جددت الطائرات الروسية والسورية قصفها على الأحياء الشرقية لمدينة حلب شمال سورية، ليل أمس، بعد إعلان الجيش السوري بدء هجوم على المنطقة، يأتي ذلك بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من نيويورك فشل اجتماعٍ لـ«مجموعة العمل الدولية حول سورية» هدف الى إعادة إرساء الهدنة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق الشهر الجاري.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم، أن الأحياء الشرقية تعرضت لأكثر من 30 غارة جوية ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «يمكن تأكيد مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة العشرات في حي الفردوس، إلا أن الحصيلة يمكن أن ترتفع لأن هناك أشخاصاً لا يزالون تحت الانقاض». وأوضح أن «الطائرات السورية تلقي براميل متفجرة على المدينة، والطائرات الحربية الروسية تنفذ غارات». وأسفر القصف كذلك عن تضرر مركزين للدفاع المدني.
يأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش السوري مساء أمس، بدء هجوم على الأحياء الشرقية في حلب التي يحاصرها منذ شهرين تقريباً. وفرت عائلات من أحياء تشكل جبهات ساخنة الى أحياء أخرى، لكن لا طريق أمامها للخروج من حلب.
وطلب الجيش في بيان من المواطنين «الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة»، مشيراً إلى أن «لا مساءلة أو توقيف لأي مواطن يصل إلى نقاط» الجيش السوري.
وقال البيان إنه تم اتخاذ «الإجراءات والتسهيلات كافة لاستقبال المواطنين المدنيين وتأمين السكن ومتطلبات الحياة الكريمة»، موضحاً أن «الإجراءات والتسهيلات تشمل أيضاً المغرر بهم الراغبين بالعودة الى حضن الوطن».
وأكد مدير«المرصد السوري» إن الأمر يتعلق «بهجوم بري واسع مدعوم بغارات من الطائرات الروسية، بهدف التقدم تدريجياً في الأحياء الشرقية من حلب وإخلائها من سكانها».
وأوضح عبد الرحمن أن قوات النظام «تريد السيطرة أولاً على أحياء العامرية والسكري والشيخ سعيد» الواقعة في جنوب المدينة، مشيراً إلى أن الجيش يسيطر على أجزاء من العامرية ويسعى إلى السيطرة الكاملة عليه.
في نيويورك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس فشل اجتماع لـ«مجموعة العمل الدولية حول سورية» هدف الى إعادة إرساء الهدنة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق من هذا الشهر بين واشنطن وموسكو وانهارت بعد اسبوع من تطبيقها.
وقال انه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، مجدداً مطالبة دمشق «بوقف استخدام» طيرانها الحربي.
وأضاف: «أول شيء يتعين علينا القيام به هو إيجاد وسيلة لاستعادة صدقية العملية الديبلوماسية» في سورية. وأشار كيري إلى أن منطقة الحظر الجوي بحكم الأمر الواقع فوق جزء من سورية «يجب ألا تستمر ليوم أو يومين، بل لأطول وقت ممكن كي يرى العالم كله أنهم جادون»، في إشارة إلى النظام السوري وروسيا.
واعتبر كيري أن «الطريقة الوحيدة لذلك هي أن يتوقف أولئك الذين يمتلكون قوة جوية عن استخدامها»، في إشارة إلى الطيران الحربي السوري الذي يجب أن يمنع من التحليق وفقاً لبنود اتفاق جنيف. ونص الاتفاق الذي خطه كيري ولافروف على تعاون عسكري بين واشنطن وموسكو، في حال صمدت الهدنة أسبوعاً وتم إيصال المساعدات الإنسانية. لكن الجيش السوري أعلن «انتهاء» الهدنة في 19 أيلول (سبتمبر) الجاري.
من جهته، أوضح الموفد الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا أن «ما يحصل هو أن حلب تتعرض للهجوم، والجميع عاد الى حمل السلاح».