري وباسيل، لم يكن دقيقاً، ذلك انّ اللقاء تمّ بين باسيل ونادر الحريري، وبحسب معلومات موثوقة انّ نادر الحريري ابلغَ الى باسيل إصرار الحريري على ترشيح عون، وأنه يعمل على تأمين الإخراج اللازم داخلَ تيار «المستقبل» وخارجه.
إلّا أنّ ما عكّر الأجواء الإيجابية التي لمسَها باسيل، في اللحظة التي تَوجّه فيها الى نيويورك وانتقلَ فيها نادر الحريري الى بيروت، هو المواقف التي صدرَت عن كتلة «المستقبل» وبعض الشخصيات فيه، التي نفت ان يكون قد حصَل هذا التبنّي، وأكّدت الاستمرار بترشيح فرنجية.
وبحسب المعلومات فإنّ باسيل اتصل بنادر الحريري من نيويورك مستوضحاً حقيقة هذه المواقف وأبعادها، فجاء الجواب بما مفاده «دعكَ مِن ذلك، هذا من عدّة الشغل لتأمين الإخراج اللازم».
تفاهم مع برّي
في هذا الجوّ، بات من المسَلّم به أنّ جلسة 28 أيلول لن تكون «ولّادةً لرئيس جديد للجمهورية»، وذلك تبعاً للأجواء السلبية التي ما زالت تحيط بالملف الرئاسي، بالاضافة الى انّ الجلسة الولّادة، وكما تقول المصادر المواكبة للحوار، يفترض ان تكون وليدةَ تفاهمات سياسية مسبَقة حولها، وتحديداً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خصوصاً وأنّ لدى بري الكثير من الأمور والقضايا التي يرى الاتفاق عليها ضرورياً للسير بأيّ مخرج.
ولفتت المصادر الى أنّ الاهتمام يتركّز حاليّاً على إمرار التمديد لقائد الجيش، على ان تنشط الاتصالات مجدداً لمعالجة المقاطعة العونية للحكومة، ولا توحي الأجواء السائدة حالياً بأنّ عون سيقف حجر عثرة أمام استمرار الحكومة.
وفي السياق نفسِه، أكّد وزير بارز لـ«الجمهورية» أنّ الأيام المقبلة مرشّحة لأن تشهد مزيداً من الأحدات السياسية النوعية التي من شأنها أن تؤسس لإرادة جدّية لانتخاب رئيس قبل نهاية السنة الحالية.
وفي هذا الصَدد قد لا يطول غياب الحريري خارج لبنان ليعود في وقتٍ لاحق لينطلقَ بمشاورات مع القيادات السياسية بدءاً ببرّي، مع الاشارة الى انّ هناك من أسدى نصيحة الى الجانب العوني بالانفتاح على برّي من أجل كسر جليد العلاقة والتأسيس لتفاهم ضروري لضمان نجاح الاستحقاق الرئاسي.
في هذا الوقت، لم ترِد أيّ إشارات سعودية سلبية أو إيجابية من الاستحقاق الرئاسي، او حيال انفتاح الحريري على عون، او حيال مباركة وصول عون الى رئاسة الجمهورية .
وقال الوزير البارز لـ«الجمهورية» إنّ جهات لبنانية وغير لبنانية حاولت استمزاجَ رأي المملكة في الفترة الاخيرة، إلّا أنّ الجانب السعودي أفهمَ كلّ هذه الجهات بأنه لا يريد التدخّل في الشأن الرئاسي اللبناني، كما أوحى لهؤلاء بأنّ لبنان ليس في دائرة اهتماماته في هذه المرحلة.
عون يراقب
في المقابل، لا يزال عون يراقب سيرَ الأوضاع والمواقف بصمتٍ مطبق، من جهة، ويترقّب كلمة من الرئيس الحريري من جهة أخرى، قبل أن يُعِدّ خطابَه المرتقَب يوم السبت في 15 تشرين الأوّل، موعد إحياء ذكرى 13 تشرين والتي لم يحدّد مكانها بعد.
وفيما أكّد المطّلعون على موقف عون أنّ خطابه المرتقَب سيكون حسب الظرف، لم تستبعد المعلومات ان يخرج عون عن صمته قبل 15 تشرين، وتحدّثت عن احتمال أن يوجّه نداءً بصوته إلى قواعد «التيار الوطني الحر» قبل هذا التاريخ.
وجهة «التيار»... الشارع
ميدانياً، وبعد التحرّكات المطلبية التي افتتحت الشارع، تتّجه الأنظار الى شكل التحرّكات العونية المرتقبة، والتي ستنطلق وفق معلومات «الجمهورية» في غضون ساعات، والتي شاءَها «التيار الوطني الحر» أن تكون على مراحل: الأولى تمهيدية تسبق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 28 أيلول، والثانية تعقب الجلسة، وصولاً الى 15 تشرين.
وفي المعلومات أنّ «التيار» الذي أبقى قواعده مستنفرة وفي أعلى جهوزية، ينكبّ على وضعِ اللمسات على أشكال تحرّكِه المتصاعد وفقَ خطة كاملة وضَعها ورسَمها بشعاراتها وأدواتها وأهدافها، وهي عرضة للتبديل والتغيير بحسب كلّ منطقة، علماً أنّها تشمل كلّ لبنان ويشارك فيها «التيار» بكلّ هيئاته.
وقالت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية»: نازلين عالشارع ولو لوحدنا، وهذه المرّة لا خروج منه قبل أن تتحقق حقوقنا، وأيام «السَلبطة» التي كانت في زمن السوريين انتهت، ونحن لا نطالب بشيء يخصّ «التيار» وحده بل بحقّ ميثاقي». وتساءلت «كيف تكون الميثاقية موجودة في ظلّ غياب تمثيل أربع قوى مسيحية أساسية في الحكومة: «التيار» و»القوات» و»الكتائب» و»الطاشناق»؟
ولفَتت المصادر الى أنّ «التيار» لا ينزل على الارض لإظهار حجمِه، «فقد سبقَ أن أظهره قبل، وصناديق الاقتراع غداً ستقول الكلمة الفصل، بل إنّ هدف نزوله توجيه رسائل ذات مغزى وأبعاد ومطالب بالحقوق، شعارُه الأساس الميثاقية كونها مطلباً وطنياً عاماً وليس طائفياً أو حزبياً».
وأكّدت المصادر أنّ «التيار» سيلجأ في تحرّكه «الى كل الوسائل المتاحة، وأشكال التحرّك مفتوحة على كلّ الوسائل الديموقراطية لتحصيل الحقوق ورفضِ الألغاء والتهميش».
إلّا أنّ المصادر حرصَت على التأكيد أنّ هذا التحرك «لن يخرج عن مساره السلمي، ودعت «المهوّلين الى الكف عن تهويلاتهم، لأنّ «التيار» أحرصُ منهم على السِلم الأهلي والاستقرار، وليس عليهم إلّا أن «يزيحوا طوابيرَهم الخامسة من الدرب، وما يِعتَلوا همّنا»، وذكّرَت بأنّ تحرّكات «التيار» تميّزَت دائماً بسِلميتها ولم يتمّ فيها كسرُ لوحِ زجاج واحد».
عودة سلام
إلى ذلك، يُنتظر بعد عودة رئيس الحكومة تمام سلام الى بيروت أن تنشط حركة الاتصالات بزخمٍ كبير سعياً إلى ترتيب جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.
على صعيد آخر، كشفَت مراجع دبلوماسية اوروبية لـ»الجمهورية» انّ لبنان تبلّغَ من مراجع دولية إشادتَها بالعملية الامنية الناجحة التي نفّذها الجيش اللبناني بالقبض على أمير الارهابيين في مخيّم عين الحلوة المدعو عماد ياسين.
وكما تبلّغَ لبنان من جهة ثانية، «أنّ موجة العنف الجديدة التي شهدَتها سوريا في الساعات الماضية هي الأخطر عقبَ فشلِ المفاوضات الروسية – الأميركية الهادفة لتمديد وقفِ النار في سوريا، وأنّ حدّتَها دليلٌ على أنّ المفاوضات بلغَت محطات أساسية ومفصلية، ما دفعَ بالجميع إلى استخدام الآلة العسكرية لفرض وجهةِ نظرٍ على أخرى.
ولفتَت المراجع إلى أنّ لبنان سيبقى بمنأى عن تردّدات ما يجري في سوريا، على رغم أنّ ما تشهده هو الأكثر دموية وتدميراً، بغية تغيير الواقع القائم في حلب ومحيطِها، وهو ما جرى التفاهم بشأنه بين أطراف المواجهة في سوريا.